معرض صالح الخضر

نسج التشكيلي صالح الخضر مشهدية بصرية متراكبة من الكتل اللونية المجردة والمتناغمة في لوحات معرضه بعنوان “ملامح للياسمين” الذي افتتح مساء اليوم في صالة لؤي كيالي بالرواق العربي بدمشق.

وضم المعرض ثلاثين عملاً زيتياً بعدة خامات وأحجام منوعة وبأسلوب تجريدي لكنه نحا في بعض اللوحات باتجاه التعبيرية حيث اعتمد الفنان في صياغة أعماله مبدأ الطبقات المتراكبة ناشراً المناخ اللوني العام للوحة في الخلفية التي طغت عليها الألوان الهادئة لتأتي الكتل اللونية المجردة بغناها متموضعة فوق بعضها صانعة من ألوانها المتضادة أحياناً والمتناغمة أحيانا أخرى حوارية تشكل في مجملها حالة شعورية ومشهدية بصرية تحتمل الكثير من التفكيك والتحليل .

الإنسان والمكان وأثرهما المتبادل على بعضهما كانا السمة الأبرز ضمن تفاصيل الأعمال التي قدمها الخضر بكثير من العناية والإحساس العالي وما كان اقتراب بعض التكوينات في عدة لوحات من الانثى إلا زيادة في الدفء الذي اراده الفنان.

وقال التشكيلي الخضر في تصريح لـ سانا: أضفت لملامح الياسمين شيئا من روحي وذاكرتي فكانت تجربتي ودعوتي للحوار الثقافي مع الفن والجمال والحب في ظل الأزمة التي نعيشها لأننا بحاجه لهكذا حوارات في كل أنواع الفنون.

وتابع الخضر: ما يدفعني إلى أسلوب التجريد هو الانفعال والحركة التلقائية التي تعطي مساحة اكبر للتعبير عما امتلكه بداخلي من بحث جاد في ازليات ثابتة مثل الخير والشر بنوعيه الحار والبارد وثنائية الحب والكره فموضوعاتي من الطبيعة والحارات والبيوت والانسان حيث اختزل الأشكال واعيد بناءها اعتمادا على مخزون الذاكرة والخيال.

واوضح الخضر ان المرأة في لوحته هي الدفء والعاطفة المتشكلة من علاقات الكتل والخطوط اللونية كما هي الحب والنقاء مبينا انه يعمل على اختزال الاشكال وإعادتها الى روحها الاولى وتنقيتها من الشوائب التي تشكل احيانا حالة خلاف بصري.

و أكد الخضر أن الازمة التي مرت بها سورية أثرت به كفنان وإنسان ودفعته الى الابحار في الفن أكثر وانتهاج الفعل الجمالي واللوني للخروج من الحالة المؤلمة.

وأشار الخضر الى ان أعمال التشكيليين السوريين المليئة بالصدق والتعبير عن الواقع الراهن والمستشرفة للمستقبل منتشرة في كل انحاء العالم ما يؤكد ان الحركة التشكيلية السورية بخير بفضل نتاج فنانيها من اعمال تحمل افكارهم وتأملاتهم للكون والحياة.

وعبر التشكيلي الخضر عن تفاؤله بمستقبل الحركة التشكيلية السورية و قال “حدس الفنان يلهمه استشراف المستقبل المبشر من خلال العمل والاجتهاد لتقديم الفن المعبر عن الآمال والطموحات”.

والتشكيلي صالح الخضر من مواليد حماة عام 1971 تخرج في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1997 باختصاص الحفر والغرافيك و له عدة مشاركات في معارض جماعية وعدد من المعارض الفردية المحلية والخارجية .