جدارية لحلزون نحتها الأنسان

يُحقق الباحثون منذ نحو ثلاث سنوات، في كهف "شانيدار" وهو موقع الإنسان البدائي "نياندرتال" المهم في جبال "زاغروس" في شمال العراق. وفضلًا عن اكتشاف بقايا "نياندرتال"، عثر فريق البحث على كميات كبيرة من الحطام الثقافي، بما في ذلك جدارية صغيرة لحلزون نفذها الأنسان الأول في المنطقة.

وفي مقال لصحيفة " The Conversation"، شرح البروفيسور كريس هانت، أستاذ علم الأحياء الحياتية الثقافية، في جامعة "ليفربول" جون موريس أهمية هذه النتيجة.وقد أنتجت أعمال التنقيب التي قام بها الباحثون في كهف شانيدار في شمال شرق العراق عن لوحة صغيرة من القشرة التي صنعها أول شعب حديث في المنطقة.

ويبدو أن هذا الكائن الصغير قد قام بزخرفة شيء مبهرج، مما يشير إلى التمتع بالقليل من الأشياء المبالغ فيها لكنه يُظهر أيضًا تعقيدًا غير متوقع. ويُعد كهف شانيدار في جبال زاغروس موقعًا مهمًا لنياندرتال أو الأنسان البدائي. وقد اكتشف في العام 1950 رالف سوليكي، عالم الأنثروبولوجيا من مؤسسة سميثسونيان، بقايا عشرة أشخاص من النياندرتال، ثمانية كبار واثنين من الرضع، ويُعتقد أنهم يعودون إلى ما بين 65 الف و 35 الف سنة.

وكان بعضها هياكل عظمية كاملة ولكن البعض الآخر كان فقط أجزاء من العظام. وقال انه يعتقد ان معظمهم قد دفن عمدا. وقد أصبحت واحدة منها مشهورة باسم "دفن زهرة شانيدار" - بعد أن وجد محلل اللقاح أرليت ليروي غورهان كتل من حبوب اللقاح من النباتات ذات الخصائص الطبية في العينات التي اتخذت بالقرب من الهيكل العظمي.

ومنذ عام 2014 قام فريق مشترك بين المملكة المتحدة والاكراد بقيادة غرايم باركر، وتيم رينولدز ولي، مع أعضاء من كامبردج، ليفربول جون موريس، بيركبيك، وإدارة الآثار الكردية، بإعادة التحقيق في الكهف. ويهدف الفريق إلى توضيح تسلسل الودائع، والعمل على تحديد عمر بقايا نياندرتال، وتحديد ما إذا كانت دفنت بالفعل. وخلال هذا العمل، أسفرت أعمال التنقيب الصغيرة والحذرة عن كميات كبيرة من الحطام الثقافي فضلا عن بقايا نياندرتال جديدة.