آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

لمن فرحوا بترامب

اليمن اليوم-

لمن فرحوا بترامب

بقلم - عمرو الشوبكي

مر أكثر من عام على حكم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وتراجع صوت الفرحين بقدومه بعد أن اتضح سوء سياساته فى الداخل والخارج، وأصبحت فرص عدم إعادة انتخابه مرة أخرى راجحة.

مؤسف وسطحى أن يخلط الكثيرون بين موقفهم الرافض لهيلارى كلينتون بعد دعمها للإخوان، والمعارض لـ 30 يونيو، وبين تهليلهم لفوز ترامب نكاية فى كلينتون فهو موقف يذكرنا فى الحقيقة بما هو أسوأ من موقف عاصرى الليمونة حين انتخبوا مرشح الجماعة الدينية (محمد مرسى)، متصورين أنه مرشح الثورة بدلا من مرشح الدولة الوطنية (أحمد شفيق) على اعتبار أنه «فلول» وكانت التداعيات على مصر مدوية.

وصل ترامب للسلطة وهو يحمل ثقافة «المعلم المليونير» معتمدا على شركاته الكبرى قبل حزبه الجمهورى الذى لحق به مضطرا وبتعليم محدود وثقافة عامة منعدمة ونظرة سطحية وعنصرية للعالم والآخر.

والحقيقة أن تجربة ترامب لاقت هوى لدى البعض فى بلادنا على اعتبار أنه يحمل موقفا أكثر تشددا من الإرهاب ومن جماعة الإخوان المسلمين، ولكنها نست أو تناست أنه بجوار هذا الموقف فإن الرجل يكره الإسلام والمسلمين، وأن ترامب التاجر ليست له علاقة بالمفاهيم الحديثة التى عرفها العالم منذ نهايات القرن الماضى لتصحيح جانب من الخلل فى علاقة الشمال بالجنوب فليس بالضرورة أن تكسب الولايات المتحدة أرباحا نقدية فى تبادلاتها التجارية مع المكسيك ولا من مساعدتها لمصر، إنما هى ستكسب بالتأكيد حين تساعد دول الجنوب على إحداث التنمية والاستقرار وترسيخ قيم الاعتماد المتبادل حتى لا تصبح أمريكا مستهدفة بهجرة تارة وبإرهاب تارة أخرى لن يستطيع مائة جدار عازل مثل الذى ينوى ترامب إقامته مع المكسيك أن يوقفهما.

يقينا معضلة ترامب ليست أساسا فى تصريحاته المنفلتة ولا فى كراهيته للأجانب وفى القلب منهم العرب والمسلمون، لأن هناك تيارا واسعا فى الغرب بات يكرههم عقب ربط الإرهاب بالمسلمين، إنما فى كونه حاملا لمشروع عقائدى متطرف قادر على إيذاء العالم العربى كما جرى مع قراراه باعتبار القدس العربية المحتلة عاصمة لدولة إسرائيل، وأيضا إيذاء أمريكا ومعها العالم أجمع.

من فرحوا بترامب فى بلادنا نسوا أو تناسوا أنهم يهللون لرئيس يحمل نظرة احتقار لكل الشعوب غير البيضاء و«يخص بالذكر» العالمين العربى والإسلامى، ومع ذلك فرحوا بمجيئه وكأنهم يشاركونه نفس نظرته لشعوبهم المغلوبة على أمرها.

من فرحوا بترامب من المسلمين تصوروا أن عنصريته لن تطالهم باعتبارهم فى وضع متفوق فى بلادهم حتى فرض قيود كثيرة على دخولهم الأراضى الأمريكية، ومن فرحوا به من المسيحيين فعليهم أن يتذكروا أن كل من قالوا إنهم سيقضون على «الإرهاب الإسلامى» من الجمهوريين الأمريكيين وأبرزهم جورج بوش الابن كانت سياستهم وقودا للمتطرفين، ووبالا على المسيحيين العرب وبفضلهم تم تهجير مليون مسيحى من العراق من أصل مليون وربع.

التوجهات العنصرية لا تحمى أغلبية ولا أقلية ولا مسلمين ولا مسيحيين، وانتظروا ما هو أسوأ من إدارة ترامب لأننا فى مصر نعيش فى بلد عربى جنوبى نامٍ وليس فى الشمال المتقدم، وهذا لن يغيره أى تفاعل كيميائى بين الرئيسين ترامب والسيسى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمن فرحوا بترامب لمن فرحوا بترامب



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 18:38 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لابورت لاعب بلباو يُفسّر رفضه اللعب لكل من سيتي وبرشلونة

GMT 11:30 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

15 قاعدة في الأناقة تعلمك إياها أمل كلوني

GMT 08:04 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

البعثة السويسرية تعرض 10 قطع أثرية مهمة في وادي الملوك

GMT 16:22 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة تونس تقفل تدولات الاربعاء على ارتفاع

GMT 12:37 2021 الثلاثاء ,13 تموز / يوليو

أفكار ديكور تساهم في تجديد الطاقة في مكتب العمل

GMT 06:14 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل عطور الخريف والشتاء

GMT 23:47 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

بابا الفاتيكان يُطلق تطبيقًا رقميًا للصلاة معه

GMT 21:21 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

عمر السومة يبيّن أن كريستيانو رونالدو هو الأفضل في العالم

GMT 18:30 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عازف القانون ماجد سرور يخطف أنظار الجمهور في دار الأوبرا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen