يبدو أن الغوريلا أفضل بكثير في العلاقات الاجتماعية أكثر مما نعتقد؛ وعادة ما يُعتقد فى مجتمعات الغوريلا، وبخاصة بين الذكور، أن تفاعلاتهم مدفوعة بالسلوكيات القائمة على البقاء، مثل المنافسة على رفيقة أو طعام؛ لكن الباحثين يقولون "إن الصداقات والعلاقات الاجتماعية تمثل شئ هام جدا فى حياة الغوريلا".

وكشفت دراسة جديدة عن الغوريلا الجبلية الأفريقية أن حياتها متأثرة كثيرًا بالعلاقات طويلة الأمد التي تشكلها مع أعضاء آخرين في المجموعة - مثل التفاعل الاجتماعي الإنساني.

ولاحظ باحثون من جامعة غرب أستراليا في هذه الدراسة، التي نُشرت في دورية "سلوك الحيوان" ، 10 مجموعات من الغوريلات الجبلية في رواندا على مدار العام.

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن الباحثين قاموا يضًا بتحليل البيانات من مركز أبحاث كارىسوك، والتي تم جمعها بين عامي 2003 و 2015، ووجد الباحثون أن الروابط بين الغوريلا - بما في ذلك بين أعضاء المجموعة السابقين - كانت حاسمة في الحفاظ على السلام. وقالت الباحثة د. ميلاني ميرفيل و"هذا  يثير الاهتمام لأن الناس غالباً ما يعتقدون أن سلوك الغوريلا يتأثر كثيراً بالمنافسة على الإناث أو على مصدر غذائي ، ولكن هناك أيضاً نسبة جيدة من السلوك السلمي نتيجة العلاقات الاجتماعية طويلة الأمد".

وأظهرت الملاحظات أن الغوريلات الذكور غالباً ما دخلوا في معارك لحماية الآخرين من مجموعاتهم. ولكن عندما تواصل أعضاء المجموعة السابقين الذين انتقلوا إلى مجتمعات أخرى ، انخفض العداء بين الذكور.

كما يقول الباحثون أنة بعض الأحيان ، يمكن حتى رؤيتهم وهم يلهون مع بعضهم البعض، ومن نواح عديدة ، كانت تفاعلاتهم متوازية مع بعضها في حياتنا اليومية. وقالت ميرفيل "نحن كإنسان أكثر صداقة إذا اصطدمنا بشخص نعرفه بالمقارنة مع أشخاص لا نعرفهم أو نثق بهم".

وأضافت ميرفل "نحن لدينا أيضا تاريخ مستمر من الصراع والحرب والتحالفات وصنع السلام، ومن خلال فهم سلوكيات المجموعات الداخلية للرئيسيات استجابة لتاريخهم الاجتماعي الحالي، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل الأصول المعقدة لسلوكنا الاجتماعي الرائع، بما في ذلك العداء للناس أو الجماعات التي لا نعرفها.لكن هذا لا يعنى انا تقترب من الغوريلات لانهم مثلنا فقد يشكلون تهديدًا".

وأوضحت "تمت ملاحظة الغوريلات التي تمت دراستها من قبل باحثين من يوم الولادة لذا لم يرونا كتهديد"، "ولا بد من الاحتفاظ بمسافة جيدة من المجموعة، يمكن أن يصل وزن الذكر منهم إلى حوالي 200 كيلوغرام ويمكن أن يكون فتاكا"