مصالح الأمن الجزائري

كشفت تقارير صحافية محلية أن مصالح الأمن الجزائري بالتنسيق مع مسؤولي السفارات الجزائرية الموجودة في كل من سورية والعراق، أطلقت تحقيقات أمنية واسعة للتحقيق في محاولات تكوين أكبر تنظيم مواز لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يعرف اختصارا بـ"داعش"، حيث تحوز السلطات الأمنية الجزائرية على معلومات تؤكد وجود حراك يقوده المقاتلون الجزائريون الموجودون في سورية والعراق لبعث "فرع  ولاية الجزائر"، ويتعلق الأمر بأبو مرام الجزائري الذي ينحدر من منطقة بودواو التابعة لمحافظة بومرداس شرق البلاد، الذي فشل أخيرا في تسفير جزائريين إلى بؤر التوتر، وأيضا أبو القاسم المهاجر الذي ينحدر من الجنوب الغربي الذي سافر  إلى سورية مع بداية الأزمة في 2012.

وحسب المعلومات الأمنية المتوفرة حاليا، وضعت أجهزة الأمن في المناطق التي ينتمي إليها المقاتلون الموجودين في سورية والعراق تحت الرقابة الأمنية المشددة، وجاء هذا بعد المحاكمة الساخنة التي جرت أطوارها في مجلس قضاء محافظة بومرداس، حيث حوكمت زوجة الإرهابي الجزائري ومفتي التنظيم أبو مرام رفقة  خلية لـ"داعش"، تتكون من أكثر من 30 شخصا، وتعود تفاصيل هذه القضية إلى التحريات التي أجرتها مصالح الأمن الجزائري بعد تلقيها شكاوى تقضي بغياب سيدتين جزائريتين من مدينة الرويبة التابعة لمحافظة الجزائر العاصمة، ليتبين بعدها أنهما غادرتا التراب الجزائري باتجاه تركيا ومنها التحقت بتنظيم "داعش"  في سورية، وفككت بعدها مصالح الأمن الجزائري خيوط شبكة تعمل على التجنيد لصالح تنظيم "داعش"، ومن خلال حساباتهم على مواقع التواصل تم التوصل إلى باقي العناصر الذين كانوا على تواصل معهم.

وكانت السلطات التونسية قد أبلغت نظيرتها الجزائرية، عام 2015، باحتمال عودة أكثر من 20 جزائريا من سورية أغلبهم كانوا بمعاقل التنظيم في ليبيا، وتلقى بعضهم أوامر بالعودة إلى الجزائر من أجل تنشيط ما يسمى بـ "ولاية الجزائر" أو " جند الخلافة"، الذي فككته مصالح الأمن في ظرف وجيز وقضت على أميرها عبد المالك قوري وخليفته عثمان العاصمي.

وبالفعل ألقت مصالح الأمن الجزائري في مطار  محمد بوضياف، في محافظة قسنطينة شرق البلاد، على فتاة جزائرية تبلغ من العمر 38 عاما، فرت من صفوف "داعش" في سورية، والذي التحقت به منذ قرابة العام، حيث أُلقي عليها القبض بعد عودتها على متن رحلة جوية آتية من تركيا، بعد أن كانت في سورية. وكشفت التحقيقات التي أجراها عناصر الضبطية القضائية عن أن المذكورة انضمت إلى تنظيم "داعش"، وقضت سنة كاملة قبل أن تعود أدراجها، ووُجهت إليها تهمة الالتحاق بجماعة متطرفة تنشط في الخارج.