آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

القدس عربية

اليمن اليوم-

القدس عربية

بقلم - عمرو الشوبكي

لو كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يعلم أن نقله السفارة الأمريكية للقدس واعترافه بها عاصمة للدولة العبرية سيثير ردود فعل مؤثرة لدى حلفائه وأصدقائه العرب، لما أقدم على هذه الخطوة التى جاءت كحصيلة لسنوات طويلة من الفشل العربى داخليا وخارجيا، وجاءت الخطوة الأمريكية لتوقع عليه «بالبنط العريض».

القدس التى تراجع حلمنا فى عروبتها من المدينة كلها إلى قسمها الشرقى إلى بعض أحيائها، إلى المسجد الأقصى، لم يؤد إلى حصولنا على أى جزء منها، لأن المشكلة لم تكن قضية سوء تفاوض، إنما فشل كامل لأمة انشغلت فى صراعاتها الداخلية حتى ضعف وزنها الدولى وأصبح العالم غير مستعد للاستماع لأى حديث عن أن الصراع العربى الإسرائيلى هو سبب انتشار الإرهاب والفشل العربى، لأن أماكن الإرهاب صارت بعيدة كل البعد عن القضية الفلسطينية، فأصبحت المجتمعات والنظم والميليشيات تشارك فى قتل بعضها البعض فى أكثر من بلد عربى دون أن تطلق جميعها طلقة واحدة على إسرائيل، بل وشهدنا صراعات دموية فى سوريا والعراق واليمن وليبيا وسيناء لا مع إسرائيل، وقتل الإرهابيين التكفيريين المصلين فى المساجد والكناس ولم يطلقوا طلقة شاردة على إسرائيل، حتى أصبحوا عنوانا رئيسيا للفشل فى بيئتنا العربية الإسلامية.

الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل حصيلة واقع عربى مهزوم، غير قادر على الفعل ولا البناء فى الداخل والمواجهة فى الخارج، وعلينا ألا نتصور أن يأخذنا العالم بجدية طالما بقيت أحوالنا على ما هى عليه.

هل نستطيع أن نقول الآن إن إسرائيل فقط سبب مصائبنا؟ هل نستطيع أن نقول إن الاحتلال الإسرائيلى فقط هو الذى يرتكب جرائم بحق المدنيين، أم أن العرب قتلوا بأيديهم 300 ألف شخص فى سوريا، وشهدنا حربا أهلية فى ليبيا، ونظما مستبدة ترتكب جرائم فى كل مكان لم يتفوق عليها إلا الدواعش والتنظيمات التكفيرية.

فى العالم العربى هناك حكام مستبدون قضيتهم الأولى البقاء فى السلطة وقهر شعوبهم لا مواجهة إسرائيل ولو بالكلمة، ولدينا تنظيمات إرهابية تكفيرية تذبح وتقتل عربا، ولدينا ميليشيات متحاربة فى دول غائبة، ولدينا محاولات على أصابع اليد الواحدة لبلاد عربية نجحت فقط أن تقف على رجلها وامتلكت دولة وطنية راسخة وهامش حريات معقولا، دون أن تستطيع أن تخرج من براثن التخلف إلى آفاق التقدم، إنما بقيت فقط واقفة على قدمها، دون أن تكون قادرة على قيادة أى حملة قانونية أو سياسية ضد الاحتلال الإسرائيلى.

بكل أسف لن يستطيع العرب وقف القرار الأمريكى الصادم بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فالسعودية ومعها معظم الدول الخليجية تعتبر إيران أكثر خطرا من إسرائيل وتبحث عن دعم ترامب فى مواجهة إيران، ومصر ترى أن الإرهاب فى سيناء أكثر خطورة على مستقبلها وأمنها من إسرائيل.

ورغم أن القضية العادلة الوحيدة التى يملكها العالم العربى الآن هى القضية الفلسطينية، إلا أنه لم يعد قادرا على الدفاع عنها لأنه لم يعد يعرف معنى وقيمة العدالة فى داخل نظمه، ولم يعد مؤثرا فى الخارج.

قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل هو ليس فقط رسالة استخفاف واستهانة بالعالم العربى، إنما أيضا إقرار بفشلنا الحكومى والمجتمعى.

القدس عربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القدس عربية القدس عربية



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 18:38 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لابورت لاعب بلباو يُفسّر رفضه اللعب لكل من سيتي وبرشلونة

GMT 11:30 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

15 قاعدة في الأناقة تعلمك إياها أمل كلوني

GMT 08:04 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

البعثة السويسرية تعرض 10 قطع أثرية مهمة في وادي الملوك

GMT 16:22 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة تونس تقفل تدولات الاربعاء على ارتفاع

GMT 12:37 2021 الثلاثاء ,13 تموز / يوليو

أفكار ديكور تساهم في تجديد الطاقة في مكتب العمل

GMT 06:14 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل عطور الخريف والشتاء

GMT 23:47 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

بابا الفاتيكان يُطلق تطبيقًا رقميًا للصلاة معه

GMT 21:21 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

عمر السومة يبيّن أن كريستيانو رونالدو هو الأفضل في العالم

GMT 18:30 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عازف القانون ماجد سرور يخطف أنظار الجمهور في دار الأوبرا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen