وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح

أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح في بغداد، أن سوق النفط العالمية تشهد تحسناً واستقراراً. وأعلن في كلمة ألقاها في افتتاح "معرض بغداد الدولي" بالتعاون بين العراق والسعودية، أن "خير مثال على أهمية التعاون بين بلدينا والتنسيق هو توجه أوضاع السوق النفطية نحو التحسن والاستقرار".

وأشار الفالح في لقاء مع الصحافيين، إلى أن "السعودية والعراق اتفقا على ضرورة التزام خفض إنتاج النفط، الذي وافقت عليه منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وروسيا ومنتجون آخرون بهدف رفع الأسعار". ولفت إلى أن "السوق تحسنت كثيراً"، لكن شدد على أن "الطريق لا تزال طويلة".

وأكد الفالح حرص بلاده على "تعزيز التعاون الشامل مع العراق"، في مشاركة استثنائية في افتتاح معرض بغداد. واعتبر أن "المعرض شاهد من شواهد انطلاقة العراق الجديد، في مسيرته الطموحة نحو الازدهار والنمو التي تعزز علاقاته بالعالم، وتساهم في إيجاد فرص لشراكات إقليمية وعالمية مميزة".

ثم جال الفالح في أروقة المعرض وزار الجناح السعودي الذي تشارك فيه نحو 60 شركة من المملكة، قبل أن يفتتح إلى جانب وزير النفط العراقي جبار اللعيبي الجناح الجديد لوزارة النفط في المعرض. وشدد الفالح على أن للبلدين اليوم "رؤية تتوجه بعزيمة نحو إقامة مستقبل واعد، ببناء القدرات الوطنية واستثمار الموارد، وإقامة الشراكات الثنائية التجارية والصناعية وغيرها، لبناء اقتصاد قوي ومتنوع". ولفت إلى أن "القيمة الإجمالية لصادرات المملكة، من السلع غير النفطية، بلغت 178 بليون ريال عام 2016.

وتزامناً مع مشاركة الفالح في معرض بغداد، توجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على رأس وفد رفيع المستوى إلى الرياض، يضم عشرة وزراء و60 مستشاراً، للمشاركة في اجتماع مجلس التنسيق السعودي - العراقي الذي سيعقد اليوم، وفق ما أعلن السفير العراقي لدى السعودية رشدي العاني.

وقال مدير المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء حيدر حمادة، إن "جولة رئيس الوزراء تشمل السعودية والأردن ومصر، وتهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين العراق ودول المنطقة"، خصوصاً في ما يتعلق "بإعادة إعمار العراق". ولفتت وزارة النفط العراقية في بيان إلى أن الفالح واللعيبي "اتفقا على التعاون في تنفيذ قرارات الدول المصدرة للنفط بخفض الإنتاج من أجل رفع أسعار النفط". وخفضت "أوبك" وروسيا ومنتجون آخرون الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل في اليوم منذ بداية السنة، ما ساعد في رفع أسعار النفط، وسيستمر الخفض حتى آذار/مارس عام 2018.

وفي سياق متصل، أكد العراق رفع صادرات النفط من منطقة البصرة الجنوبية 200 ألف برميل يومياً، لتعويض النقص من حقول كركوك الشمالية. وكان الإنتاج من منطقة كركوك الشمالية انخفض الأسبوع الماضي جراء العمليات العسكرية، الهادفة إلى استعادة المنطقة من المقاتلين الأكراد الذين كانوا في المنطقة منذ العام 2014. ونقلت الوزارة في بيان عن اللعيبي قوله، إن "القرار الذي اتخذناه يعوّض الكميات التي فقدها العراق نتيجة تراجع الصادرات النفطية من الحقول الشمالية عبر منفذ جيهان التركي، بسبب عمليات فرض القانون الجارية في كركوك وعدد من المحافظات الشمالية".

واعتبر أن الزيادة في صادرات البصرة "تحافظ على إنتاج النفط العراقي الإجمالي ضمن حصته في "أوبك". وأعلن أن شركة "نفط البصرة" بدأت ضخ كمية 200 ألف برميل يومياً من حقول الوسط والجنوب، إضافة إلى معدل الصادرات النفطية اليومية التي تتجاوز 3 ملايين و200 ألف برميل في اليوم، والتي تُصدّر عبر الموانئ الجنوبية. وأكد "الاستمرار في عمليات ضخ الكميات الجديدة إلى حين عودة الصادرات النفطية من الحقول الشمالية إلى معدلاتها السابقة". وقبل الإغلاق كانت المنطقة النفطية الشمالية تصدر نحو 530 ألف برميل يومياً، نصفها تقريباً من إقليم كردستان العراق والباقي من محافظة كركوك.