آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

تجديد علوم الدين (1 - 4)

اليمن اليوم-

تجديد علوم الدين 1  4

بقلم : عمار علي حسن

يبدو الدين عند معظم الناس عقيدة Faith قد تتواتر أو تُهمل، ولكن عند قليل من الناس ظاهرة يمكن أن تدرّس تاريخياً أو فلسفياً أو نفسياً أو اجتماعياً، لكن الوصول إلى هذه المرحلة لم يأت بغتة وبلا عناء أو عنت، إنما مر بمراحل متدرجة، وبعد أن دفع الغربيون أثماناً باهظة.

فبعد زمن من هيمنة الدين على العلم فى القرون الوسطى بأوروبا، أخذ العلم مع القرن التاسع عشر يتجاهل الدين، ويعد نفسه قائماً أكثر فأكثر على التجربة الموضوعية وحدها، وليس له موضوع آخر سوى كشف العلاقات المستمدة من الظواهر، معتبراً أن الدين مسألة مؤسسة على مسار آخر، ويسعى إلى أهداف مختلفة، ولذا فعلى العالم حين يدخل معمله أن يترك معتقداته الدينية على الباب ويستردها وهو خارج. وبذا لم يعد العلم والدين مظهرين متماثلين لموضوع واحد وهو العقل، مثلما كان قائماً فى الفلسفة الإغريقية، ولم يعدا حقيقتين يمكن التوفيق بينهما مثلما الحال عند المدرسيين، ولم يعد العقل ضامناً مشتركاً لهما كما هو الحال عند العقليين المحدثين، فكلاهما مطلق على طريقته، وكلاهما متميز عن الآخر من كل وجه.. وإلى هذا الاستقلال المتبادل يرجع الفضل فى إمكان وجودهما معاً فى ضمير واحد، بحيث يقومان جنباً إلى جنب كأنهما ذرتان ماديتان صامدتان ومتجاورتان فى المكان، وقد تفاهما، ضمناً أو صراحة، على أن يتفادى أحدهما بحث مبادئ الآخر، لقد كان شعار العصر الاحترام المتبادل للأوضاع المكتسبة، مما أفضى إلى أمن وحرية كل منهما.

وهذا التباين وقف عند النظر إلى «الدين» كمعتقد و«العلم» كتجريب، لكن بالانتقال إلى مجال «التدين» أو «التجربة الدينية» أصبح بمكنة مختلف العلوم أن تدرسها، ومن شتى الزوايا، بغية تفسيرها أو تقويمها، أو الاثنين معاً.

ومثل هذه الدراسة تساهم، من دون شك، فى إطلاق التنوير الدينى، لأنها تكشف ما يرتبط بالدين من معارف وقيم واتجاهات، وتبين تفاعلات النصوص الدينية مع الواقع المتغير، والثقافات المختلفة، والتقاليد والأعراف المتنوعة، والمصالح والمنافع البشرية التى لا تكف عن طلب المزيد من القوة فى كل زمان ومكان، كما أنها تحدد حجم «الإلهى» و«البشرى» فى الممارسة الدينية، فتنزع القداسة عن الثانى وتمنحها للأول فقط، دون أن يكون من حق أى طرف من البشر، فرداً كان أو مؤسسة، تنظيماً أو جماعة، أن يحتكر الحديث باسم هذا المقدس، أو يدعى أنه يقف على أسراره وحده، أو يستغله فى تحصيل مكانة اجتماعية أو حيازة ثروة أو بلوغ سلطة سياسية.

وهناك علوم عدة لا بد من إدخالها فى الدراسات الإسلامية، أو «علوم الإسلام»، على مستويين؛ الأول هو وجود هذه الحقول المعرفية ضمن المناهج التى تدرّس فى المعاهد والمدارس والكليات الدينية، وثانيها رؤية المساقات التى تدرّس حالياً من فقه وتفسير وعلم حديث وعلم كلام وعقائد.. إلخ من خلال هذه الحقول، التى يقاوم الكثيرون من واضعى العلوم الدينية وشارحيها إدخالها ضمن المناهج التى يَدرسُونها ويُدرسُونها.

(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)

   

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجديد علوم الدين 1  4 تجديد علوم الدين 1  4



GMT 06:58 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

بين الشائعات والإرهاب وخطر النفاق والاستبداد

GMT 23:56 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

2019 سيكون مختلفًا.. وقضايا أخرى

GMT 06:39 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

آفة أن يُحارَب الفساد باليسار ويُعان باليمين

GMT 07:27 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

الكتابة تحت حد السيف
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 05:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

نشاطات واعدة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 21:22 2016 السبت ,30 تموز / يوليو

فوائد الكرفس

GMT 17:35 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

حمام " الصالحين " يتمتع بخدمات صحية للمرضى في الجزائر

GMT 01:52 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

سُلاف فواخرجي توضح أسباب انسحابها من "باب الحارة"
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen