آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

المرأة التونسية بين حقوق مهدّدة وقوانين لم تتطوّر

اليمن اليوم-

المرأة التونسية بين حقوق مهدّدة وقوانين لم تتطوّر

بقلم /حياة الغانمي

أصبحت تونس تحتفل كسائر بلدان العالم باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس /أذار من كل سنة، ويمثّل هذا اليوم فرصة لتوحيد الجهود الرامية إلى تعزيز المستوى الوطني والدولي لوضع حد لكل أشكال التمييز ضد المرأة، ودعم المبادرات المناصرة لقضايا المرأة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات في مجال التحفيز على نشر ثقافة المساواة بين الجنسين، وما تجدر الإشارة إليه أنه لم تُفلح تأكيدات الأحزاب السياسية بخصوص حرصها على دعم مكاسب المرأة، وتطميناتها المتتالية حول عدم السماح لأي كان الاقتراب من الخط الأحمر الذي قد ينتقص من حقوق المرأة، في تبديد المخاوف المشروعة التي تصاعدت بشكل لافت خلال السنوات القليلة الماضية، وتعود تلك المخاوف التي تحولت إلى هاجس بات يؤرق مختلف قوى ومكونات المجتمع المدني، من جديد في هذا الوقت الذي تحتفل فيه المرأة التونسية بعيدها العالمي.

وأصبح قانون الأحوال الشخصية الصادر في 1956 أي بعد نحو 5 أشهر من حصول تونس على استقلالها ،يرمز إلى كل معاني الحرية والحداثة، باعتباره منح المرأة التونسية مكاسب متنوعة، وجملة من الحقوق التي جعلت تونس في مقدّمة الدول العربية في هذا المجال، ورائدة في الاعتراف بحق المرأة في المشاركة في الحياة العامة، ويمنع قانون الأحوال الشخصية تعدد الزوجات ويقر الزواج المدني والطلاق عبر القضاء، كما ينص على أن المرأة تتمتع بحقوق المواطنة التي يكفلها الدستور، إلى جانب تمكين المرأة من حق المشاركة السياسية، وفي التنمية بأبعادها المختلفة.

ويرى بعض المتابعين للساحة السياسية أن تلك الصورة، بدأت تتراجع، وأصبحت تلك الحقوق مهددة خاصة بعد الثورة، وتكاد مختلف القوى السياسية التونسية تُجمع على أن مكاسب المرأة التونسية أضحت اليوم مُهددة بشكل جدي، بعد انتشار مظاهر مجتمعية غريبة عن النمط المجتمعي التونسي ،سعت الجماعات الإسلامية إلى فرضه بالقوة حينا، وبأساليب ملتوية حينا آخر، مُستغلة بذلك الصعود المخيف للتيارات الإسلامية المتشددة وأخذت تلك المظاهر المجتمعية الجديدة أشكالا متعددة، لعل أبرزها ارتفاع نسب الزواج العرفي، وانتشار الحجاب والنقاب في المدن والقرى، ووصولًا إلى "جهاد النكاح" الذي برز خلال السنتين الأخيرتين والذي أثار جدلًا عنيفًا لم تنته تداعياته بعد، حيث تعمل الجماعات الإسلامية المتطرفة على تجريد نساء تونس من حقوقهن كمواطنات، و من واجب السلطات التونسية رفع كل تحفظاتها على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، كما انه من الضروري التصدّي للعنف ضد المرأة وبتحويل سلطة الأب في العائلة إلى سلطة مشتركة بين الأب والأم، وبالتالي فان الفصل 23 من قانون الأحوال الشخصية الذي ينص على أن الأب هو رئيس العائلة، لم يعد يتلاءم مع المتغيرات التي يشهدها المجتمع التونسي من مشاركة المرأة في العمل ومكانتها الحالية التي تمكنها من تقاسم هذا الدور مع الرجل باقتدار.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة التونسية بين حقوق مهدّدة وقوانين لم تتطوّر المرأة التونسية بين حقوق مهدّدة وقوانين لم تتطوّر



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 18:38 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لابورت لاعب بلباو يُفسّر رفضه اللعب لكل من سيتي وبرشلونة

GMT 11:30 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

15 قاعدة في الأناقة تعلمك إياها أمل كلوني

GMT 08:04 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

البعثة السويسرية تعرض 10 قطع أثرية مهمة في وادي الملوك

GMT 16:22 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة تونس تقفل تدولات الاربعاء على ارتفاع

GMT 12:37 2021 الثلاثاء ,13 تموز / يوليو

أفكار ديكور تساهم في تجديد الطاقة في مكتب العمل

GMT 06:14 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل عطور الخريف والشتاء

GMT 23:47 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

بابا الفاتيكان يُطلق تطبيقًا رقميًا للصلاة معه

GMT 21:21 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

عمر السومة يبيّن أن كريستيانو رونالدو هو الأفضل في العالم

GMT 18:30 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عازف القانون ماجد سرور يخطف أنظار الجمهور في دار الأوبرا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen