بغداد - نهال قباني
أعلنت مصادر أمنية وشهود عيان إن القوات العراقية، المدعومة بغطاء جوي من طائرات التحالف الدولي، استعادت معظم أحياء بلدة هيت غرب محافظة الأنبار غربي بغداد من قبضة تنظيم "داعش"، وذلك بعد معارك عنيفة تواصلت لأيام. وأضافت المصادر أن القوات الأمنية فرضت كامل سيطرتها على هيت ولم يتبق سوى حييْ الجمعية والمشتل في الجهة الشمالية الشرقية التي لم تتم استعادتهما؛ بسبب الألغام التي زرعها التنظيم المتطرّف.
وأكدت المصادر إن نحو عشرة من أفراد الجيش العراقي قتلوا في تفجير عبوات ناسفة وسط هيت، بينما قالت مصادر مقربة من تنظيم "داعش" إن نحو 25 من مسلحيه قتلوا بغارات ومعارك مع القوات العراقية في المدينة. وكان قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي أفاد بأن تنظيم "داعش" شنّ هجوما بواسطة سيارات مفخخة على مقر "اللواء 73" التابع للفرقة 16 بالجيش العراقي، المشارك بعمليات تحرير هيت، موضحا أن "قوة من الجيش قامت بتفجير السيارات المفخخة وقتل الانتحاريين بداخلها".
وقال قائد عمليات الجزيرة اللواء علي إبراهيم دبعون إن طيران التحالف الدولي تمكن من قصف وتدمير سيارة مفخخة لتنظيم "داعش" يقودها "انتحاري" شمالي غرب هيت.
وفي العاصمة بغداد، نقلت وكالة الأناضول عن مسؤول في وزارة الداخلية قوله إن مسلحي تنظيم "داعش" أطلقوا أربع قذائف هاون، سقطت على مقربة من نقطة تفتيش للجيش في منطقة خان ضاري، غربي بغداد.وأضافت أن الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم جندي، وإصابة 14 آخرين بجروح بينهم أربعة جنود، مشيرا إلى أن السلطات الأمنية لم تستطع تحديد مكان إطلاق القذائف، لكنها بدأت حملة تمشيط في المناطق القريبة.
وفي هجمات أخرى بالعاصمة، أفادت الوكالة إن خمسة مدنيين قتلوا و12 آخرين جرحوا في تفجير ثلاث عبوات ناسفة، بمناطق شمال وجنوبي بغداد.
وأكد عضو مجلس محافظة الأنبار، جاسم العسل عودة أكثر من 12 ألف عائلة إلى مدينة الرمادي وضواحيها. وقال العسل فى تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن «نسبة عودة العوائل النازحة إلى مناطقهم في تزايد بفعل تأهيل مناطقهم والسماح بعودتهم إلى مناطقهم السكنية حيث بلغ عدد العائلات التي وصلت الى مناطق التأميم والقطانة والأندلس والملعب فضلاً عن الضواحي الشمالية والشرقية للمدينة 12 ألف عائلة».
وأوضح العسل أن «مجلس المحافظة خصص لجاناً خاصة بمسألة إزالة العقبات أمام عودة العوائل حيث تقرر عودتها على شكل مجاميع تتكفل هذه اللجان بالتعاون مع وحدات من القوات الأمنية حيث يتم نقلهم من منفذ بزيبز أو عامرية الفلوجة والخالدية والحبانية».
وتابع العسل أن «مسألة عودة كافة العوائل في الرمادي والمناطق المحيطة بها هي مسألة وقت حتى تتم عملية رفع الألغام من المنازل المهدمة حتى لا يتعرض المدنيون إلى الخطر»، مشيراً إلى أن عدداً من المناطق كالحوز والجمهورية والأندلس مدمرة بالكامل ونحن بانتظار تأهيلها ومن ثم نبدأ بالسماح للعوائل بالعودة إليها.
وقال النقيب علي حسن من قيادة عمليات الأنبار في منفذ بزيبز للألمانية «جسر بزيبز يشهد حالياً زخماً كبيراً بسبب عودة العائلات من بغداد ومناطق كردستان إلى مدينة الرمادي بعد أن سمحت لهم حكومة الأنبار بالعودة إلى منازلهم بعد تحريرها من إرهابيي داعش».
من جانبه، أكد محافظ الأنبار صهيب الراوي لـ (د.ب.أ)، أن «الحياة داخل مدينة الرمادي ستعود تدريجياً إلى طبيعتها من جديد والدوائر الحكومية تسعى إلى تقديم أفضل الخدمات للمواطنين وتوفير محطات وقود للسيارات وبعض المستلزمات الأخرى التي تشجع على عودة العوائل» مشيراً إلى أن الحكومة المحلية «عملت على تسهيل حركة المركبات الكبيرة لنقل احتياجات البناء ومواد ترميم البيوت المتضررة لتكون صالحة للسكن».
من جانب آخر، بدأت قوات الحشد الشعبي الموالية للحكومة العراقية الأحد عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على قرية بشير ذات الغالبية التركمانية، والتي استخدمها تنظيم «داعش» لشن هجمات بمواد كيماوية على المدنيين الشهر الماضي.وتقع قرية بشير التي تتمتع بموقع استراتيجي يربط محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين، على بعد 35 كلم جنوب مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد).
وأعلن المشرف العام على فرقة العباس، الشيخ ميثم الزيدي لـ «فرانس برس» الأحد: «بدأت في الساعة التاسعة صباح الاحد، 6,00عملية (الحسم) لتحرير قرية بشير بمشاركة تشكيلات العتبات المقدسة» المؤلفة من فرقة الإمام علي القتالية وفرقة العباس القتالية ولواء علي الأكبر.
وتحدث ابو رضا النجار عن تحقيق تقدم كبير على مشارف بشير، مؤكداً أن العملية تهدف إلى تحرير القرية «بعد أن نجحنا قبل أيام بقطع الإمداد عن داعش».ورأى خبراء إن الدعوة التي أطلقها عزة إبراهيم الدوري المساعد السابق لصدام حسين لتوحيد صفوف العراقيين السنة تهدف إلى تعزيز صورة حزب البعث -الذي كان يحكم العراق- لدى السنة الذين يخشون التعرض لعمليات انتقامية جديدة على يد الفصائل الشيعية.
وأضاف الخبراء أن التسجيل المصور لعزة الدوري والذي نشر الخميس ربما يتضمن أيضا رسالة الى الحكومة العراقية بقيادة الشيعة بأن أعضاء الحزب السابقين قد يساعدونها في القتال ضد تنظيم "داعش" إذا ظلت الميليشيات الشيعية بعيدا عن المعركة.
وتزامن التسجيل المصور للدوري مع ذكرى سقوط نظام حكم صدام حينما هاجمت القوات الأميركية بغداد عام 2003. ولكن محللين قالوا إن التسجيل يبدو حقيقيا استنادا إلى مظهره وخطابه.
وتمكن الدوري من الإفلات من الاعتقال خلال الاحتلال الأمريكي للبلاد الذي استمر بين 2003 و2011. واتهمه مسؤولون عراقيون وأميركيون بأنه العقل المدبر للأعمال المسلحة التي يقوم بها أفراد من الأقلية السنية ضد القوات الأمريكية والسلطات الجديدة بقيادة الشيعة بين عامي 2005 و2007وفي تسجيل صوتي سابق قال الدوري إن حزب البعث يدعو السنة للانضمام إلى من "حرروا" نصف البلاد في إشارة إلى "داعش" الذي أعلن قيام خلافة في أجزاء كبيرة من العراق وسوريا عام 2014.
وهذه المرة دعا الدوري العراقيين إلى دعم التحالف الذي تقوده السعودية. فقال "يا أبناء العراق.. إن لم تصطفوا مع جبهة العرب القتالية تحت راية التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ستحرقكم نار الفرس عاجلا أم آجلا."
وتقع قرية بشير التي تتمتع بموقع استراتيجي يربط محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين، على بعد 35 كلم جنوب مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد).
وشن التنظيم المتطرف مطلع مارس/اذار انطلاقا من بشير هجوما صاروخيا بمواد كيماوية استهدف بلدة تازة (220 كلم شمال بغداد) ادى الى مقتل ثلاثة اطفال على الاقل واصابة المئات بجروح.
وتتولى قوات الحشد الشعبي بقيادة ابورضا النجار والتي تنتشر في مناطق حول كركوك قيادة العملية.
وتشارك فيها فرقة العباس القتالية وفصائل اخرى من قوات الحشد الشعبي الشيعي التي تساند القوات الحكومية في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر