دور الإعلام في تطوير العلاقات الصينية الإفريقية

استهل  البروفسير لي انشان  المحاضر بمركز الدراسات الإفريقية ، بجامعة بكين  محاضرته  حول دور وسائل الإعلام في  تطوير العلاقات الصينية الافريقية ، ضمن سمنار  استخدام الانترنيت  في الإعلام  لممثلي الدول الإفريقية  بزواية مختلفة عن ما يتناوله الأكاديميون والباحثون والسياسيون في هذا المجال ،  حيث تحدث عن انطباعات الأفارقة عن الصين والصينين  مجملا، وذلك في أنهم  يعتقدون أن  الصينيين  لهم رغبات محدودة جدا وليس لهم معتقدات دينية ويأكلون  كل شئ  ولديهم قليل من الوعي القانوني وأن السلع الصينية رخيصة  ، وبالمقابل أشار إلى أن الصينيين يعتقدون أن الأفارقة جهلاء وعنصريين.

واستعرض البروفسير لي جهود الصين في دعم التنمية والبنيات الأساسية في إفريقيا والترويج للاستثمار الدولي في المنطقة، وعزا تطور العلاقات بين الجانبين إلى  أنهم يواجهون نفس التحديات التي تتمثل في تجارب تاريخية مماثلة والاحتياجات المتبادلة والتنمية المشتركة بجانب الاحترام المتبادل والاحتياجات المتبادلة .

واستبعد البروفسير  لي نظرية استعمار الصين لإفريقيا،  مستشهدا بالحديث الذي  قاله الرئيس الكيني اوهورو كينياتا في عام 2015م حيث قال "إن التصور بأن الصين هي المستعمر الجديد هو تحريف كامل لأنشطة بكين هنا في إفريقيا، وأن تحقيق المنافع المتبادلة هو أساس التعاون الصيني الإفريقي ، وأنا لا اعتقد أن الشريك الذي يساعدنا على مكافحة الفقر والتحديات الإنمائية الأخرى يمكن تسميته بالمستعمر، والصين مستعدة لمساعدتنا على تطوير أهدافنا الاجتماعية والاقتصادية وتحقيقها دون فرض جدول أعمالها علينا، وهذا هو الجانب البارز من تعاوننا مع الصين ".

وقال  البروفسير لي   ينبغي للصين والبلدان الإفريقية الاستفادة من وسائل الإعلام لتحقيق الأهداف المشتركة   من أجل حماية المصلحة الوطنية للجانبين وسيادة دولهم .

 مع الحفاظ على بيئة  اجتماعية مستقرة لتعزيز التنمية الاقتصادية والحفاظ على  نظام القيم والتراث الثقافي بين الجانبين  مع ضرورة العمل الشاق  من قبل القادة الأفارقة والشعب الإفريقي لدعم  المبادرة الإفريقية واستراتيجيتها الخاصة للتنمية مع توفر الدعم الدولي، موضحا أن تحقيق النجاح  المستدام لا يتحقق دون توفر التفاهم المتبادل .

ومن التحديات التي تواجه العلاقة الإفريقية الصينية  قال البروفيسور  لي إنها تتلخص في عدم وجود سكان من أصل إفريقي في الصين كما هو الحال في ( أمريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا .... الخ )  بجانب اختلاف كل من  اللغة و النظام السياسي  والبعد الجغرافي، ومن الإيجابيات قال البروفيسور  لي إن الصين تمر بتجارب  تاريخية مماثلة لإفريقيا  " مستعمرة أو شبه مستعمرة ؛" ولها موقف مماثل في الساحة الدولية والاتفاق حول مبادئ المساواة والاحترام المتبادل وعدم التدخل ؛ بجانب تبادل الخبرات في مجال التنمية  .

وفي ختام محاضرته دعا البروفيسور لي الأجهزة الإعلامية الإفريقية والصينية  للعمل من أجل تغيير كثير من المفاهيم  الخاطئة  لدى الجابين ودعم تطور واستمرار العلاقة بين الصين وإفريقيا