آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

الشجرة التي لم تعد تخفي الغابة

اليمن اليوم-

الشجرة التي لم تعد تخفي الغابة

بقلم /عبد اللطيف المتوكل

كانت النتائج الإيجابية العابرة للمنتخب المغربي لكرة القدم، ولبعض الفرق بمثابة "الشجرة التي تخفي الغابة"، وتغطي على الواقع الحقيقي والمر للرياضة الوطنية، بتناقضاته وغرائبه، لكن هذا الدور لم يعد قائما، بعد أن سقطت هذه "الشجرة" وأصابها الوهن والعجز، حتى صارت غير قادرة على النهوض لتستمر في التغطية على الواقع الذي لا يرتفع!!.

فالإقصاء المخيب للمنتخب الوطني لكرة القدم من دور ربع نهاية كأس إفريقيا للأمم في دورتها الحادية والثلاثين، تحت قيادة مدرب متمرس وصاحب تجربة في الفوز باللقب الأفريقي اسمه هيرفي رونار، يؤكد بما لا يدع مجالا للتردد أن المال وحده ليس مفتاحا لصنع الإنجازات، وأنه مجرد وسيلة لمعانقة تلك الإنجازات وتحقيق قفزات هامة على درب التقدم والتطور، شريطة أن تكون الاختيارات صحيحة ومنهجية التدبير ناجعة وحكيمة، وأن يكون العمل الميداني الجاد والمرتكز على رؤى صائبة وواقعية وطموحة سائدا ومهيمنا وأصداؤه مسموعة وملموسة.

هذا الإقصاء المخيب هو تحصيل حاصل لتوجهات وقرارات لم تكن وجيهة ولا منطقية، خصوصا مع انتفاء أسبابها الموضوعية.لقد خرجنا من دور ربع النهاية، وعوض أن نسمع تحركات واجتماعات لتقييم المشاركة المغربية ووضعها في سياقها الصحيح والطبيعي، وجدنا أنفسنا أمام أخبار ملتبسة حول احتمال مغادرة رونار لمنصبه وحول الزيادة في راتبه الشهري، وكأنه يتولى مسؤوليته بشكل عشوائي، ودون عقد قانوني يحدد حقوقه وواجباته والهدف من التعاقد معه.

إن تجربة المدرب البلجيكي هوغو بروس مع منتخب الكاميرون، درس مفيد للقجع، ولكل من يتحمل مسؤولية تسيير كرة القدم الوطنية، فالمدرب الذي يسعى إلى صنع اسم لنفسه هو القادر على صنع الإنجازات، ويكفي أن نقلب دفاتر تاريخ كرة القدم الوطنية لنعرف أن الإنجازات الكبيرة تحققت مع مدربين غير معروفين، جاؤوا واشتغلوا بجد ومثابرة وتواضع فحالفهم النجاح ولمعت أسماؤهم مع المنتخب الوطني!!.

وإذا كانت جامعة كرة القدم محظوظة بمواردها المالية الكبيرة وبوضعها الاعتباري الوازن والاستثنائي، فإن السؤال الذي مازال يبحث عن جواب شاف، هو متى ستحظى هذه الجامعة بمكتب مديري (تنفيذي) متجانس ومنسجم وقوي وفعال، وبـ"عصبة احترافية" تضم أعضاء فاعلين ومؤثرين وحاملين لرؤى وقضايا ومشاريع داخل مكتبها التنفيذي، وبـ"عصبة للهواة" تتوفر فيها نفس المواصفات والخصائص والمزايا؟؟؟.

والمؤسف أكثر هو أن القاعدة المتمثلة في الفرق والعصب، ترفض أن تلعب أدوارها الإيجابية في المراقبة والنقد والتوجيه والاقتراح، بحكم انحصار اهتمامات مسيريها في ما هو ثانوي وذاتي، وافتقادهم لأفكار وآراء تسعى إلى خدمة المصلحة العامة لكرة القدم الوطنية.

وعندما تكون الفرق والعصب ضعيفة إلى هذا الحد، ولا تملك تصورات ولا مواقف شجاعة ومسؤولة، من الطبيعي جدا أن نجد بعض الأعضاء الجامعيين يتقنون "فن الحديث" وراء الستار، وفي الكواليس، ولا يملكون حتى القدرة على المطالبة بالتئام المكتب المديري ليناقش ويدرس مواضيع أساسية وذات صبغة ملحة، مثل تقييم حصيلة المشاركة في الـ"كان"، والجمع العام الذي أصبح في خبر "كان"، وترشح فوزي لقجع لعضوية المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية، وما يتطلبه هذا الاختيار والتوجه من خطة فعالة ووسائل محكمة في الخطاب والإقناع واستمالة الأصوات، وفتح ملف الإدارة التقنية الوطنية التي تدار بطرق غامضة وعشوائية، للنقاش والمكاشفة، إلى جانب إثارة موضوع منتخب اللاعبين المحليين، والهدف الأساسي من كثرة تجمعاته التدريبية ومبارياته الإعدادية، إذا كانت أبواب المنتخب الأول موصدة في وجه لاعبيه بناء على أحكام ومواقف جاهزة...

هناك جامعات تحلم بأن تتاح لها إمكانيات مالية صغيرة مقارنة بما هو متاح لجامعة كرة القدم، لتدعم جمعياتها الرياضية بمنح مالية سنوية، وترافقها في تأهيل الملاعب والمنشآت الرياضية، ولتبعث الروح في أنشطتها ومسابقاتها، ولتجرب حظها مع التنافس العالي المستوى على الصعيدين الإفريقي والدولي، لكنها بدورها غير مالكة للقدرة على الكلام المباح والاحتجاج للمطالبة بنصيبها من "كعكعة" المال العام، ولو بحجة تصحيح المسار!!.

هذا التفاوت أو بتعبير أدق التمييز، هو من مظاهر تراجع الرياضة الوطنية وتخلفها من دورة أولمبية إلى أخرى، عن ركب العطاء والنجاح والتميز!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشجرة التي لم تعد تخفي الغابة الشجرة التي لم تعد تخفي الغابة



GMT 17:49 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

30 دولة فى بطولة كأس العالم للسلاح للرجال في القاهرة

GMT 03:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

خالد الإتربي يكتب - ١٠ نقاط من فوز الاهلي على سموحة

GMT 02:40 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

كيف قاد فايلر الاهلي للسوبر بمساعدة ميتشو ؟

GMT 05:06 2019 السبت ,11 أيار / مايو

تدخل الاتحاد التونسي في قرارات الكاف

GMT 06:14 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 08:33 2019 الأربعاء ,08 أيار / مايو

التحكيم العربي.. كما نريده ونتمناه

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen