آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

عياد شاكر حنا مسيحي حافظ للقرآن الكريم ويعمل على تدريسه لأطفال قريته في المنيا

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- عياد شاكر حنا مسيحي حافظ للقرآن الكريم ويعمل على تدريسه لأطفال قريته في المنيا

عياد شاكر حنا
القاهرة ـ سعيد غمراوي

في قرية طهنا الجبل في مركز محافظة المنيا جنوب مصر، التي شهدت صدامات طائفية منذ أسابيع أسفرت عن سقوط قتيل وإصابة 4 آخرين بسبب ما تردد عن محاولة بعض الأقباط بناء كنيسة، ورفض بعض السكان من المسلمين ذلك، وتدخلت الدولة والأزهر لحلها واحتوائها، تجري تفاصيل هذه الواقعة المذهلة منذ 50 عاماً.

بطل تلك الواقعة يدعى عياد شاكر حنا قبطي الديانة، يبلغ من العمر 85 عاماً، أما مهنته فتحفيظ القرآن الكريم والإنجيل في القرية، يقوم بتحفيظ أطفال المسلمين في القرية القرآن، إضافة إلى الحساب واللغة العربية في كتابه الذي أقامه بمنزله البسيط، والذي يسكن فيه مع أبنائه وأولادهم.

عياد شاكر حنا مسيحي حافظ للقرآن الكريم ويعمل على تدريسه لأطفال قريته في المنيا

حفظ القرآن كاملاً عن والده الذي كان يخطب في المسلمين
وفي رواية تجربته لـ"العربية.نت"، يقول إنه ورث المهنة عن والده، حيث حفظ القرآن الكريم كاملاً عن والده الذي كان يخطب في المسلمين في المناسبات والجنازات، ويستشهد في خطبه بآيات من القرآن والإنجيل تؤكد التسامح بين الأديان وأنها جميعها تدعو لرب واحد. وعقب وفاة والده تولى مهمة الكتاب وكان يقام بداخل الكنيسة ، ويضيف: بدأت تعليم الأطفال الذين أصبحوا الآن أطباء ومهندسين وصيادلة، القرآن الكريم واللغة العربية والرياضيات، وذلك طوال فترة دراستهم في المرحلة الابتدائية، وخلال تلك الفترة وصلني خطاب التعيين في الحكومة كمدرس، وكان من يشغل وظيفة حكومية في ذلك الزمان يشار له بالبنان، ويطلقون عليه لقب "الأفندي"، وهي رتبة قديمة لها وضعها الاجتماعي ولكن وجدت أنه من الصعوبة أن أترك مهنة والدي التي ورثتها عنه وأهمل الكتاب الذي أسسه، لذلك رفضت التعيين واستمررت في مهمتي.

ويقول إنه استطاع طوال مسيرته التي بلغت حتى الآن 65 عاما حيث بدأها بعمر الـ 20 أن يحفظ 1800 من أبناء القرية القرآن الكريم. وكان يقول لهم إذا لم تحفظوا كتابكم المقدس فمن يحفظه، وإذا لم تتعلموا أمور دينكم من سيتعلمها ويطبقها؟، وأشار إلى أنه طوال تجربته كان يلقى الاحترام والتقدير اللازمين من أهالي القرية، وكانوا يطلقون عليه لقب المعلم، ويدعونه في جميع مناسباتهم الاجتماعية، ويجلسونه في الصفوف الأولى تكريما وتقديرا له.

حفظ القرآن لأطفال القرية لأكثر من 50 عاماً .. شيوخ القرية يأتون بأبنائهم إليه
الطريف كما يقول عياد أن شيوخ القرية من المسلمين كانوا يأتون بأبنائهم إليه لتحفيظهم القرآن، وبعد أن يكمل مهمته على أكمل وجه، يهدونه مصحفا فخما وبعض الكتب الخاصة بالتفاسير وأحكام التلاوة. ولذلك كان يحتفظ بكل هذه المصاحف، فضلاً عن أنه قرأ تفسير القرآن وتعلم أصول التلاوة والتجويد والأحكام والقراءات المختلفة، مشيرا إلى أنه لم يواجه أية مواقف غريبة أو انتقادات لما يفعله، سواء عندما كان يعلم الأطفال القرآن في الكنيسة وحتى بعد انتقال كتابه لمنزله.

وأكد عياد أنه حفظ القرآن الكريم كاملا وكذلك الإنجيل، وكان خلال عمله يصر على جلوس الأطفال بجوار بعضهم، ويجعل الأقباط يستمعون لتلاوة زملائهم المسلمين للقرآن، وكذلك المسلمون يستمعون للإنجيل، وكل منهم يحفظ ما هو مطلوب منه من كتابه. وأضاف أن الكتاتيب خرّجت أجيالا قوية متعلمة ومتفهمة لأمور دينها، وكانت تهيئ الأطفال لتلقي العلم والنبوغ فيه، ومنها خرج كل مشاهير ومثقفي وعظماء مصر، أما ناجح ابن المقدس عياد كشف أن والده أفنى عمره في تربية وتعليم أطفال القرية، والغالبية منهم بعد أن أصبحوا كبارا ويتولون أرفع المناصب يزورونه لتهنئته في المناسبات المختلفة، ومنهم من يرسل أحفاده إليه لتعليمهم، مضيفا أن صحة والده تدهورت كثيرا بسبب السن، ولكنه مازال مصرا على أداء مهمته التي بدأها منذ 65 عاما.

وأوضح ناجح أن أهالي القرية يكنون كل احترام وتقدير لوالده، ويثقون في قدرته على تعليم أبنائهم وتحفيظهم القرآن رغم كبر سنه، حيث يقوم الآن بتحفيظ نحو 50 طفلا مسلما و40 طفلا مسيحيا.

العلم على يده "غير"
وأفاد الدكتور عمرو حسن رياض عمدة القرية أنه تعلم على يد المقدس كما تعلم والده عمده القرية السابق على يد والد المقدس أيضا، مضيفا أن من لم يتعلم ويحفظ القرآن أو الإنجيل على يد المقدس لم يتعلم، ويضيف أنه عندما كان طفلا كان يذهب لكتاب المقدس في الكنيسة ويقوم هو بفتح الكنيسة، وهناك كانت تتلى آيات القرآن ويتعلم أطفال المسلمين في هذه السن الصغيرة أصول دينهم ومبادئ اللغة العربية والرياضيات، مؤكدا أن من تعلم من أبناء القرية في الكنيسة لايمكن أن يحمل في صدره ذرة من الكراهية لإخوته الأقباط، ونفس الأمر بالنسبة للأقباط الذين تشاركنا معهم حلقات الدورس عند المقدس.
تجربة منتشرة في العديد من قرى صعيد مصر

وأعلن عمدة القرية أن تجرية المقدس ليست موجودة في قريتهم فقط، بل في أغلب قرى صعيد مصر، نافيا وجود ما يدعيه البعض من فتن طائفية ومشاحنات بين الأقباط والمسلمين، موضحا أن غالبية أهالي قريته لا يمكن أن يقيموا مناسبة سواء حفلات زفاف أو غيرها دون دعوه إخواتهم الأقباط والعكس لدى الأقباط، فنحن نسيج واحد تعلمنا في الكنيسة والجامع وعلى يد مسيحي قدم ومازال يقدم للعالم كله نموذجا مصريا خالصا على التسامح بين الأديان والمودة والحب بين مسلمي مصر ومسيحييها.

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عياد شاكر حنا مسيحي حافظ للقرآن الكريم ويعمل على تدريسه لأطفال قريته في المنيا عياد شاكر حنا مسيحي حافظ للقرآن الكريم ويعمل على تدريسه لأطفال قريته في المنيا



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

اليمن اليوم-

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

اليمن اليوم-

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

اليمن اليوم-

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

اليمن اليوم-

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

اليمن اليوم-
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen