آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

متعب ولعنة قميص الخطيب

اليمن اليوم-

متعب ولعنة قميص الخطيب

أحمد جلال
بقلم - أحمد جلال

يعرف أنه يعيش أيامه الأخيرة في الملاعب.. يُدرك أن قرار إجباره على الاعتزال، صدر قبل أكثر من عامين، لكن الهدف التاريخي، الذي أحرزه في مرمى سيوى سبور في نهائي كأس الاتحاد الأفريقي "الكونفيدرالية"، في الوقت بدل الضائع، أحبط مخطّط عدم قيده في قائمة الأهلي، رغم رفض كل المديرين الفنيين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق، استمراره في صفوف القلعة الحمراء، بدءاً من بيسيرو البرتغالي، مروراً بالكابتن زيزو، وقت توليه منصب المدير الفني خلفاً للبرتغالي الهارب، إلى حد أنه طلب من محمود طاهر رئيس الأهلي، إبعاد اللاعب عن صفوف الفريق، بعد اعتراضه على قرار زيزو، في المعسكر الذي سبق لقاء قمة الدور الأول، على خلفية صدامه مع صالح جمعة لاعب خط الوسط، وأوصى زيزو بالاستغناء عن اللاعب، في فترة الانتقالات، ثم مارتن يول المدير الفني الهولندي، الذي فاجأ الجميع، في المؤتمر الصحافى الخاص بمباراة الأهلي وروما الودية، بالتأكيد على أن عماد متعب هو المهاجم رقم 4 في الفريق، بعد الغابونى ماليك إيفونا "قبل رحيله إلى تيانجن الصيني"، والغاني "جون أنطوي"، وعمرو جمال، وأنه أشرك أكبر قدر ممكن من اللاعبين في اللقاء، لكن الظروف لم تسنح لإشراك اللاعب، وكان هذا التصريح ذو دلالةومغزى عميق من المدير الفني السابق للأهلي، ليوحى من خلالها على أنه يعتزم التضحية بعماد متعب، نهاية الموسم حال استمراره في الفريق كما كان مخططاً قبل أن تجبره الظروف على الرحيل"، وذلك ردًا على رفض اللاعب، عدم المشاركة في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة الودية أمام نادى العاصمة الإيطالية، ما جعل "يول" يدفع بزميله أحمد الشيخ، الذي أحرز هدف الترجيح، بالهدف الرابع!!
 
البدري يفشل في إبعاد متعب
 
الآن.. يعاني عماد متعب من نفس السيناريو مع المدير الفني الحالي للنادي الأهلي حسام البدري، رغم أنه أعلن في أول تصريح له، بعد تولي زمام المسؤولية في القلعة الحمراء، أن اللاعبين الكبار سيكونون حجر الزاوية في استعادة انتصارات الأهلي وعروضه القوية، التي غابت عن الأذهان، خلال الأسابيع الأخيرة من ولاية الهولندي مارتن يول.
 
حسام البدري حاول الضغط على إدارة القلعة الحمراء، قبل غلق باب الانتقالات، من أجل الاستغناء عن عماد متعب، وإقناعه باتخاذ قرار الاعتزال، لفتح المجال أمام التعاقد مع مهاجم جديد، خصوصا أن الأهلي قيّد بالفعل 29 لاعباً، لو لم يكن هناك مفر من إبعاد لاعب "على الأقل" من المقيدين، أو الانتظار حتى يناير/كانون الثاني المقبل، لإكمال القائمة باللاعب رقم 30، لاستحالة غلق القائمة، بداية المسابقة، دون دراسة الموقف من كل أبعاده، وترك ولو مكان واحد خالٍ في القائمة، انتظاراً لما سوف تسفر عنه الأحداث، خلال المرحلة الأولى من عمر الدوري العام.
 
لكن إدارة النادي الأهلي برئاسة المهندس محمود طاهر، تصدّت من جديد لرغبات حسام البدري، ورفضت الضغط على عماد متعب، في إطار اتفاق "جنتلمان" أقرّه رئيس الأهلي على نفسه، بعدم هدم تاريخ أحد أبرز مهاجمي الأهلي على مرّ العصور، بطريقة مهينة، وشدّد في أكثر من تصريح أن عماد متعب مستمرّ مع القلعة الحمراء، حتى يتخذ بنفسه قرار الاعتزال، دون ضغط من أي طرف، حتى لو كان المدير الفني للنادي الأهلي "أياً كان اسمه، وأياً كانت حقيقته".
 
الرضا بالقليل.. واللعب كبديل!
 
متعب ليس ببعيد عن كل هذه الملابسات، بل ويعرف ما هو أكثر من ذلك، لكنه في النهاية، يلتزم صمتاً مريباً، رغم أن المؤشرات من حوله تضعه دائماً في دائرة الحرج، بدليل أن جهاز الكرة سارع بالتمديد لزميليه حسام عاشور وعبدالله السعيد لمدة موسمين، رغم أن عقدهما يتزامن في مدته مع عقده، الذي ينتهى آخر الموسم الكروي الحالى، كما تتجه النية إلى فتح ملف التجديد لحسام غالي قائد الأهلي، والذي يكبره بعامين، بعد أن تجاوز الخامسة والثلاثين من عمره، لكن قناعة الجهاز الفني الحالي والسابق والأسبق، بإمكانيات غالي الفنية، وقدراته البدنية، وسماته الشخصية، يجعله دائماً الخيار رقم 1 في الفريق، بصرف النظر عن اسم المدير الفني في القلعة الحمراء.
متعب يدرك أنه ينتظر رصاصة الرحمة، لكنه في النهاية، يلتزم الصمت، يشعر بالضيق من تصنيفه دائماً كلاعب بديل، غير أنه لا يريد افتعال المشكلات، وكأنه يعمل بالحكمة القائلة: "كن راضياً كبديل.. واستمتع باللعب لوقت قليل!"، ولم يتوقف طويلاً أمام رغبة البدري في إبعاده، ساعده على ذلك، أن الضغوط التي سعى إليها بقوة، لإجبار مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة هاني أبوريدة، من أجل إعادة بند الاستبدال في اللائحة خلال يناير، باءت بالفشل الذريع، ما يعني أن متعب سوف يستمر مع الأهلي، حتى نهاية الموسم الكروي الحالي، وليس فقط حتى يناير/كانون الثاني المقبل، فترة الانتقالات الشتوية.
 
وماذا بعد الاعتزال؟
 
مهاجم الأهلي الدولي أفلت من حكم الإعدام في يناير، لكنه يعلم تماماً أن استمراره الموسم المقبل بالقميص الأحمر، بات شبه مستحيل، في ظل الظروف الحالية، حتى مع الإصابة الغامضة لمروان محسن، الصفقة التى كلّفت الأهلي 10 ملايين جنيه، وعدم اقتناع البدري بجدارة جون أنطوي في قيادة القلعة الحمراء.. حيث أن هذه القناعة قديمة حتى قبل أن يرتدى أنطوي قميص الإسماعيلى،لكن يبقى السؤال الذي يدفع متعب للاستمرار في الملاعب حتى الآن: وماذا بعد الاعتزال؟.. هذا السؤال الشائك، هاجس يُطارد كل نجم كبير، بعد أن يغادر مسرح كرة القدم، وبعد أن كان الخيار المتاح لأي لاعب، هو الاتجاه إلى سلك التدريب، أو البحث عن منصب إداري، مثلما فعل زملاؤه هادي خشبة وسيد عبدالحفيظ، ومن قبلهما الخطيب ومجدي عبدالغني، فإن الخيارات اتسعت، لتشمل العمل الإعلامي بشقيه، التقديم مثلما فعل شوبير ووائل رياض وشادي محمد، أو التحليل.. مثلما اتجه محمد أبوتريكة ومحمد بركات وسيد معوّض.. ومعهما على الجانبين إسلام الشاطر.
 
متعب يحتاج إلى قرار حاسم، خصوصا أن أعباءه المالية الضخمة، تجعل من فكرة الانتظار لسنوات، دون عمل، مؤشرًا خطيرًا على التزاماته الشخصية، كما أنه لا يجيد فكرة العمل في "البيزنس" الذي اتجه إليه عدد كبير من نجوم كرة القدم، ممن قرروا إنهاء علاقتهم باللعبة الشعبية الأولى، بعد الاعتزال.
 
الخلافة الملعونة
 
واللافت أن كل محاولات إجبار متعب على الاعتزال، ظهرت بعد أن تولى خلافة القميص رقم 10 في الأهلي، الذي بات معجوناً بلعنة النجم الكبير محمود الخطيب، وصار كل من يرتدى هذا القميص عرضة للرحيل عن الأهلي، بدءً من علاء ميهوب مروراً بعمرو أنور ووليد صلاح الدين ثم وائل رياض "شيتوس"، وأحمد بلال، ومعتز إينو، وأخيراً أحمد شكري، الذي لم يكترث بتحذيرات زملائه من عدم الاقتراب من هذا الرقم، الذي تسبّب في رحيل واعتزال عدد كبير من نجوم الأهلي.
وربما لا يعلم الكثيرون أن محمد أبوتريكة نجم الأهلي الأسطوري، رفض ارتداء القميص رقم 10، وتمسك باستمرار قميصه التاريخي رقم 22، الذي ظل مرتبطاً به، منذ أن ارتدى قميص الأهلي شتاء موسم 2003/2004، وحتى قرّر الاعتزال.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متعب ولعنة قميص الخطيب متعب ولعنة قميص الخطيب



GMT 17:49 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

30 دولة فى بطولة كأس العالم للسلاح للرجال في القاهرة

GMT 03:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

خالد الإتربي يكتب - ١٠ نقاط من فوز الاهلي على سموحة

GMT 02:40 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

كيف قاد فايلر الاهلي للسوبر بمساعدة ميتشو ؟

GMT 05:06 2019 السبت ,11 أيار / مايو

تدخل الاتحاد التونسي في قرارات الكاف

GMT 06:14 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 08:33 2019 الأربعاء ,08 أيار / مايو

التحكيم العربي.. كما نريده ونتمناه

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen