الحيوانات غير السامة وأكثرها شيوعا ضمن فئة "الثدييات الأخرى"

تعتبر الولايات المتحدة الأميركية، موطن كل شيء من الدببة الرمادية والأسود الجبلية إلى التماسيح وأسماك القرش التي تنتشر قبالة السواحل، ولكن، اتضح أن هناك مخاطر أكبر بكثير تختبئ في الأفق العادي، في حين أن مواجهات الحيوانات تمثل مئات الوفيات في البلاد كل عام، فقد وجدت بحوث جديدة أن حيوانات المزرعة غالبًا ما تكون وراء هذه الوفيات، وتأتي لسعات الحشرات وهجمات الكلب عن كثب وراء بعضهم، مما يفوق بكثير عدد الوفيات الناجمة عن الحيوانات المفترسة في البرية، وفي دراسة جديدة، قام باحثون من جامعة ستانفورد بتحليل معدلات الوفيات المرتبطة بالحيوانات السامة وغير السرطانية في الولايات المتحدة في الفترة ما بين عامي 2008-2015، ويتبع هذا العمل تحقيقا سابقا يمتد من 1999 إلى 2007، وفي ذلك الوقت منذ ذلك الحين، وجدوا أن معدلات الوفيات بسبب مواجهات مع الحيوانات لم تنخفض.

وقال الباحث الرئيسي جاريد ل فورستر، حاصل على دكتوراه في الطب، قسم الجراحة، من جامعة ستانفورد، إنّه "من هذا البحث، وجدنا أن معدلات الوفاة جراء المواجهات مع الحيوانات ظلت مستقرة نسبيا من آخر مرة أجرينا هذا التحليل، والأهم من ذلك أن معظم الوفيات لا تعود في الواقع إلى حيوانات برية مثل الأسود والذئاب والدببة وأسماك القرش وغيرها، ولكنها نتيجة مواجهات قاتلة مع حيوانات المزرعة، أو الحساسية المفرطة من النحل، أو الدبابير، أو هجمات الكلاب، لذلك، في حين أنه من المهم أن الناس تعود للبرية أن تعرف ما يجب القيام به عندما يواجهون حيوانًا يُحتمل أن يكون خطرًا، والخطر الفعلي للوفاة منخفض جدا"، وكانت المواجهات الحيوانية السامة مسؤولة عن نحو 86 حالة وفاة كل عام، بزيادة عن التحقيق السابق، وفي معظم الأحيان كان اللوم يقع على لدغات النحل، والدبابير، ومن بين 1610 حالة وفاة مرتبطة بالحيوان في الولايات المتحدة في الفترة من 2008 إلى 2015، وجد الفريق أن 57 في المائة كانت نتيجة لمواجهات مع حيوانات غير سامة، وقال الباحثون إن أكثرها شيوعا تقع ضمن فئة الثدييات الأخرى، التي تشمل في المقام الأول الخيول والماشية، وقال الدكتور فوريستر، إنّه "ينبغي أن تكون الوقاية من المواجهات الحيوانية التي قد تكون قاتلة مبادرة رعاية صحية مدعومة ومساندة، ونحن لا نزال في حاجة للفرص المتاحة لتحسين تدابير السلامة والإبلاغ عن إصابات المزارع في الولايات المتحدة."

ووجد الباحثون أن هجمات الكلاب هي ثاني أكثر الأنواع شيوعًا من المواجهات غير السامة للحيوانات، مع أكبر عدد من الوفيات المُبلغ عنها بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات، وأضاف فورستر، أنّ "عبء الوفاة على الأطفال الصغار بعد مواجهات الكلاب لا يزال مثيرا للقلق، وهذه هي الوفيات التي يمكن الوقاية منها."، ووفقا للباحثين، فإن ما يقرب من 201 وفاة كل عام هي نتيجة لمواجهة الحيوانات، وتمثل حوالي 2 مليار دولار في الإنفاق على الرعاية الصحية، غير أن المعدلات ظلت مستقرة نسبيا في العقدين الماضيين، وقال الدكتور فورستر "للأسف، لم تنخفض الوفيات بسبب المواجهات بين الحيوانات والإنسان من دراستنا السابقة، والوفيات المرتبطة بالحيوان هي حالات يمكن السيطرة عليها، كما هو الحال في المزرعة أو في المنزل، ولا تزال تمثل غالبية الوفيات".