محافظة المهرة

تعدّ محافظة المهرة، جنوب شرق اليمن، البوابة الشرقية للجمهورية، وثاني أكبر محافظة من حيث المساحة، وواحدة من أكبر المحافظات المهمة الرافدة للاقتصاد الوطني باعتبارها محافظة حدودية وساحلية، تضم منفذًا تجاريًا بريًا مع عمان إضافة إلى امتداد شواطئها الجميلة.

وتقع محافظة المهرة على حدود سلطنة عمان، وتربط اليمن مع السلطنة بأكثر من منفذ بري، منفذيّ شحن صرفيت الرسميين، ويعتبران منافذ مهمة في الاقتصاد الوطني يدخلان لليمن مئات ملايين الريالات شهريًا، كما تتميز المحافظة بتربتها الخصبة وأرضها الواسعة، المليئة بالمعادن والمخزون النفطي والغاز والعديد من الثروات التي تؤكد دراسات أنها غنية بها، حيث تولّي الحكومة الشرعية محافظة المهرة أهمية خاصة، باعتبارها البوابة الشرقية لليمن، والمحافظة الآمنة والمسالمة على مدى عقود، حتى خلال الحرب التي اجتاحت البلاد من قبل الحوثيين.

ويشير المواطنون في المحافظة إلى أنّ أغلب المهريين يعتمدون على الصيد كمصدر رئيسي للدخل اليومي، فيما يعتمد جزء آخر من السكان على الزراعة والثروة الحيوانية، كمصدر دخلهم وقوت أولادهم، ولكن شح المياه جعل بعض السكان يتركون مهنة الزراعة  ويلجؤون إلى مهن أخرى أو البحث عن الوظيفة الحكومية أو حتّى الاغتراب.

وتتواجد في المهرة العديد من المصانع، كمصانع الأسمنت والرخام والمنتجات السمكية وحفظ الأسماك وصناعة قوارب الصيد ومعامل لتعليب الاسماك وتصديره، بالإضافة إلى ما تؤكده دراسات عرضها مؤتمر الاستثمار عن احتواء المحافظة على العديد من المعادن كالنفط والغاز، والكثير من المعادن التي لم يتم البحث عنها.

وأكد محافظ المهرة الشيخ محمد عبد الله كدة أنّ المحافظة تأمل من خلال انعقاد مؤتمر الاستثمار الأول أن تتعزز البنية الاقتصادية، معتبرًا أنّ مؤتمر الاستثمار هو حدث من شأنه جلب الاستثمارات إلى المحافظة

نظرًا لما تشكله الاستثمارات من رافد اقتصادي مهم سواء للمحافظة أو لليمن بشكل عام.
وتعيش محافظة المهرة جوًا يسوده الأمن والسلم الاجتماعي، وهي بعيدة عن الصراعات والحروب بالرغم من تركيبتها القبلية، حيث أسهمت القبيلة في تكاتف أبناء المحافظة وساعدت السلطة المحلية في القيام بمهامها بشكل جيد، كما أنّ الأجهزة الأمنية في المحافظة تعمل جاهدة بشكل متواصل، على توفير الأمن للمواطن، بالتعاون مع السلطة المحلية، ورجال القبائل الذين شكلوا حزامًا قبليًا على المدينة، إضافة إلى الحزام القبلي من جميع الاتجاهات ما جعل الأمن في المحافظة أمر محسوم.

وأشار المسؤول في السلطة المحلية في المهرة أبو راجح ، إلى أهمية الموقع الجغرافي للمحافظة، التي تتميز بأنّها تتوسط الجزيرة باتجاه البحر العربي جنوبًا، كما أنّ المسافة من الغيظة عاصمة المحافظة إلى صنعاء وإلى عواصم الدول المجاورة شبه متساوية ومتقاربة، ما يؤهلها لأن تصبح مركزًا تجاريًا على مستوى المنطقة، مؤكّدًا أنّ "المهرة جمعت بين البحر والصحراء والوادي والجبل ومنحها الله مناطق سياحية ومنطقة ساحلية، حيث أنّها تحتوي على ساحل يمتدّ على اكثر من 550 كم"، كما تتمتّع المحافظة بالعديد من الميزات والخصائص الجغرافية التي تجعل منها محافظة سياحية مهمة في اليمن بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي القريب من دول الجوار، وامتلاكها طبيعة خلابة ومناظر مميزة، حيث تجمع في طبيعتها بين الوادي والبحر والصحراء والجبال، حيث يمتد البحر إلى جانب الجبل والسحب على بعد أمتار فقط من الساحل.

وتعتبر محمية حوف الطبيعية أحد أبرز المعالم السياحية والمحميات الطبيعية في اليمن، تتميّز بقربها من البحر ضمن  سلسلة جبلية تمتد إلى ظفار في سلطنة عمان، مع اختلاف الجوّ الذي يميّزها عن ظفار العمانية بسبب وقوعها وسط السلسلة الجبلية، حيث يقصدها الزوار للاستمتاع بمناظرها الطبيعية الخلابة، رغم نقص الخدمات وعدم وجود أماكن استراحة، ما جعل هذه الأمر محلًا للنقاش في مؤتمر الاستثمار، المقرّر عقده خلال شهر كانون أول/ديسمبر.

يذكر أنّ زوّار محمية حوف يطالبون بتأمين الأماكن المخصصة للراحة والنوم، والفنادق التي تجعل الزائرين يستمتعون أكثر بالبقاء في المنطقة.