عناصر من تنظيم داعش

تُعرَف مدينة بن قردان التونسية أنها إحدى المدن الحاضنة للمتطرفين الراغبين في الانضمام لتنظيم داعش المتطرف، حيث تقع المدينة على الحدود مع ليبيا، التي يسيطر عليها التنظيم، ويلقي بظلاله على تونس، التي أثبت الهجوم الأخير عليها مدى هشاشتها، وهي تكافح لاحتواء التداعيات السامة لانتفاضات الربيع العربي منذ خمس سنوات، وسط تصاعد طموحات داعش.

يشكل التونسيون أكبر عدد من المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم داعش في العراق وسوريا، ورغم الضربات الجوية الأمريكية والروسية لهم هناك، وحظر السفر، وتشديد الرقابة على الحدود، إلا أن المزيد من التونسيين ينضمون إلى داعش في ليبيا. فعلى نحو متزايد تسرب الصراع من ليبيا إلى تونس، الدولة الوحيدة التي تظهر على أنها ديمقراطية فاعلة بعد الثورات.

أكدت داعش مسؤوليتها عن الهجومين اللذين وقعا في تونس العام الماضي، في منتجع سوسنة، ومتحف باردو في تونس العاصمة، حيث لقي عشرات الأشخاص حتفهم، وكان معظمهم من السياح الأجانب، على أيدي مسلحين تونسيين يُعتقَد أنهم تلقوا تدريبهم في ليبيا.

أثار الهجوم الأخير على مدينة بن قردان العديد من المخاوف، ومنها بحث المسلحين عن ملاذ آمن في تونس، والتي جعلت من المدينة مقرًّا لعدد من المتطرفين الدينيين، في الدولة العلمانية ذات الميول الغربية.

وقال محمد المعالي، رئيس قسم مكافحة الإرهاب في تونس “من الواضح الآن أن ليبيا تشكل تحديًا بالنسبة لنا”. وأضاف “يقع مقاتلو داعش تحت ضغط في سوريا، وبالتالي يلجؤون إلى ليبيا، حيث لا يوجد سلطة ولا نظام، وهي بالنسبة لهم الجنة”.

وبعد ثورة عام 2011، والتي أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، استفاد المتطرفون من الفراغ الأمني؛ مما ساعد في ظهور جيل متطرف من الشبان، حيث قال محققو الأمم المتحدة إن أكثر من 4 آلاف تونسي انضموا إلى داعش في سوريا والعراق، وفي كثير من الأحيان يسافرون إلى هناك بعد تلقي التدريب في ليبيا.