كتاب شرائع البحر الأبيض المتوسط القديم

صدر عن مؤسسة مجاز الثقافية بالقاهرة كتاب جديد للروائي الكبير فتحي إمبابي بعنوان "شرائع البحر الأبيض المتوسط القديم: الطريق إلى الجمهورية البرلمانية"، يمثل محطة رئيسية في مشروعه الثقافي، الذي يطرح الأسئلة الوجودية ويبحث فى الهوية المصرية، وقد قال عنه البعض إنه يستكمل من بعض أوجهه الجانب الثقافي والاجتماعي لكتاب "شخصية مصر" للكاتب الكبير جمال حمدان.

وهو كتاب فريد من نوعه، يتناول للمرة الأولي، ومن وجهة نظر مصرية محضة:- الشرائع الدينية والقوانين المدنية التى أنتجتها حضارات حوض البحر المتوسط، ويبحث في أوجه التثاقف والتلاقح والتناقض؛ ذلك الجدل الذي دار فيما بينها على مر قرون، ومنها الدستور الذي وضعه الرومان لمصر، والآثار المخيفة التي ترتبت عليه، وحكمت طبقا لقواعده كافة الإمبراطوريات التي تلتها، يستوي في ذلك الإمبراطورية البيزنطية أو دول الخلافة الإسلامية.

يكشف الكتاب النقاب عن ظهور نمط من أنماط العبودية (لم تتم الإشارة إليه من قبل) لا يتوقف عند حدود إنتاج الرق، وعبودية الأفراد، وإنما يتجاوزه إلى نمط آخر وهو "عبودية الأمم".

يتناول الكتاب القيم المادية والمثالية السائدة بين تلك الحضارات في ذاك الحين، والوقائع التاريخية الحتمية التي أوجبت ظهور السيد المسيح، وانتشار رسالته بين شعوب البحر المتوسط انتشار النار في الهشيم.

ويتطرق الكتاب إلى الدور العظيم والخالد الذي قامت به الكنيسة القبطية في قيادتها للشعب المصري لإذلال روما وإسقاطها.

والكتاب هو في المقام الأخير محاولة لتعبيد الطريق أمام الشعب المصري فلاحيه وشبابه ومثقفيه ونخبه السياسية للتخلص من ثقافة الاستبداد والعبور إلى ثقافة تتبنى وتتفهم التشريعات والقواعد القانونية الديموقراطية.

وفتحي إمبابي مواليد عام 1949 حاصل على بكالوريوس الهندسة وقد حصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 1995 عن روايته "مراعى القتل"، ومن رواياته الأخرى "العرس"، "نهر السماء"، "العلم"، "شرف الله"، "أقنعة الصحراء"، "عتبات الجنة".