إطارات مطوّرة تناسب سطح المريخ

يتطلب استكشاف أيّ تضاريس سواء كان ذلك على سطح كوكب الأرض أو المريخ، وسائل نقل مريحة، وفي الغالب السيارات والتي يجب أن تكون ذات إطارات جيدة، وعلى أمل تجنب الإطارات المسطحة خلال الاستكشافات على الكواكب الغريبة، قرّرت وكالة "ناسا" تطوير إطارات "شينمايل"، بالسلاسل الحديدية المترابطة، ويعدّ هذا التصميم مبتكر حيث يتكون من نسيج النيكل التيتانيوم، وهو ما يبعد من خطر الخدوش، وطور هذه الإطارات خبراء من مركز أبحاث جلين ناسا في كليفلاند، أوهايو.

وصمم الباحثون هذه الفكرة لأول مرة في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث عمل فيفاكي أسناني، مهندس في ناسا، مع شركة سبرنغ تايرز لتطوير الإطارات، لتطوير هذه الإطارات، وصناعتها من أسلاك الفولاذ الملفوفة والمنسوجة في شبكة مرنة،  وعملت الشركة على صناعة إطارات مترابطة المتانة تسير على الرمال الناعمة وعلى الصخور أيضا، حيث يتناسب التصميم مع سطح كوكب المريخ، حين هبطت عليه مركبة "Mars Curiosity Rover"، ولكن في عام 2013، وبعد عام من هبوط المركبة على المريخ، بدأ المهندسون يلاحظون الأضرار الكبيرة التي لحقت بالإطارات، بسبب التضاريس القاسية لسطح الكوكب، وأثار ذلك قلقا بشأن قدرة السائق على إتمام المهمة المطلوبة.

ويعمل المهندسون الآن على حل هذه المشكلة، حيث توصل كل من كولين كريجر وسانتو بادولا، مهندسو ناسا، إلى الحل، ويقول السيد بادولا إنّ "المواد المصنعة منها الإطارات الجديدة تعتمد في الأساس على مادة التيانيوم، وهي مواد لا يمكن تشوهها مثل المواد التقليدية، نعتمد في أساس هذه المواد على الهياكل الذرية، وهذه المواد يمنها استيعاب التشوهات، وهذا يتيح لنا القيام بحوالي 30 أضعاف القوة مقارنة بالمواد التقليدية، دون وجود تشوه دائم".

وأرسل المهندسون هذه الإطارات الجديدة إلى مرفق اختبار حياة المريخ في مختبر ناسا للدبابات النفاثة، حيث أثبتت الإطارات جودتها، وتسلط ناسا الضوء على ثلاثة فوائد رئيسية لتطوير الإطارات التي يمكن أن تسير على سطح المريخ، أولا، سوف تسمح باستكشاف مناطق أكبر على سطح المريخ، وثانيا، يمكن لهذه الإطارات تحمل حمولات أثقل لصلابتها، وأخيرا، يمكن لهذه الإطارات امتصاص الطاقة بسرعات متوسطة وعالية، ولذلك ستتحرك بسرعة أعلى، ولم تعلن ناسا عن موعد بدء استخدام الإطارات.