مدينة تدمر الأثرية في سوريا

تابع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ممثلا بمديره الدكتور منير بوشناقي آخر الجهود الدولية الرامية إلى إعادة تأهيل مدينة تدمر الأثرية في سوريا، والمسجلة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، حيث شارك الدكتور بوشناقي وبتنسيق مع المديرة العامة للمنظمة السيدة إيرينا بوكوفا في وفد دولي زائر إلى المدينة نهاية الأسبوع الماضي. 

وضم الوفد الذي زار المدينة مجموعة من مسؤولي التراث والآثار السوريين وعددا من سفراء الدول في منظمة اليونيسكو مثل جنوب أفريقيا، الهند، الصين، البيرو، الفلبين وغيرها.

وقال الدكتور بوشناقي : "زيارتنا إلى مدينة تدمر الأثرية هو تكريس لدور المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في حفظ وصون الإرث الإنساني العربي وتأكيد على أهمية هذا الميراث للشعوب العربية"، مشيراً إلى أنه شهد خلال الزيارة تعاوناً كبير ما بين جميع الأطراف المعنية بإعادة تأهيل المدينة واسترجاع قيمتها الأثرية الكبيرة للوطن العربي والعالم.

وتأتي هذه المهمة إلى سوريا في متابعة للمهمة التي نظمتها اليونيسكو إلى مدينة تدمر نهاية شهر أبريل الماضي، حيث عمل وفد من مركز التراث العالمي بالمنظمة إلى المدينة على تقديم تقرير أولي حول تأثير الأحداث الدائرة في البلاد على المواقع الأثرية فيها.

وضمن الوفد المشارك في هذه الزيارة، توقف الدكتور منير بوشناقي على عدد من المواقع الرئيسية في مدينة تدمر كقوس النصر الذي تعرض لتدمير جزئي، ومعبد بل الذي تعرض لتدمير تام ومعبد بعل شامين الذي دمّر تدميراً كاملاً. 

كما زار الدكتور منير بوشناقي متحف مدينة تدمر الذي وصف حالته "بالكارثي"، حيث تعرض المتحف للتخريب في كافة قاعاته.

وحول نتائج هذه الزيارة، قال الدكتور منير بوشناقي إن معاينته المباشرة لموقع المدينة برفقة مسؤولي التراث والآثار السوريين والخبراء العالميين أتاح لهم تقديم تقييم حقيقي حول الأضرار التي تعرضت لها المواقع في مدينة تدمر، وهو ما سيؤدي إلى وضع خطة ترميم دقيقة تأخذ في عين الاعتبار حجم الأعمال التي ستقوم بها المؤسسات المحلية والدولية. 

واشار الدكتور بوشناقي إلى أن من ضمن نتائج هذه الزيارة، العمل على تكوين لجنة دولية مهمّتها تنسيق كافة الجهود التي ستقدمها الدول، المؤسسات المعنية بالتراث والجامعات العالمية الراغبة في المشاركة بإعادة إحياء ما دمرته الأحداث في مدينة تدمر.

يذكر أن مدينة تدمر تبعد 200 كيلومتر شمال شرقي مدينة دمشق وسجلت على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو عام 1980 تضم المدينة آثارا تعود إلى القرنين الأول والثاني للميلاد وكانت تعد حينها إحدى أكبر المراكز الفنية في الشرق الأوسط، فقد تميزت المدينة بإبداعات فنية ومعمارية تجمع التقنيات الإغريقية بالرومانية وفيها زخارف معمارية تدمرية تتجسد فيها تيارات فنية مختلفة ويعود تاريخ المدينة إلى أبعد من ذلك، فقد ذكرت لأول مرة في بعض الآثار البابلية التي يعود تاريخها إلى الألفية الثانية قبل الميلاد.