آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

التسرُب الدراسي في سورية قنبلة موقوتة

اليمن اليوم-

التسرُب الدراسي في سورية قنبلة موقوتة

ريما شعبان
بقلم - ريما شعبان

عندما ترى طالبة أو طالبًا واحدًا يترك مدرسته ليشارك في الحرب أو ليعمل في مصنع أو ليجري خلف سراب الثراء السريع الذي رسمه تجار الجنس والمخدرات ، فأنت شاهد على ضياع مستقبل فرد و إن رأيت 5 طلاب يفعلون ذلك فأنت شاهد على ضياع مستقبل أسرة أما إذا رأيت الآلاف كما أراهم كل يوم فأعلم أنك شاهد على ضياع مستقبل بلد بأكمله .

هناك من يُشجّع هؤلاء التلاميذ على ذلك وهناك من يخيفهم و من يستغل ضعفهم ، وهناك من يرى كل ذلك و يتستر عليه .

من يشجعهم هم الساعون لخراب البلاد و الذين تزيد أمجادهم و ملياراتهم عندما يزداد عدد الأغبياء المستعدين للموت من أجل الحوريات ، ومن يُخيفهم هو الواقع المادي الذي نفى اي قيمة للأخلاق أو العلم وأعطى السلطة و الجاه للمسلح والقاتل، فضلا عن الذئاب البشرية التي تبحث عن اي عقل مشوش لتبيعه سمومها أو تستخدمه  لأغراضها الدنيئة و شهواتها الحيوانية .

وللأسف نحن من نرى ذلك ونتستر عليه ، نحن المعلمون و المثقفون والمسؤولون عن التعليم في البلاد ، نحن نرى قنابل موقوتة تمشي بيننا و لا نكلّف نفسنا عناء تعطيل الصاعق .

300  الف طفل سوري  في عمر الدراسة في  داخل و في مخيمات اللجوء يتسربون من المدارس لكل الأسباب التي ذكرناها، حجم الحقد و الجهل و الخوف في قلوب و عقول هؤلاء هو من سيحدد مصير البلاد .  

في سورية  الكهول يتصارعون على الحكم، والرجال تموت في الحرب، الشباب يهاجرون  ويتركون النيران خلفهم، و يبقى الفتيان يكفرون بكل ما لقن لهم في مقاعد الدراسة عن الأخلاق و المحبة و التسامح و عن السير لهدف في الحياة  و يهيمو على وجوههم نحو المجهول.

بعد أن دمرت الحرب العالمية الثانية كلا من " اليابان و ألمانيا " راهن سكانها على تعليم اطفالهم لإعادة الإعمار واستثمروا كل ما تبقى من إمكاناتهم لإنشاء جيل يستطيع أن يعيد للبلاد تألقها ..و نجحوا .

في سورية نراهن على أي شيء إلا التعليم  ، على البندقية ، على الطائفة ،على طائرات الغرب والشرق ، حتى إننا نُراهن على توقعات الأبراج في سهرة رأس السنة، و سنفشل وسنستمر بقتل بعضنا البعض لعشرات السنين المقبلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التسرُب الدراسي في سورية قنبلة موقوتة التسرُب الدراسي في سورية قنبلة موقوتة



GMT 08:58 2018 الجمعة ,09 آذار/ مارس

الجنة تحت أقدام النساء

GMT 07:04 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

أبي حقًا

GMT 06:53 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

تقييــم رؤســاء الجامعــات؟!

GMT 04:12 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

التلميذ.. ونجاح الأستاذ

GMT 11:33 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم " مخيم عقبة جبر"

GMT 02:39 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الإرشاد النفسي والتربوي

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:25 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 23:07 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 12:20 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen