آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

علمني

اليمن اليوم-

علمني

بقلم/ هناء حمزة

اضع ابنتي امامي واجبرها على ان تشاهد مقابلة مع ياسمين هلال ...اختلاف اللهجات لم يسمح للين ابنتي بان تفهم كل تفاصيل المقابلة ...فلين لم ترتبط باللهجة المصرية مثل ارتباط جيلنا بمصر ولهجتها المحببة ..المهم الرسالة وصلت ..او الرسالتان..اولا العلم والعلم والعلم ثانيا البعد الانساني والمبادرة والمسؤولية الاجتماعية ..
عمر ياسيمن بعمر لين على مرتين ...ومن اسلوب كلامها استطيع ان اجزم ان السيدة المصرية تربت ببيئة تتشابه مع البيئة التي تنمو فيها لين ..الا ان القاهرة لا بد ان تجعلك تصادف كل يوم محتاجا بينما دبي قد لا تصادف محتاجا طيلة اقامتك بها..

ما يبعد اولادنا  هنا في دبي عن بيروت والقاهرة وطرابلس وحلب هي تلك الحياة التي تجلعك قريبا جدا من غيرك من فئات المجتمع.بكل اطيافها.هنا يعتقد الاولاد ان الفقر هو فيلم سينمائي يبتعد عن الواقع وان الطعام متوفر للجميع والتعلم هو اسلوب حياة ..يبتعد اولاد  المقينم في دبي عن اولاد المجتمع العربي العادي ..كل منهم له منزله ومدرسته واصدقائه ومصروفه ورحلاته وملابسه وكل احتياجاته يحصل عليها وبسهولة ..تطالبني لين بزيادة مصروفها الاسبوعي في موسم العطلات تقريبا ثلاثة اضعاف بحجة ان العطلة تعني لها الخروج مع الاصدقاء وتمضية النهار وجزء من الليل في المرح والفرح...

اخبرها ان مصروفها في اسبوع يعادل مصروف عائلة في لبنان وان هناك من لا يخرج من منزله في العطلات وهناك من يعمل لمساعدة اهله في الاجازات واخبرها ان الحياة ليست فقط برامج لا تنتهي مع الاصدقاء..اخبرها واخبرها فتجيب " بس كل رفقاتي هيك"..

معها حق لين كل رفاقها هكذا بعكسي انا فرفاقي في طرابلس كانوا ينتمون الى كل فئات المجتمع وفي الحي نفسه كنا نجد الفقير والغني ..المتعلم والجاهل ..كنا طبقات اجتماعية مختلفة  يجمع فيما بيننا  اننا اولاد نلعب احيانا في الحي معا واحيانا في البيوت..واحيانا في الملجأ..وهل هناك اكثر من الملجأ مكانا نلتحم تحت سقفه جميعا...
تضحك لين وتقول " جيلكم غير جيلنا"..نعم وايضا دبي غير طرابلس ..غير بيروت ..غير القاهرة ..القاهرة التي منها خرجت ياسمين هلال فصادفت محتاجا غير قادر ان يعلم اولاده..وفي حسبة بسيطة تبين لها ان وجبة عشاء مع الاصدقاء في المطعم هو ثمن تعليم ابن له...استغنت عن " خروجة" وادخلت الطفل المدرسة لتضع بذلك حجر الاساس لمبادرتها " علمني"...تفتح صفحة على الفايسبوك تطالب الاصدقاء والاهل بالمشاركة في "علمني"... تكبر المشاركة وتنجح المبادرة ..تستقطب ياسيمن اصحابها واهلها واصحابهم واهلهم
وتبدأ رحلة جدية في "علمني"..تقرر تقديم استقالتها من عملها كمهندسة والتفرغ ل"علمني"....استطيع ان ارى في عيون ياسمين سعادة لم تجدها في وظيفتها كمهندسة ..استطيع ان اسمع في  كل كلمة تقولها امل في ان تصنع من كل طفل جديد مهندس او طبيب اوعالم..

شاهدت مقابلة ياسمين كاملة عدة مرات ..بحثت عن اسمها على الانترنيت فعرفت انها صنفت من الشباب الاكثر تاثيرا في العالم قبل عام ...وانها حصدت عدة جوائز تقديرا لمبادرتها...ابتسم لياسيمن وابتسم للين ..وابتسم لكل فتاة ...امراة ..سيدة ..رجل ..فتى..لكل انسان يستطيع ان يزرع املا في الاخرويصنع المستقبل للاخر..اذكر رفيق الحريري الرجل الذي علم الالاف من اللبنانيين ..مع كل انجازاته يبقى تعليمه للالاف هو الاساس هو الاول هو الذي لن ينساه يوما من علمهم واهلهم واولادهم وكل من حولهم...وياسمين لن ينساها من تساهم " علمني" في بناء مستقبل له..العلم قبل الطعام قبل الهواء قبل اي شيء..لن نستطيع ان نخرج مجتمعاتنا من تخلفها وجهلها بغير العلم...

اطلب من لين ان تستغني عن " خروجة" من اجل تعليم طفل في طرابلس..اطلب من نفسي ان استغني عن" خروجة " من اجل تعليم طفل في سوريا ,في مصر ,في السودان ,في اليمن ,في العراق..في دولنا العربية المقهورة في مجتمعاتنا العربية التي تتقن الاحتفال بكل "خروجة" ...ولا تتقن استبدال الخروجة بقسط تعليم طفل... لنحتفل معا بكل طفل ندخله مدرسة...لنفخر ب" علمني" في كل قرية ومدينة وحي في عالمنا العربي...لنفخر بانفسنا كما تفخر ياسمين بنفسها..ليكن لنا انجازاتنا وتاثيرنا في المجتمع...لتكن " علمني " في كل حي عربي  وفي كل روح عربية ...شكرا ياسمين...وقعت فريسة تاثيرك...علمني لن تكون بعد اليوم فقط لمصر..علمني يجب ان تكون برنامجا في حياة ابنتي وانا وصديقتي وامي وكل من حولي وحولك وحولنا جميعا..شاهدي يا لين ..اسمعي يا لين ما تقوله ياسمين..وانجحي كما نجحت ياسمين..واصنعي مستقبلا لغيرك فتصنعي مستقبلا لنفسك

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علمني علمني



GMT 08:58 2018 الجمعة ,09 آذار/ مارس

الجنة تحت أقدام النساء

GMT 07:04 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

أبي حقًا

GMT 06:53 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

تقييــم رؤســاء الجامعــات؟!

GMT 04:12 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

التلميذ.. ونجاح الأستاذ

GMT 11:33 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم " مخيم عقبة جبر"

GMT 02:39 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الإرشاد النفسي والتربوي

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 02:42 2017 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

أشرف بنشرقي يتطلع للحصول على دوري أبطال أفريقيا

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 13:21 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال 21 شخصًا في أعمال شغب بسبب نزاع في ماليزيا

GMT 17:58 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طريقة تحضير منقوشة الزعتر بالخضار

GMT 19:04 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفضل تصفيفات وتسريحات الشعر الكيرلي

GMT 10:39 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"من فيسبوك" تغضب مستخدمي "واتسآب" وتدفعهم إلى حذف التطبيق

GMT 06:35 2016 الأربعاء ,27 تموز / يوليو

Glamorous New York Fashion

GMT 06:22 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مميزة لديكور تلفزيون مودرن في غرفة المعيشة

GMT 20:24 2016 الإثنين ,08 آب / أغسطس

فوائد عشبة القلب
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen