الريال اليمني

عاود الريال اليمني الهبوط مجدداً أمام العملات الأجنبية، بعد تعافي طفيف في قيمته خلال الأسبوع الفائت، ما ينذر بتوسع رقعة الفقر في البلاد حسب ما أفاد صيارفة في العاصمة صنعاء والعاصمة المؤقتة عدن. وقالوا لـ”يمن مونيتور” إن قيمة الريال انهارت مجدداً وبلغت قيمة الدولار الواحد في صنعاء (613 ريالاً) وفي عدن (605 ريال) والريال السعودي إلى (160 ريالاً يمنياً).

وشهد الريال اليمني تحسناً الأسبوع الماضي ووصلت قيمة الدولار إلى (575 ريال) لكنه تحسن طفيف نتيجة الإجراءات التي اتخذها الحوثيون في صنعاء والحكومة اليمنية في عدن.وقال أحد الصيارفة في صنعاء، إن الحوثيين ما زالوا يمنعون التعامل بالعملات النقدية التي طبعتها الحكومة اليمنية من فئة (500و1000ريال)، ويعتقلون العاملين في محلات الصرافة التي يتداولونها.

ولفت إلى أن المحال التجارية في العاصمة تتعامل بالطبعة الجديدة من النقود.ويأتي هذا الانهيار في قيمة الريال اليمني بالتزامن مع أزمة خانقة في المشتقات النفطية تعاني منها العاصمة بدأت أمس السبت. ووصلت قيمة الجالون (20لتر) من البنزين إلى 15 ألف ريال في السوق السوداء.

ووعدت شركة النفط الخاضعة للحوثيين في بيان، أطلع عليه يمن مونيتور، بضخ كميات كافية للسوق خلال الأيام القادمة. لكن مسؤولاً في الشركة قال في وقت سابق لـ”يمن مونيتور” مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن الأمر لم يعد بيد الشركة بل بيّد تجار تابعون لجماعة الحوثي يقومون باستيراد المشتقات النفطية.ويتسبب انهيار الريال اليمني وانعدام المشتقات النفطية في ارتفاع أسعار المواد الغذائية ويوسع رقعة الفقر.وقال يحيى النويرة وهو عامل إغاثة في صنعاء لـ”يمن مونيتور”: إن رقعة الفقر في القرى والبلدات خارج العاصمة تعاني من توسع مفزع للفقر في صفوف اليمنيين، لكن المُدن الحضرية قادمة على فقر يصعب احتواءه.ولفت النويرة إلى انعدام مرتبات الموظفين وغلاء أسعار المواد الغذائية إلى أكثر من الضعف وانعدام الأعمال في المؤسسات الاقتصادية.وأشار إلى أن موجة الغلاء الجديدة تستهدف الجميع، مبدياً خشيته من ذوبان كبير للطبقة الوسطى (معظم الشعب اليمني ضمن هذه الطبقة) وتحولها إلى الفقر مع كل هذا الغلاء وانهيار الاقتصاد والعملة.وارتفعت الأسعار منذ الموجة الأخيرة لانهيار الريال (أغسطس/آب) حيث انخفضت قيمته من (475ريال) للدولار الواحد إلى (590 ريال)، وارتفع سعر الكيس الدقيق (50كجم) إلى 16 ألف ريال، من 10آلاف في الشهر السابق.وحسب الأمم المتحدة فإن 8ملايين يمني يعانون سوء التغذية من أصل 28 مليوناً، إلى جانب أن 80% من اليمنيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.