آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

منتهى الغطرسة..

اليمن اليوم-

منتهى الغطرسة

بقلم: بدر الدين الإدريسي


الذي يطالع البيان الذي خرج به ريال مدريد مساء يوم الإثنين الأخير، ليعلن رسميا عن القرار الحتمي والبديهي بل والمنطقي القاضي بتقديم المدرب جولين لوبيتيغي قربانا، بعد السقطة الشنيعة للمكلي في كلاسيكو الأرض، سيشفق على أنديتنا وسينزهها من كل التوصيفات القدحية التي نطلقها عليها، بخاصة عندما تحرر محضر الإنفصال عن المدربين، وتذيل ذلك ببيانات نقول عنها بأنها تبيع الوهم للناس أو تستبلدهم.

بيان ريال مدريد وصفه إعلاميون موالون للريال أو معادون لها، بـ «البيان المقيت» و«البيان المميت» و«البيان المهزلة»، وطبعا كلها توصيفات لا مغالاة فيها، لما استطاعت إدارة الريال مدريد أن تبدعه تحت الضغط، لتعلن على الملأ خبر الإنفصال عن لوبيتيغي الذي وقع للأمانة على أسوإ حصيلة للريال منذ 18 سنة خلت.

إستغرب البيان المذيل بتوقيع فلورنتينو بيريز، أن يعيش الريال أزمة خانقة على مستوى النتائج والتي دلت على خطورتها الهزيمة الشنعاء أمام الغريم برشلونة، وهو من يملك اليوم 8 لاعبين مدرجين في لائحة 30 لاعبا المتنافسين على جائزة الكرة الذهبية لـ «فرانس فوتبول»، والتي توجد «المنتخب» في عضوية تحكيمها، وقد تكون اختارت من بين هؤلاء التمانية من تراه الأحق بهذه الكرة الذهبية، ما يعني أن الفريق بالملكات البشرية الخارقة التي يتوفر عليها والتي قادت الملكي لتحقيق إعجاز نادر متمثل في الفوز بثلاث كؤوس أوروبية متتالية وأربع في السنوات الخمس الأخيرة، لا يمكن أن يداس على طرفه بهذه الطريقة البشعة.

نهش البيان بطريقة مقيتة لحم وعظم جولين لوبيتيغي، الذي لا يلام أحد غيره على أنه خضع لإغراءات الريال، وقد كان وقتها على بعد مسافة زمنية قصيرة جدا من قيادة الماطادور الإسباني في المونديال، وقدمه بشكل فاضح مسؤولا مباشرا ووحيدا لجنحة إدمان الهزائم في توقيتات متلاحقة، وأبدا لم يتواضع البيان ولم يتحل بأخلاق الفرسان، ليزيد على التشهير بضعف ومحدودية وقصور الفكر التكتيكي والفني وحتى السيكولوجي للوبيتيغي، الأخطاء الشنيعة التي ارتكبتها إدارة الريال في تدبير مرحلة ما بعد التتويج بعصبة الأبطال للمرة الثالثة تواليا.

يسأل فلورنتينو بيريز الذي تحول فجأة من ثور أهوج يرمي بالمليارات ليجلب النجوم «الغلاكتيكيين» إلى رئيس بخيل يدير الظهر للميركاطو، يسأل عن كثير من التجاوزات المرتكبة في إدارة مؤسسة الميرينغي، فهو من ترك المدرب زين الدين زيدان يرحل غاضبا أو متحسرا وتحت إبطه مشروع يجدد حاضر الريال ليهبه مستقبلا أكثر إشراقا، وهو من تخلى عن الأسطورة كريستيانو رونالدو من دون أن يعطي للريال لاعبا في عشر خوارقه، وأيضا هو من ظن أنه ضالع في قراءة الكف، فراهن على لوبيتيغي ليحمل على كتفيه الصغيرتين إرثا تنوء بحمله الجبال.

طبعا، ما كان متوقعا بالمرة أن يقرر فلورنتينو بيريز الترجل من سدة الحكم وإنهاء مقامه في مركز القيادة، ممارسا للنرجسية في إدارة الفريق الملكي، ولكن كنا نتوقع أن يأتي بيان إقالة لوبيتيغي مشبعا بالقيم الرياضية التي يقال أن ريال مدريد وغيره من النوادي الكبيرة، أكبر من يصدرها للعالم وللناشئة على الخصوص، كنا نتمنى لو أن إدارة ريال مدريد لامت نفسها ولو في بضع كلمات، وتحملت بشجاعة النبلاء جزءا من المسؤولية، مسؤولية الإخفاق، وقالت أنها ضالعة هي الأخرى في هذا الراهن الكئيب للملكي.

لم تفعل إدارة الريال ذلك، إمعانا في الغطرسة، وكيف لا تتغطرس وهي من ظن أن الألقاب الأوروبية المتتالية ستخرس زمنا طويلا ألسنة النقد وستطفئ زمنا لهب الإحتجاج. 

 

عن صحيفة المنتخب المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منتهى الغطرسة منتهى الغطرسة



GMT 11:39 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعلام هو الخاسر الأكبر!!

GMT 10:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

وداعا صديقي العزيز

GMT 09:46 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عن غاريدو أتحدث

GMT 09:38 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تشويش البنزرتي

GMT 18:52 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

شلالات “دونور”

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen