إسفنجة تمتص أكثر من 90 مرة من وزنها نفط

تُذكرنا كوارث، مثل تسرب النفط الذي شل خليج المكسيك العام الماضي، بالتأثير المُدمر للتسربات السامة المؤثر على البيئة، لكن الإسفنج المدهش التي يمكنه امتصاص المزيد من النفط من أي وقت مضي، تُقدم أملًا جديدًا لتنظيف تلك المواقع السامة، فبعكس المنتجات التجارية الحالية، والتي يمكن استخدامها مرة واحدة فقط، ظهرت تلك الإسفنجة الجديدة كي يمكن استخدامها مرارًا وتكرارًا.

إذ قام سيث دارلينغ وزملاؤه في مختبر أرغون الوطني في ولاية إيلينوي، باختراع إسفنجة مصنوعة من رغوة البولي يوريثان أو من بوليميد البلاستيك، ومُغلفة بجزيئات سيلاني الجيدة جدُا في امتصاص الزيت، ووجد الباحثون خلال الاختبارات المعملية أن الإسفنجة يمكن أن تستخدم مرارًا وتكرارًا في امتصاص ما بين 30 و90 ضعف وزنها من النفط.

فوفقًا لمجلة "نيو ساينتست"، إن المنتجات الحالية المستخدمة لامتصاص النفط،  تستخدم مرة واحدة ثم يتم حرقها بشكل طبيعي، ولكي تكون مفيدة في مكافحة الانسكابات النفطية، نحتاج إلى مواد ماصة لألياف الزيت "جذب للنفط"، وطاردة للمياه، على حد سواء، ولذلك فإن تلك المادة الجديدة يمكن إعادة استخدامها، وذلك يعني أنها صديقة أكثر للبيئة، فضلًا عن أنها أكثر فعالية من أي منتجات تجارية أخرى.

ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة المواد الكيميائية، فإن الأساليب المتبعة حاليًا في تنظيف النفط "فعالة بشكل جزئي"، ومن أجل وجود إستراتيجية بديلة لامتصاص النفط بكفاءة من المسطحات المائية، يجب العمل على تصميم واستخدام مواد جديدة، لذا اختبر فريق البحث المواد الجديدة في حمام سباحة خاص، صُمم لتجربة التعامل مع التسرب النفطي.

وشرح الدكتور دارلينغ، كيفية استخدام الفريق الكثير من الرغوة، التي وضعوها داخل أكياس شبكية، لتجربة عدد المرات التي يمكن إعادة استخدامها، وبعد ذلك كرروا التجربة، التي اثبتت أن الإسفنجة يمكن إعادة استخدامها عدة مرات، معلقًا أن الرغاوي المعالجة، التي قام بتصنيعها فريق البحث، أثبتت كفاءة بشكل أفضل من أي رغوية أو المواد الماصة التجارية التي كانت تستخدم من قبل. 

ولا زال الفريق يبحث عن فاعلية تلك المواد تحت ضغوط عالية في أعماق البحار، كما يحاولون حاليًا توسيع نطاق عملية امتصاص وتنقية المياه الملوثة بالتسريبات.