آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

لا يصلح التعليم

اليمن اليوم-

لا يصلح التعليم

بقلم - عمرو الشوبكي

الرؤى الإصلاحية المتناثرة التى طرحها وزير التعليم عجز عن أن يحولها إلى واقع معاش، ينقل تعليمنا البائس خطوة واحدة للأمام، بل إن جانبا من سياساته بات يمثل تهديدا حقيقيا للعملية التعليمية، ولا علاقة له بأى تجربة تعليم ناجحة.

وقد استهدفت قرارات وزارة التعليم مؤخرا المدارس الخاصة (National) والتجريبية بتدمير بعض نقاط التمايز التى يدفع كثيرون من أبناء الطبقة الوسطى ثمنها بصعوبة من أجل أن ينال أبناؤهم تعليما أفضل، سواء بالنسبة للغات أو غيره.

والحقيقة أن الحجة التى رددت عقب الإعلان عن فرض مناهج المدارس الحكومية على كل المدارس الخاصة وإلغاء المستوى الرفيع للغة الإنجليزية وإلغاء اللغة الأجنبية الثانية هو توحيد نظام التعليم والقيم الوطنية، فى حين لم يقترب الوزير من المدارس الـinternational رغم أنها على أرض مصر، لأن من يتعلم فيها فئات «واصلة» وحجم البيزنس المرتبط بها صعب الاقتراب منه.

الصادم فى قرار الوزير أنه لم يفهم فلسفة إصلاح أى نظام تعليمى فى العالم، فبلد مثل فرنسا الذى يتميز بقوة مستوى التعليم فى مدارسة وجامعاته الحكومية (التعليم فى فرنسا بالمجان للطلاب الفرنسيين والأجانب، وكذلك ألمانيا وغيرها من بلاد العالم)، فحين حاول الرئيس الاشتراكى الفرنسى فرانسوا ميتران أن يوحد نظام التعليم خرجت مظاهرات حاشدة دفعته للتراجع عن قراراته، وأصبح الخط المعتمد لتطوير التعليم عمليا وليس بالشعارات يبدأ من إصلاح التعليم الحكومى العام، وليس استهداف التعليم الخاص، فيدعم ويطور دراسة  اللغة العربية فى المدارس الحكومية والخاصة (التى يهينها كثير من المسؤولين) والاعتزاز بها فى الشوارع والإعلانات وفى التعاملات التجارية (وهو ما لا يحدث)، ثم تطوير تعليم اللغات الأجنبية ومناهج التعليم.

فى بلاد مثل السويد وفرنسا وألمانيا، حيث مجتمعات المساواة والعدالة الاجتماعية ومجانية التعليم، يوجد فيها مدارس  خاصة، ولكى تجذب تلاميذ فهى تضيف أو تركز على أشياء لا تقدمها عادة المدارس الحكومية، مثل بعض الفنون أو لغات أجنبية أو نشاط رياضى وهكذا، ولم يعتبر أحد أن هذه المدارس مصدر خطر لأنهم حلوا المشكلة الأساسية وهى قوة مستوى التعليم فى المدارس الحكومية.

ما فعله وزير التعليم هو عكس المطلوب، فبدلا من أن يطور التعليم الحكومى المتراجع قام باستهداف مدارس  الطبقة الوسطى الخاصة، بإلغاء كل نقاط التمايز التى تتمتع بها.

الصادم أن كثيرين من أصحاب ومديرى المدارس الخاصة، بالاتفاق مع أولياء الأمور، قرروا أن يدرسوا نفس المناهج القديمة بعد شطب كلمة «المنهج الفرنسى» أو الإنجليزى مثلا ووضع كلمة نشاط بدلا منها، وهى تدل على حجم الازدواجية التى نعيش فيها وحجم الانفصام بين ما هو ظاهر وباطن.

أتمنى أن تراجع الدولة نفسها مرة أخرى لتعرف ما إذا كان وزير التعليم يصلح التعليم فعلا أم يفعل العكس.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا يصلح التعليم لا يصلح التعليم



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen