آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

انفصال أم طلاق بين السبسى والنهضة

اليمن اليوم-

انفصال أم طلاق بين السبسى والنهضة

بقلم - عمرو الشوبكي

قرار الرئيس التونسى الباجى قائد سبسى بفك التوافق مع حركة النهضة التونسية كان يمكن اختزاله فى أعقاب الثورة التونسية بأنه تجسيد للاستقطاب المدنى العلمانى، وأنه بداية صراع مفتوح على الهوية ومدنية الدولة بين تيار مدنى علمانى متجذر وبين التيار الإسلامى.

وإذا كان من الصعب تجاهل الجانب الفكرى بالكامل كأحد أسباب فك الشراكة بين الرئيس التونسى وبين النهضة إلا أنه ليس السبب الرئيسى وراء إنهاء 5 سنوات من التوافق السياسى بين الجانبين.

والحقيقة أن أهمية تجربة تونس وأحد أبرز جوانبها الإيجابية (رغم بعض الإخفاقات) هو نجاحها فى تحويل «صراعات الوجود»، فى كثير من البلدان العربية، بين التيارات السياسية الرئيسية، خاصة بين التيارات المدنية والإسلامية إلى صراعات سياسية تقبل بالحلول الوسط والمناورات المتبادلة.

والحقيقة أن فك التوافق بين نداء تونس الذى يعبر عنه الرئيس وبين حركة النهضة جاء عقب تأييد الأخيرة لرئيس الوزراء يوسف الشاهد المجمدة عضويته فى النداء عقب خلاف عميق مع نجل الرئيس التونسى حافظ السبسى الذى يقود حزب نداء تونس والطامح فى خلافة أبيه فى رئاسة الجمهورية. والحقيقة أن النهضة قررت أن تدعم يوسف الشاهد لكى يستمر فى رئاسة الحكومة على خلاف رأى معظم أعضاء نداء تونس، وأعلنت أن نوابها سيصوتون لصالحه لكى يستمر كرئيس للوزراء.

والحقيقة أن هناك تذمرا لدى قطاعات واسعة من المجتمع التونسى من أداء رئيس الحكومة ومن تفاقم الأزمة الاقتصادية، ولأن النهضة لم تعط طوال تاريخها اهتماما بالقضايا الاجتماعية فركزت على مصلحتها السياسية فى إضعاف نداء تونس بدعم انشقاق أحد قادته (أى الشاهد)، ثم دعمها له كرئيس حكومة، ثم من الوارد أن تتخلى عنه مستقبلا بعد أن تحقق هدفها وهو انقسام النداء.

فك التوافق بين الرئيس وتياره، وبين حركة النهضة جاء على أرضية المصالح السياسية أكثر منه خلاف عقائدى رغم أن هناك تصريحا سابقا للرئيس التونسى يقول فيه: «قد نكون أخطانا فى التقييم بأننا يمكن أن ننجح فى تقريب النهضة لخانة المدنية».

ومع ذلك فقد تخلت حركة النهضة بعملية شديدة عن الدفاع عن قضايا الشريعة أكثر من مرة، وما اعتبرته قوى تقليدية ودينية كثيرة فى تونس من «الثوابت الدينية»، فقد كان موقف النهضة من ملف شديد الحساسية مثل المساواة فى الإرث بين الرجل والمرأة أقرب للتأييد أو الحياد ولم تعارض قرار الرئيس التونسى وتركت معارضته لتيارات محافظة واسعة داخل المجتمع التونسى.

فك التوافق مع النهضة قد يكون طلاقا مع الرئيس وانفصالا عن تياره لأنه ربما تأتى مرحلة ليست بعيدة وتتخلى النهضة عن رئيس الحكومة الذى تدعمه الآن نكاية فى منافسها نداء تونس، وهكذا تدور الدوائر.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفصال أم طلاق بين السبسى والنهضة انفصال أم طلاق بين السبسى والنهضة



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 18:41 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

وزنياكي تحرز لقب البطولة الختامية لموسم تنس السيدات

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

دعاء لاشين تكشف عن أحدث تصميماتها مِن الورود

GMT 17:26 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

الفوائد الصحية والغذائية لفاكهة الكمثري

GMT 04:44 2018 الأحد ,06 أيار / مايو

عصر الفلوس البلاستيك

GMT 07:37 2016 الخميس ,02 حزيران / يونيو

نيسان تحقق مبيعات عالية في الولايات المتحدة

GMT 03:06 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مجدي بدران يؤكد أن انفراد الشخص بذاته من علامات الاكتئاب

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 18:43 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة اليمنية بلقيس تفاجئ الجمهور بحملها على "إنستغرام"
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon