آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

سوريا فى «سوتشى»

اليمن اليوم-

سوريا فى «سوتشى»

بقلم - عمرو الشوبكي

انتهت أمس الأول أعمال مؤتمر سوتشى للحوار بين الحكومة السورية وممثلين عن المعارضة برعاية روسية، وبمقاطعة عدد من الفصائل المسلحة القريبة من تركيا أو المحسوبة على التيارات الإسلامية.

والحقيقة أن مسار سوتشى ومسار أستانة اللذين ترعاهما روسيا جاءا عقب فشل مفاوضات جنيف التى يشرف عليها المبعوث الأممى ستيفان دى مستورا، بين الحكومة السورية والمعارضة فى تحقيق أى تقدم يذكر حتى الآن عبر تسع جولات، وسعت روسيا بالتوازى مع مسار جنيف إلى خلق مسار سياسى جديد لحل الأزمة السورية منذ تدخلها العسكرى فى سوريا وحسمها الصراع تقريبا لصالح النظام الحاكم.

وقد خلص مؤتمر سوتشى إلى إصدار بيان جاء فيه: «اتفقنا على تأليف لجنة دستورية تتشكل من وفد الحكومة فى الجمهورية العربية السورية ووفد معارض واسع التمثيل، وذلك بغرض صياغة إصلاح دستورى يسهم فى التسوية السياسية التى ترعاها الأمم المتحدة وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254».

والحقيقة أن ما تقوم به روسيا حاليا هو محاولة لحصد ثمار تدخلها العسكرى بتحقيق مكاسب سياسية قائمة على تثبيت شرعية النظام القائم وإجراء بعض الإصلاحات من داخله، وهو الأمر الذى يقبله تيار واسع من المعارضة السورية (الغالبية العظمى من معارضة الداخل غير المسلحة وقطاع من معارضة الخارج)، ولذا نجدها أصرت على وضع علم الدولة السورية فقط فى مفاوضات سوتشى ورفضت وضع علم المعارضة (وهو ما أدى لانسحاب بعض فصائلها) فى إشارة واضحة لتمسكها بالدولة القائمة.

إن الغطاء السياسى لأى تحرك عسكرى خارج الحدود أمر بديهى، ولم يحدث لأى دولة أن حركت جنديا واحدا، أو قامت بضربات جوية أو تدخل عسكرى دون أن تمتلك غطاء سياسيا بالحق أو بالباطل، فأمريكا حين غزت العراق عام 2003 قدمت فى نفس الوقت واحدا من أفشل مشاريع التغيير السياسى فى العالم تحت غطاء بناء الديمقراطية وإسقاط «الدول الوطنية العربية الاستبدادية»، وكذلك الاتحاد السوفيتى حين تدخل فى كل بقاع الأرض كان مشروعه السياسى الدفاع عن الشيوعية أو زرعها، وإيران تدخلت تحت غطاء الدفاع عن المستضعفين والثورة الإسلامية، وعبدالناصر تدخل فى الجزائر واليمن والسودان والمغرب والخليج وأفريقيا من أجل الاستقلال والتحرر الوطنى ومواجهة الاستعمار، وإسرائيل ارتكبت مجازر فى غزة لا حصر لها تحت حجة مكافحة الإرهاب.

والسؤال المطروح هل تستطيع روسيا أن تقدم حلا سياسيا للأزمة السورية أم ستكتفى بتوجيه ضربات لكل المعارضين سواء كانوا من الدواعش أو الجيش الحر؟

الحقيقة أن فكرة إجراء إصلاح سياسى ودستورى على النظام القائم يفضى فى النهاية إلى رحيل بشار الأسد هو المسار الصحيح فى مواجهة مسار إسقاط النظام والدولة فى سوريا لصالح التنظيمات التكفيرية والجهادية بعد أن ثبت بالدليل القطعى ضعف القوى المدنية الديمقراطية على الأرض وكارثية خيار إسقاط ما تبقى من الدولة والجيش السورى.

وتبقى مشكلة الخيار السياسى الروسى عند النظام السورى الذى مازال حتى مؤتمر سوتشى يماطل فى إجراء أى إصلاحات سياسية ودستورية على نظامه، فهل ستستطيع روسيا أن تفرض ما عجزت أمريكا ومسار جنيف عن القيام به؟ وارد بدرجة كبيرة أن تنجح روسيا فى حلحلة الوضع القائم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا فى «سوتشى» سوريا فى «سوتشى»



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 10:48 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

هيونداي تكشف عن سيارتها "H1 2018" بتحديثات جديدة

GMT 16:44 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نادي أتلتيكو مدريد يكشف حجم إصابة توماس ليمار

GMT 01:14 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

مقتل شخص وإصابة العشرات في زلزال على ساحل الإكوادور

GMT 03:52 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

توزيع الوسائد على الأرض للحصول على ديكور جذاب

GMT 02:44 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختاري إطلالتك على طريقة مدونة الأزياء دلال الدوب

GMT 02:44 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة وصاخبة في حياتك العاطفية

GMT 19:18 2016 الثلاثاء ,12 تموز / يوليو

فوائد صحية لبذور دوار الشمس

GMT 03:54 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مغارة "جعيتا" لمغامرة جديدة ومميّزة في لبنان
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen