العملات الرقمية الافتراضية

تزايد عدد مستعملي العملات الرقمية الافتراضية على شبكة الإنترنيت من طرف المغاربة بنسبة كبيرة خلال السنتين الأخيرتين، حيث تشير البيانات، التي تم جمعها بالعديد من منصات التداول على هذه العملات، إلى أن المغاربة يمثلون ما يربو عن 2.3 في المائة من إجمالي المتعاملين بالعملات الرقمية في العالم.

وأكد عزيز ألمير، الخبير المغربي في العملات الرقمية الافتراضية، أن المغاربة يمثلون رتبا جد متقدمة في لائحة ترتيب المتداولين في العديد من المنصات الخاصة بالعملات الرقمية، مضيفا أنه بالرغم من ذلك فإن "المغرب متأخر كثيرا، حيث لايزال نظام الدفع يعتمد على النظام التقليدي في إرسال الحوالات ودفع الأجور واستخلاص المال من الشبابيك البنكية. ويعزى تأخر المغرب في الاستفادة من هذه التكنولوجيا إلى غياب الاختصاص والحيطة والحذر من كل ما هو جديد".

وأكد الخبير المغربي، الذي يعتبر من النشطاء في مجال تعليم التداول بالعملات الرقمية في المنصات الافتراضية عبر الفسيبوك، أنه "لا بد أيضا من تسجيل انتشار العملات الرقمية بين أوساط الشباب المغربي منذ سنتين تقريبا، أي منذ بداية سنة 2015، بعد ظهور مواقع التعدين السحابي، ونذكر على سبيل المثال مواقع Hashocean, bitstapid, eobot, miningsweden وtopmime، إضافة إلى مواقع تقاسم الأرباح التي تقبل الدفع بالعملات الرقمية والبتكوين، ومن أشهر هذه المواقع: mypayingads و mycryptoadsو 24hourincomeوغيرها".

وأضاف ألمير في تصريح لهسبريس: "مع توالي عمليات النصب وإغلاق الربحية تغيرت وجهة الشباب إلى ميدانين حيويين للربح من الإنترنت، هما التداول المعروف لدى الشباب بالترايدين والتعدين عبر كروت الشاشة والأنتمينيرز. كما يعتبر التسويق الشبكي لبعض العملات الرقمية كالوان كوين، سويس كوين، فيرست كوين وجيرا كوين مصدرا آخر للربح من العملات الرقمية. لكن يبقى الاشتغال على الترايدين المجال الأكثر شفافية في عالم الربح من النت نظرا لارتباطه بسوق العملات الرقمية عبر منصات متطورة تتيح للمستعملين تداول عملاتهم وفق استراتيجيات معينة".

وأصبح هذا المجال يستقطب العديد من الشباب العاطل عن العمل، وجد العديد منهم ضالته، يوضح المتحدث ذاته، الذي أكد أنه "بالرغم من كل هذا، فإن عدد المتداولين المغاربة في منصات العملات الرقمية لا يتجاوز 2.5 في المائة، وهو رقم ضئيل بالمقارنة مع أمريكا الذي يبلغ 15 بالمائة. ورغم ضعف النسبة يحتل المغرب الرتبة 26 عالميا في منصة poloniex من ناحية عدد المتداولين، وهي رتبة مشرفة جدا. فيما تحتل مصر الرتبة 22 عالميا، والجزائر الرتبة 31".

وأشار عزيز ألمير إلى أن العملات الرقمية وتكنولوجيا البلوكشين تعتبر الثورة التكنولوجية الثالثة بعد اختراع آلة الطباعة والإنترنت، مضيفا أن العديد من الشركات والبنوك تعمل على الاستفادة من هذه التكنولوجيا الجديدة في شتى الميادين كالنقل، الصحة، التصنيع، الإنتاج، الموسيقى وحفظ حقوق الملكية.

وسجل الخبير نفسه أن "مجال المال والأعمال أو ما يصطلح عليه بـ FINTECH أي Financial Technology، يظل الأكثر استعمالا لتكنولوجيا البلوكشين، ونذكر على سبيل المثال مجموعة R3 Consortium ، وهو تجمع للعديد من البنوك العالمية للاستفادة من خدمات البلوكشين، نذكر منها بنوك:JpMorgan, CitiBank, Bank of Santander, Caixa, Societe General, Royal Bank of Canada ، حيث قامت هذه البنوك بعدة تجارب للتعامل النقدي وإرسال الأموال فيما بينها اعتمادا في ذلك على خدمات بلوكشين عملة Ripple، التي تحاول من خلالها مجموعة R3 تعويض نظام SWIFT لإرسال الحوالات على الصعيد الدولي بنظام Ripple".

وأضاف عزيز ألمير "لقد أعطت هذه التجارب عدة بدائل لتحويل الأموال وأبانت عن سرعة نظام البلوكشين في التحويل، حيث تلزم الحوالة لكي تصل أقل من ثلاث ثوان عوض ساعات إلى أيام من الانتظار.

كما عرفت السنوات الأخيرة ظهور العديد من الشركات التي تشتغل في مجال البلوكشين، إضافة إلى ظهور أنواع أخرى مطورة للبلوكشين كأنظمة DAG, Cryptonote, Boinc . إضافة إلى كل هذا ظهرت تكنولوجيا العقود الذكية Smart Contratcts، التي جاء بها مطورو عملة الايثيريوم، وهي تقنية ستعوض مع مرور الوقت العقود التقليدية، مع كل هذا التطور السريع لتكنولوجيا البلوكشين وتهافت الغرب على الاستفادة منها".