سمكة أفروديت

اكتشف الغواصون الأسماك المبهرة بألوان النيون الوردي الأصفر في أعماق المحيط الأطلنطي، وتوجد هذه الأسماك على عمق 400 قدم "120 مترًا"، تحت سطح المحيط، وتعيش في الشقوق الصخرية للشعاب المرجانية "الشفق"، حيث يكون ضوء الشمس نادرًا، وكان فريق الغوص العميق مبهورين باكتشافهم، حتى أنهم لم يلاحظوا سمكة قرش هائلة تحوم فوقهم – وهي لحظة التقطوها على الكاميرا.

وسُميت هذه الأسماك باسم إلهة الحب اليونانية، أفروديت، ولا توجد في أي مكان آخر في العالم بخلاف هذه الشعاب التي تقعد على بعد 600 ميل (965 كم) قبالة سواحل البرازيل، ويعود هذا الاكتشاف لخبراء في أكاديمية كاليفورنيا للعلوم في سان فرانسيسكو أثناء رحلة استكشافية أخيرة إلى أرخبيل سانت بول الصخري البعيد.

وسحرت أسماك أفروديت مكتشفيها مثلما سحرت إلهة الحب والجمال اليونانية الآلهة اليونانية القديمة، هذا هو السبب في أنهم اختاروا تكريم الأنواع الجديدة عن طريق تسميتها باسم الإلهة الأسطورية، وقال الدكتور روشا، أمين الأكاديمية للأسماك والمدير المشارك لمبادرة الأمل للشعاب المرجانية: "هذه واحدة من أجمل الأسماك التي رأيتها على الإطلاق"، "لقد جعلنا ذلك نتجاهل كل شيء حولها".

وهذا الاكتشاف المذهل الجديد من الأعماق هو دليل على الكائنات الرائعة التي تعيش في المحيطات الشاسعة ولا تزال غير مستكشفة، روشا وبينهيرو هما جزء من فريق أبحاث الغوص العميق الذي يتوجه إلى الشعاب المرجانية في منطقة الشفق، وهي شعاب مرجانية غامضة تمتد عبر شريط ضيق من المحيط يتراوح بين 200 و 500 قدم (60 و 150 م) تحت السطح، في هذه الشعاب العميقة، تعيش الكائنات في ظلمة جزئية تتجاوز حدود الغوص الترفيهي، ولكن فوق الخنادق العميقة التي تحرسها الغواصات والمركبات التي تعمل عن بعد تحت الماء.

وأضاف الدكتور بينهيرو "الأسماك من منطقة الشفق تميل إلى اللون الوردي أو المحمر"، "لا يخترق الضوء الأحمر هذه الأعماق الداكنة، مما يجعل الأسماك غير مرئية ما لم تضيء بواسطة ضوء مثل الضوء الذي نحمله أثناء الغوص".

وفي الأكاديمية، ساعد الخبراء الغواصين على وصف الأنواع الجديدة، ووجد الباحثون أن الذكور مزودون بخطوط متداخلة باللونين الوردي والأصفر، بينما الإناث لونها برتقاليًا يميل للأحمر، وباستخدام المجهر، عد الفريق الزعانف وقاسوا طول العمود الفقري، وكشف تحليل الحمض النووي أن الأنواع الجديدة هي أول كائن في المحيط الأطلسي من جنسه - وهو من تصنيف في التصنيف البيولوجي الذي يمكن أن يشمل أكثر من نوع واحد.