رواية "تلك القرى"

صدرت مؤخرًا الطبعة الثالثة من رواية "تلك القرى" للروائى أحمد سراج عن مؤسسة إبداع للنشر. جاء الغلاف معبرًا ليحمل لوحة بابلو بيكاسو "جرنيكا" الشهيرة التي رصد فيها فظائع النازية والفاشية ضد قرية صغيرة. وحمل ظهر الغلاف كلمة للدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة الأسبق وأخرى للأكاديمي خالد أبو الليل.

وقال شاكر عبدالحميد، المصريين والعراقيين يبدون في الرواية، كأنهم كائنات هائمة شاردة تبحثُ عن مركز، عن وجود، عن معنى، عن هوية، هذا الوضع الذي يزداد الآن. وأكد أن الوجود العربي كله، يبدو وكأنه وجودٌ شاردٌ، ويبدو العربُ وكأنهم أصبحوا مرة أخرى مجموعة من البدو الرُّحل الهائمين عبر الزمانِ والمكان، في رحلاتٍ لا تفضي إلا إلى الموتِ والضياع، هكذا يقول أسامة: "كهذا البيتِ الموحش قلبي".  هذا ما وصف به الدكتور شاكر عبدالحميد أستاذ علم النفس الإبداعي، ووزير الثقافة السابق.

وعن الرواية كتب عمار علي حسن: "في الرواية نحن بصدد أحداث تقع بين العراق ومصر وقت هجرة العمالة المصرية الذي بدأ مع أوائل الثمانينات من القرن العشرين، مع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، واستمر في التسعينات، ثم لم يلبث أن انكسر وانحسر إثر ضرب العراق بعد احتلاله الكويت حتى تم احتلاله عام 2003. ونحن أيضًا بصدد رؤية للعالم تتعدى الحدث الحالي، وتتفاعل مع الأساطير، والحكي الشعبي الجاذب والعميق، وفق مستويات متعددة من الزمان والمكان والرمز والشعر بجماله ومفارقاته وصوره وإحكامه، وسط نزوع جارف نحو طرح أسئلة بصفة مستمرة، تنفتح أمامها أبواب عدة للتأويل، ومع فتح نافذة وسيعة لرفض الخنوع، وضرورة المقاومة، باعتبارها مشروع حياة. وكل هذا يتم في بيئة اجتماعية صالحة كنموذج يمكن تعميمه، وهي مسألة طالما أتى عليها الأدب المصري، حين كان يتخذ من القرية حالة مصغرة للدولة، يتحول فيها العمدة إلى الحاكم، وخفره إلى الشرطة، ونمط الإنتاج الذي يتحكم فيه إلى المال العام، والفلاحين إلى عموم الشعب".

 ويعد أحمد سراج كاتبًا وأديبًا صدرت له عدة كتب منها ديوان: "الحكم للميدان" (طبعتان)، ورواية: "تلك القرى" (ثلاث طبعات)، ومسرحيات: "زمن الحصار" (ثلاث طبعات)، و"القرار"، و"فصول السنة المصرية"، و"القلعة والعصفور".