آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

حسابات شفيق

اليمن اليوم-

حسابات شفيق

بقلم - عمرو الشوبكي

يبدو أن الفريق شفيق لم يحسب جيدا تبعات اتخاذه قراره الفجائى بالترشح من خارج الحدود، وتصوره أن قرار الترشح سيعطيه حصانة، بما يعنى أنه لم يقرأ جيدا تحولات المشهد السياسى فى مصر وسيطرة الحسابات الأمنية على ما عداها من أى حسابات أخرى.

يقينا من حق الرجل أن يترشح، ويقينا أيضا أن جانبا من الحملة التى شُنت ضده بذيئة وظالمة، وتضر بالدولة والنظام السياسى، إلا أن السؤال: كيف حسب الفريق شفيق حساباته وجعلته يتسرع بهذه الطريقة ويعلن ترشحه فى الانتخابات قبل عودته لمصر؟

من الواضح أن الفريق كان يتصور أن ترشحه لانتخابات الرئاسة سيحرك المياه الراكدة، وسيجعل هناك قدرا من التضامن الشعبى والسياسى معه، خاصة أنه حصل فى انتخابات 2012 على حوالى 12 مليون صوت، ونسى أن الشعب حاليا خارج أى معادلة سياسية سواء كانت مؤيدة أو معارضة، كما أنه لا توجد من الأصل حياة سياسية حتى يراهن على تحريكها بقرار ترشحه.

إن شفيق ليس الإمام الخمينى لكى يقود ثورة من منفاه ومعه تنظيم عقائدى وملايين المتظاهرين فى الشوارع، إنما هو رجل وطنى قادم من داخل الدولة ومثل جناحا آخر لنفس النظام الحاكم، وامتلك شجاعة مواجهة الإخوان عبر أصوات الشعب حين اختفى وقتها كثيرون من أصحاب الصوت العالى حاليا، وبالتالى قرار ترشحه يجب ألا يكون قرارا عنتريا ولا ثوريا إنما حسبة تخضع للمكسب والخسارة.

حسابات المكسب تقول إن الرجل الذى ظل منفيا لأكثر من 5 سنوات كان يجب عليه أولا أن يعود لبلده ويتواصل مع زملائه السابقين فى الجيش والأجهزة الأمنية ويستمع إلى رأيهم فى الترشح، ويتواصل مع مؤيديه الذين أصبح جزء كبير منهم من مؤيدى الرئيس السيسى أيضا.

ولعل ما أشار إليه الأستاذ مكرم محمد أحمد فى مقاله بالأهرام عن حديثه مع شفيق منذ 6 أشهر ونصيحته له بعدم الترشح له أكثر من دلالة، فكان يجب عليه أن يجرى عشرات الاتصالات على أرض مصر، وبعد أن يعيش الحالة الشعبية والسياسية والأمنية فى الواقع ولا يفاجأ بها لحظة وصوله مطار القاهرة.

يقينا هناك تيار واسع من المصريين مع ترشحه ولو من باب فتح المجال العام والسياسى بظهور مرشح قوى حتى لو اختلفوا معه، وكان يمكن للرجل بعد عودته لمصر أن يقرر حسبة الترشح فى الانتخابات من عدمه. أما ما جرى فقد فتح عليه أبواب ضغوط كبيرة، فليس هناك ظهير شعبى له ولغيره إنما أدوات لمن فى السلطة، كما أنه لا توجد حصانة لأحد حتى لو كان بوزن شفيق، الذى واجه الإخوان بآلية ديمقراطية محترمة (طلع فى الآخر إخوان) وكان أيضا أحد أبطال حرب أكتوبر.

يقينا الضغوط التى مورست على الرجل كبيرة، وأرجح أن تكون غير متوقعة، وسواء أكمل السباق أم انسحب فقد تسرع فى إعلان الترشح قبل العودة إلى مصر.

فوفق الحسابات الأمنية الحالية (المنزوع منها أى سياسة) فإن «قص» شفيق قبل أن تبدأ المعركة الانتخابية وصنع حالة مجتمعية، حسبة أمنية صحيحة، ولكن تبقى حسبة خاطئة فى المستقبل المنظور لأنه لا يمكن أن يدار بلد بالأمن فقط ويغيب الشعب والسياسة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسابات شفيق حسابات شفيق



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen