آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

الصلح خير

اليمن اليوم-

الصلح خير

عمرو الشوبكي
بقلم -عمرو الشوبكي

تواصل مسؤولون أتراك وإسرائيليون لحل المشاكل العالقة بين البلدين فى أعقاب اعتداء القوات الإسرائيلية على أسطول الحرية، ما أسفر عن مقتل 16 شخصا، بينهم 10 أتراك، فى مجزرة حقيقية بحق نشطاء سلميين أرادوا فك الحصار عن قطاع غزة رمزيا.

ومنذ ذلك التاريخ استمرت القطيعة بين البلدين لفترة ناهزت الـ6 سنوات، تدهورت فيها العلاقة بين البلدين دون أن تصل إلى درجة القطيعة الكاملة.

ورغم أن تركيا لم تفعل أكثر مما كانت تفعله مصر فى مواجهة العدوان الإسرائيلى، أى الإدانة والشجب، إلا أنها لعبت بورقة حماس فى إطار حساباتها الإقليمية، وفى ظل رغبة أردوجان فى «عكننة» النظام المصرى لصالح الإخوان.

والحقيقة أن علاقة تركيا بإسرائيل تختلف جذريا عن علاقة الأخيرة بالعالم العربى، فتركيا لم ولن تكون دولة مواجهة ضد إسرائيل، وهى لم ولن تكون فى حالة حرب معها، إنما هى دافعت عن حقوق مواطنيها الذين قتلوا على يد جيش الاحتلال الإسرائيلى، ونجحت فى أن تحصل لهم على تعويضات مناسبة، من بلد اعتاد أن يبتز العالم ولا يدفع ثمن احتلاله لأرض الغير منذ عقود.

تركيا لديها القدرة أن تختلف مع إسرائيل، لأنها بلد قوى اقتصاديا ومؤثر إقليميا، ولكنها لم تعتبرها كيانا عدوا يجب محاربته، إنما هى دولة يمكن أن تختلف معها، ويمكن أن تتحالف معها، وقد تتضامن مع القضية الفلسطينية إنسانيا وأحيانا سياسيا.

مازلت أذكر ندوة حضرتها فى إسطنبول منذ ما يقرب من 10 سنوات، شارك فيها عدد من أساتذة العلوم السياسية فى جامعة القاهرة مع نظرائهم الأتراك، وكان حضور التيار المؤيد لحزب أردوجان كبيرا ونبرة الخطاب الإسلامى حاضرة، وأذكر أنى فى نهايات اليوم الأول وقفت وأستاذة علوم سياسية مصرية إسلامية مع أحد قيادات حركة فتح الله كولن (وهى حركة ذات توجه إسلامى حضارى ومستنير دعمت أردوجان بشدة فى البداية، وساهمت فى وصوله للسلطة، ثم اختلف معها بقسوة فى السنوات الأخيرة ونكل بكثير من قادتها)، وسألت الرجل لماذا لا تشارك معنا فى أعمال المؤتمر فى اليوم التالى، فرد الرجل لأنى «سأسافر إلى تل أبيب لحضور مؤتمر عن حوار الأديان»، وهنا أسقط فى يدى ولم أكن أتوقع أن هذا الرجل المتدين الذى يخرج فى كل جلسة لأداء الصلاة فى موعدها «يطبع» مع إسرائيل.

والحقيقة أن الرجل مثل كثير من الأتراك لا يعتبر أن هناك من الأصل قضية اسمها التطبيع، وهو يأتى من خلفية ثقافية وسياسية بعيدة تماما عن خبرة التحرر الوطنى، التى آمنا بها فى العالم العربى، فإسرائيل احتلت أرضنا نحن وليس أرضا تركية، ومهما حاول البعض أن «يؤسلم» الصراع العربى- الإسرائيلى إلا أن الواقع يقول إن علاقة الأتراك (وحتى إيران رغم الشعارات الإسلامية) بإسرائيل هى علاقة بين دولتين ليس بينهما مشاكل وجودية، ويعتبر كثيرون من النخب التركية أن إسرائيل دولة عاقلة ديمقراطية، وكثيرا ما ردد مسؤولون أتراك أن كلا البلدين هما واحة الديمقراطية فى المنطقة.

سواء تضامنت تركيا مع القضية الفلسطينية أم لا، وبعيدا عن كوننا نحب أردوجان أو نكرهه، فيجب أن نعلم أن الصلح التركى- الإسرائيلى له ما يعززه فى الواقع الاجتماعى والسياسى التركى، وأن تضامن قطاع واسع من الشعب التركى مع فلسطين لا يلغى أن علاقتها بإسرائيل لم ولن تصل إلى نقطة لا عودة مثلما تفعل دول أوروبية كثيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصلح خير الصلح خير



GMT 05:24 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

الساحل الشمالى

GMT 13:23 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

الساحل الشمالى

GMT 12:11 2020 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

حوار الدوران الحر

GMT 07:34 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

المسار السياسي

GMT 09:39 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الحقبة العثمانية
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 04:29 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

8 أشياء عن "جسر العمالقة" جعلته الأكثر شعبية في بريطانيا

GMT 02:30 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 19:29 2016 الأحد ,04 أيلول / سبتمبر

فوائد الشطة لتخفيف نزلات البرد

GMT 13:15 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حامل اللقب واريورز يخسر مباراة القمة أمام رابتورز

GMT 20:47 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيورنتينا يكتسح روما بسباعية في كأس إيطاليا

GMT 16:53 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

هل تواصل إسبانيا عزف "السيموفونية الناقصة" أمام ألبانيا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen