وزارة الخزانة الأميركية

في سياق استراتيجيتها بمواصلة الحصار على إيران وأذرعها العسكرية المنتشرة في المنطقة، منها "حزب الله" اللبناني، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على اللبناني قاسم محمد شمس بتهمة نقل أموال نيابة عن منظمات تهريب المخدرات و"حزب الله".

وفي التفاصيل، اتهم مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية قاسم شمس وشركته للخدمات المالية في شتورة بـ"تبييض المال كشبكة تابعة لـ"حزب الله"، وفقاً لقانون تعديلات منع تمويل "حزب الله" الدولي "(HIFPAA).

وجاء في الاتهام الأميركي: "ينقل قاسم شمس وشبكته الدولية لغسل الأموال عشرات الملايين من الدولارات شهرياً من عائدات المخدرات غير المشروعة نيابة عن أصحاب المخدرات ويسهلون تحركات الأموال لـ"حزب الله".

وفي السياق، أفادت معلومات لـ"العربية.نت" أن "شمس نائب رئيس بلدية شتورة البقاعية (شرق لبنان)، أسس وإخوته الستة منذ قرابة الأربعين عاماً شركة "شمس" للصيرفة والتحويلات في شتورة، والتي تعد من أكبر وأهم الشركات في المنطقة، كما أنهم يملكون "سنتر شمس" في ساحة شتورة الذي يضم عشرات المحال التجارية والمكاتب".

وأحدث خبر تصنيفه على لائحة العقوبات صدمة في الأوساط اللبنانية، لاسيما بين أهالي شتورة، إذ إن شمس وإخوته غير ملتزمين حزبياً بالمعنى التقليدي بـ"حزب الله" (أي أنهم لا يملكون بطاقات حزبية)، كما أن مظهرهم لا يوحي بانتمائهم لـ"حزب الله"، غير أنهم في المقابل لا يفوّتون مناسبة يُقيمها "حزب الله" في المنطقة إلا ويشاركون فيها.

كذلك لديهم شبكة علاقات واسعة مع كبار المسؤولين في البلد، من سياسيين ورجال أمن وقضاة.

من جهته، قال وكيل وزارة الإرهاب والمخابرات المالية، سيغال ماندلكر: "إننا نستهدف البنية التحتية المالية لمهربي المخدرات هؤلاء كجزء من حملة غير مسبوقة لهذه الإدارة لمنع "حزب الله" وشركاته الإرهابية العالمية من الاستفادة من العنف والفساد وتجارة المخدرات. تواصل وزارة الخزانة استخدام أدواتها بقوة لقطع شبكات الدعم العالمية التي يستخدمها "حزب الله" لتمويل أنشطته الشائنة".

ولفت ماندلكر إلى أن "شمس هو صاحب بورصة شمس، التي تغسل عائدات المخدرات في جميع أنحاء العالم نيابة عن منظمات تهريب المخدرات وتسهل حركة الأموال لـ"حزب الله". كما يقوم شمس بتحويل الأموال من وإلى أستراليا وكولومبيا وإيطاليا ولبنان وهولندا وإسبانيا وفنزويلا وفرنسا والبرازيل والولايات المتحدة كجزء من أنشطته المتعلقة بغسل الأموال".
 
وفي حين رفضت مصادر مصرفية لبنانية التعليق لـ"العربية.نت" على خبر تصنيف شركة "شمس" للصيرفة على لائحة العقوبات، اكتفت بالتأكيد أن "المصارف اللبنانية متلزمة بالقوانين الدولية وبما تصدره الخزانة الأميركية، وهي تُبدي كل تعاون في هذا المجال".

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن "شمس للصيرفة تعمل بموجب ترخيص وإشراف من البنك المركزي اللبناني (BdL) على رغم من أن السلطات الأميركية تشتبه منذ فترة طويلة في أنها عملية كبيرة لغسل الأموال". كما أكدت التزامها بالعمل مع البنك المركزي اللبناني لمنع الوصول إلى النظام المالي اللبناني من قبل تجار المخدرات وغاسلي الأموال والجماعات الإرهابية مثل "حزب الله".

وأتى التصنيف الأميركي لشركة "شمس" للصيرفة بالتزامن مع وجود وفد برلماني لبناني بواشنطن في زيارة رسمية لتمثيل لبنان في مؤتمر دولي مالي واقتصادي ينظمه بنك وصندوق النقد الدوليان، وعقد سلسلة لقاءات على مستوى من الأهمية مع مسؤولين وشخصيات مؤثرة في الإدارة الأميركية، في وزارتي الخزانة والخارجية والكونغرس.

ورافقت زيارة الوفد البرلماني اللبناني تحليلات وتسريبات إعلامية عن عقوبات مرتقبة تستهدف مسؤولين لبنانيين على علاقة أو تحالف مع "حزب الله" كرئيس مجلس النواب، نبيه بري.

وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الذي زار بيروت الشهر الماضي، قد أطلق تصريحات تصعيدية ضد إيران و"حزب الله" الذي اتهمه بتبديد أحلام اللبنانيين والسيطرة على مقدرات الدولة اللبنانية.

قد يهمك أيضًا:

عادل عبدالمهدي يُؤكّد إبلاغه واشنطن وإيران رفض الصراع على أرض العراق

بومبيو يُؤكِّد أنّ ترامب تعهد بمواصلة الضغوط على إيران