الإمارات تعيد الحياة للمطارات والموانئ اليمنية


ما زالت دولة الإمارات العربية المتحدة تواصل بذل جهودها الرامية لتطبيع الأوضاع وإعادة الأعمار، خاصة في المحافظات المحررة في اليمن، ضمن أهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل لاستعادة الشرعية في اليمن من المليشيات الحوثية الإيرانية الانقلابية التي اندلعت في 26 مارس 2015.

وكان من أولويات دولة الإمارات، إعادة الحياة إلى أهم المرافق الاستراتيجية في اليمن، وفي مقدمتها، المطارات والموانئ في مختلف المحافظات المحررة، والتي تضررت من الحرب التي شنتها المليشيات الانقلابية، لتكون لبنة أولى للتنمية.

مطار عدن الدولي

تكمن أهمية إعادة تأهيل المرافق الحيوية المتمثلة بالموانئ والمطارات في المحافظات المحررة في كونها وجهة النقل الاستراتيجي لكافة المهام، خاصة في المهام الإنسانية والإغاثية، حيث إن تعطل الموانئ والمطارات يخلق صعوبات كبيرة أمام سفن الإغاثة والشحن الجوي لتفريغ حمولاتها.

تبنت دولة لإمارات العربية المتحدة مسؤولية إعادة تشغيل مطار عدن الدولي واستئناف نشاطه بشكل كلي وفق خطة متكاملة، بعد إعلان تحرير مطار عدن في 14 يوليو 2015م، وذلك من خلال توفير كافة المعدات اللازمة الخاصة بإعادة التأهيل والصيانة والأمن داخل المطار كمساعدات أولية منذ التحرير لاستقبال الرحلات الجوية وعودتها بعد توقف دام نحو أكثر من عشرة شهور.

حققت الإمارات إنجازاً كبيراً في إعادة تأهيل مطار عدن الدولي في وقت قياسي، وذلك من خلال إصلاح برج المراقبة الذي تعرض للتدمير بشكل واسع جراء الحرب الغاشمة على المدينة في أواخر مارس 2015م، والذي بلغ ارتفاع البرج اكثر من 32 متراً، بالتعاون مع فرق فنية إماراتية متخصصة ذات خبرة وكفاءة عاليتين، وانتزاع المئات من الألغام التي زرعت في المطار من قبل المليشيات، وتجهيز صالات المغادرة، ووصول الركاب وإدارة الجوازات، وتجهيز إضاءة المدرجات بمعداتها الكاملة، وإعادة تأهيل هناجر صيانة الطائرات ومبنى الإطفاء مع معداته وإجراءات خاصة بأمن المطار.

كما وصل عدد من سيارات الإطفاء والدفاع المدني للمطار، وتم تجهيز مدرج المطار والأرضية التي حوله وحافلات خاصة لنقل المسافرين، من وإلى الطائرة وتوفير أجهزة فنية تسهّل عملية انتقال المسافرين وحقائبهم، وتخفف معاناتهم، وتموين الطائرات وأجهزة أخرى لتفتيش الحقائب وترتيب ممرات المطار وتركيب التكييف وتجهيز إدارات الخدمات الأخرى وتأهيل محطتي الكهرباء والإنارة، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع بناء سور حماية وبوابات خارجية لمطار عدن الدولي.

وأشاد مدير عام مطار عدن الدولي المهندس طارق عبده علي «بالجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في إعادة تطبيع الحياة في المطار منذُ اللحظات الأولى لتحرير العاصمة المؤقتة عدن في أواخر مارس 2015م، من خلال الاستمرار في تقديم الدعم المتواصل لتشغيل مطار عدن الدولي ضمن المواصفات العالمية للمنظمة الدولية للطيران المدني».

إعادة نشاط ميناء عدن

بالرغم من التدمير والخراب الذي أحدثته المليشيات الانقلابية الإيرانية لميناء عدن للحاويات أثناء احتلالها عدن لعدة أشهر، وتعرضه لعمليات فساد وتخريب على مدى سنوات أنهكت الاقتصاد الوطني.. فإن التدخل الإماراتي بتأهيل الميناء وإعادته للخدمة بكل طاقته بوقت قياسي، ساهم في استعادة عافيته بشكل كبير جداً. فقد نفذت الإمارات مشاريع تأهيلية لإعادة الحياة الطبيعية للميناء، من خلال تطوير وعمليات إصلاح متواصلة لتوسيع طاقة التخزين للميناء الاستراتيجي وإعادة الحركة التجارية النشطة الذي شهدت انتعاشاً غير مسبوق منذ سنوات عدة.

كما قامت دولة الإمارات في تجهيز مساحات إضافية تقدر بـ 25000 متر مربع، وتستوعب نحو 2000 حاوية نمطية، ساعدت في تخفيف الازدحام الموجود في مساحة خزن الحاويات نتيجة الزيادة الكبيرة في أعداد الحاويات الواصلة، ورفد المحطة بمعدات مناولة الحاويات لتسريع من وتيرة المناولة، وتحسين أداء محطة عدن للحاويات.

وساهمت أعمال التأهيل في إعلان مؤسسة موانئ خليج عـدن عن جاهزية ميناء عدن لاستقبال حركة الحاويات والبضائع المختلفة، باعتباره يملك قدرة استيعابية لكل أنواع البضائع والأنشطة الملاحية.

ومنذ إعادة تشغيل الميناء أمام الحركة التجارية في الـ 21 من أغسطس 2015م كانت عدد الحاويات التي تخرج من الميناء يومياً بين 250 إلى 270 حاوية، ومنذ تلك الفترة تتزايد وصول عدد الحاويات الخارجية بشكل يومي إلى الألف من الحاويات، حيث تمكن ميناء عدن خلال العام 2016م من استقبال 270.000 حاوية وهذا يعتبر مؤشراً إيجابياً في عودة الحياة الطبيعية للميناء.

مطار وميناء حضرموت

ما زالت الإمارات تواصل دعمها المستمر لتأهيل المرافق الاستراتيجية في المحافظات المحررة، من خلال بذل جهود كبيرة في تنفيذ رؤية تنموية شاملة تعتمد على إعادة البنية التحتية، وتحقق مسيرة التنمية في كافة القطاعات الاستراتيجية.

وبذلت الإمارات جهوداً كبيرة لاستئناف نشاط مطار الريان الدولي في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت بجنوب شرق اليمن، والذي كان متوقفاً منذ أبريل 2015 عقب سيطرة تنظيم القاعدة للمدينة، ضمن الخطوات الرامية لتطبيع الأوضاع وإعادة الإعمار.

وتمثلت عملية إعادة تأهيل وتحديث مطار الريان، تنفيذ عدد من المراحل التأهيلية التي تضمنت تأهيل المبنى الجديد وصالات المغادرة والوصول، والتوسعة لمدرج المطار في الاتجاهين الشرقي والغربي، وإعادة تأهيل إضاءة المدرج والمولدات الكهربائية وتحديث شبكات الاتصالات والمراقبة، وذلك للارتقاء بمستوى الخدمات فيه لاستقبال الرحلات الجوية التي تأتي ضمن جهود دولة الإمارات في إعادة تطبيع الحياة واستئناف النشاط الملاحي في حضرموت.

وقد ساهمت عملية التأهيل في وصول أول طائرة إغاثة إماراتية إلى مطار الريان في مايو 2016 تحمل 20 طناً من الأدوية والمعدات الطبية المقدمة من هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، والتي شكلت جزءاً بسيطاً من جسر جوي تسيره دولة الإمارات إلى المكلا.

كما قامت دولة الإمارات العربية المتحدة في إعادة تأهيل ميناء المكلا، من خلال إصلاح ما خلفه الإرهابيون من عبث وتخريب باعتباره كان منفذا للتهريب، حيث تم العمل على توسعة الميناء برصيفين إضافيين وتموضع الحاويات واستخدام منافذ عدة لتفريغ بواخر المشتقات النفطية واتخاذ إجراءات عملية بشأن بتحرير الأنشطة والخدمات بميناء المكلا، ومن بينها النقل والشحن والتفريغ وخزن الوقود.

وإعادة تأهيل تشغيل جهاز فحص الحاويات بإدارة جمارك ميناء المكلا، وتفعيل الخدمات التي يقدمها جهاز الكشف بواسطة الأشعة السينية والذي يعتبر من الأجهزة الحديثة في عملية الفحص على الحاويات المتحركة والمعتمدة دوليًا في مهام التفتيش والتدقيق في الموانئ والمنافذ المختلفة.

وتم تدشين أولى رحلات الخط الملاحي الدولي «كوسكو» للحاويات في فبراير 2017 الذي يعتبر ثاني خط ملاحي للحاويات، يحمل 96 حاوية متنوعة على متنها بضائع ومواد غذائية وصناعية موزعة ما بين 56 حاوية حجم 20 قدماً، و40 حاوية حجم 40 قدماً، ساهم في تسير رحلات بحرية منتظمة ومباشرة إلى ميناء المكلا عبر نقطة الترانزيت وتجميع الحاويات في ميناء جبل علي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وساهم استئناف نشاط الميناء بالصورة الطبيعية وتدشين الخط الملاحي الجديد الذي سيربط حضرموت بشرق آسيا ودول الخليج، من تحقيق نتائج مالية جيدة نتيجة لاستقرار وضعها الإداري وتحسين مستوى الخدمات وارتفاع نشاط الحركة التجارية عبر الميناء وخلق فرص عمل يعود إيجاباً على إنعاش الحياة المعيشية والاقتصادية والتجارية في البلاد.

وأكد محافظ حضرموت فرج سالمين البحسني «أن محافظة حضرموت ستشهد خلال عام 2018 تنفيذ سلسلة من المشاريع التنموية والحيوية بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة تصل تكلفة المشاريع إلى أكثر من 100 مليون دولار».

وأشاد «بالدعم المقدم من الإمارات لإعادة تطبيع الحياة إلى حضرموت من خلال تأهيلها المرافق الاستراتيجية الهامة واستئناف نشاطها التجاري وترسيخ الأمن والاستقرار».

دعم الإمارات في ميناء سقطرى

أعادت الإمارات الحياة إلى جزيرة سقطرى كبرى جزر اليمنية التي تعرضت لأضرار كبيرة اثر أعاصير «تشابالا» و«ميج» ومكونو، وذلك من خلال خطواتها الإنسانية والإغاثية والتأهيلية في كافة القطاعات التنموية والخدمية التي تعزيز من استقرار وتنمية الجزيرة.

فقد تم في شهر مارس الماضي، وبتوجيهات من رئيس دولة الإمارات صاحب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، افتتحت ميناء حولاف في محافظة سقطرى اليمنية، والانتهاء من المشاريع التطويرية للميناء وتنشيط التجارة الملاحية، وذلك بدعم من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية. 

وتمثلت أعمال التوسعة في الميناء التي تمت خلال فترة زمنية قياسية بلغت سنة وبعض اشهر، توسعة الميناء بمد لسان بحري لكسر الأمواج يبلغ 110 أمتار، إلى جانب تعميق القناة الملاحية وتسويره وإنارته وسفلتته بشكل كامل، مع إضافة منطقة للتفريغ والتحميل، وتدشين العمل في الرافعة المتحركة بقوة 100 طن، والإعلان عن افتتاح إدارتي الميناء وجمارك الميناء بعد صيانته وتأهيله، والذي سيسهم في إطلاق خطة عمل جديدة للميناء تعزز من نشاطه الملاحي.

وتهدف أعمال التوسعة إلى تخفيف الأعباء عن السفن نتيجة التأخير في تفريغ حمولتها واستقبال البواخر بأحجامها المختلفة، ورسو عدة سفن في الوقت نفسه عكس ما عليه سابقاً.

وتم إنشاء ميناء سقطرى الدولي المتكامل للخدمات الملاحية والشحن بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة في منطقة شاهب «قرمه» غرب العاصمة حديبوه الذي يبعد عن مطار سقطرى الدولي كيلو متر تقريباً.

الإمارات تكسر عزلة سقطرى

ساهمت الإمارات في كسر العزلة التي فرضت على جزيرة سقطرى بسبب الحرب والأعاصير في إعادة تأهيل وترميم مطار سقطرى الدولي من قبل مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، الذي أصبح جاهزاً لاستقبال كل الرحلات المحلية والدولية.

فقد تم تنفيذ جملة من المشاريع التأهيلية التي تبنتها الإمارات للمطار من خلال أعمال الإنارة للمدرج عبر الطاقة الشمسية بمستوى عال وتسوير المطار وتأمينه وترميم وتأهيل مبنى وبرج المطار وصيانة وتأهيل الصالات والبرج وبعض المرافق الخدمية في مبنى المطار، وتقديم سيارتين إطفاء للمطار والذي سيساهم بشكل كبير في الدفع بعجلة التنمية نحو الأفضل وللارتقاء بمستوى العمل في المطار، وتعزيز دورها وخدماتها المقدمة للسكان والزوار وتحسين حركة الملاحة الجوية خلال الفترة المقبلة من خلال تشجيع الأفواج السياحية للوصول للمحافظة للتعرف على المناظر الطبيعية والتنوع الحيوي التي يتميز به الأرخبيل وينفرد به عالمياً.