آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

تعثرنا الأوليمبي

اليمن اليوم-

تعثرنا الأوليمبي

عمرو الشوبكي
بقلم : عمرو الشوبكي

وجود ثلاث أبطال مصريين حصلوا على ميداليات برونزية فى أوليمبياد «ريو دى جانيرو» الشهر الماضى، أمر يثير الإعجاب والفخر بهؤلاء الشباب، الذين بذلوا الجهد والعرق حتى حصلوا على مكانة عالمية رغم غياب أى خطط حكومية لإعداد الأبطال الأوليمبيين.

ويبقى السؤال: لماذا ظلت أوليمبياد أثينا فى 2004 علامة مميزة فى تاريخ مشاركة مصر فى البطولة العالمية الأكبر؟ فهى المرة الأولى التى تحصل فيها مصر على ميدالية ذهبية منذ عام 1948، حتى بدت أوليمبياد 2004 علامة مضيئة مقارنة بما هو قبلها وبعدها.

يقيناً هناك إجابات سهلة عن أسباب تعثر الرياضة فى مصر وعدم قدرتها على تحقيق نتائج طيبة فى الدورات الأوليمبية، على اعتبار أن ذلك نتيجة للأزمة الاقتصادية وتعثر التعليم والصحة وغياب الديمقراطية، وهى كلها أمور تؤثر بشكل رئيسى على نجاح الرياضة، ولكنها لا تحول دون إحداث اختراقات فى ألعاب معينة (مثلما حدث) وتحقيق نتائج طيبة رغم كل الظروف الصعبة المحيطة.

والحقيقة أن فكرة وجود مؤسسات متطورة فى قطاعات معينة كالبحث العلمى والرياضة تكون بمثابة قاطرة للتنمية، وتدفع كثيراً من المؤسسات الأخرى لتحسين أدائها مثلما حدث فى مجتمعات أخرى كالهند وغيرها، والتى اختارت فى كثير من الأحيان أن تتطور فى مجالات معينة داخل قطاع بعينه (البرمجيات مثلاً) بعيداً عن الشعارات العامة والخطب الرنانة.

ولعل تجربة مصر مع أوليمبياد أثينا فى 2004 تستحق التأمل والبناء عليها، خاصة أنها حققت نجاحا واضحا وكانت فى ظل ظروف سياسية غير ديمقراطية واقتصادية غير عادلة (على الأقل من وجهة نظر قطاع واسع من الشعب المصرى) ومع ذلك نجح وزير الشباب فى ذلك الوقت، الدكتور على الدين هلال، أن يقدم نموذجا ناجحا أو «وصفة رياضية» لما سماه بالمشروع القومى لإعداد البطل الأوليمبى نشرته وزارة الشباب والرياضة فى ذلك الوقت فى كتابين مهمين، أستأذن القارئ الكريم فى عرض عناوين فصولهما لأنها تعكس طريقة فى التفكير غائبة حاليا لصالح الاستثمار فى الحجر قبل البشر وبيزنس مراكز الشباب.

وتضمن كتاب وزارة الشباب فى 2002 الفصول التالية: مقدمة حول نشأة الفكرة والهدف من المشروع والهيكل التنظيمى وقواعد الاختصاصات، ثم الباب الأول حول اختيار الألعاب واللاعبين والنتائج المتوقعة واللاعبين الاحتياطيين وأسس انضمام واستبعاد اللاعبين، أما الباب الثانى فتضمن البرامج التنفيذية سواء على المستوى الشهرى أو السنوى، والمتابعة والتقويم، أما الباب الثالث فتعلق برعاية اللاعبين والخدمات التى تقدمها المؤسسات المختلفة، واختتم كتاب الوزارة بملاحق حول البيانات الشخصية للاعبين وتاريخهم الرياضى وبيان أفضل اللاعبين على المستوى العالمى وأقوى الدول والبطولات والمراحل السنية للمنافسات وفق النظام الدولى، وأخيراً قائمة اللجنة الأوليمبية الدولية لأنواع وطرق المنشطات.

الحقيقة أن المشروع القومى هنا لم يطلق على قناة السويس ولا العاصمة الإدارية ولا حتى على تجديد مراكز الشباب الموجودة فى قلب العاصمة، حتى تراها القيادة السياسية وتنسى ما هو موجود فى المدن والنجوع، إنما أطلق على «بطل أوليمبى».

أن يرتبط المشروع القومى بإعداد بطل أوليمبى هو فلسفة أخرى غير السائدة حالياً، فهو يتعامل مع التفاصيل والجزئيات ويستثمر فى البشر قبل الحجر، ولذا لم يكن غريباً أن نحقق نجاحاً استثنائياً، وتحصل مصر على أعلى عدد من الميداليات فى أوليمبياد 2004 منذ عقود طويلة، وأن تعود الميدالية الذهبية مرة أخرى لأرض الكنانة بعد غياب دام ما يقرب من نصف قرن، فشكراً لكل من كرس فلسفة «المشروع القومى» ولإعداد الإنسان أو «البطل الأوليمبى».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعثرنا الأوليمبي تعثرنا الأوليمبي



GMT 05:24 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

الساحل الشمالى

GMT 13:23 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

الساحل الشمالى

GMT 12:11 2020 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

حوار الدوران الحر

GMT 07:34 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

المسار السياسي

GMT 09:39 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الحقبة العثمانية
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 13:37 2017 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طيار يخطب فتاة على متن رحلة الخطوط الملكية الأردنية

GMT 05:15 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

جنيفر لورانس مثيرة في فستان بتوقيع ألكسندر ماكوين

GMT 01:57 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الدكتور مجدي بدران يكشف سبب إصابة الأطفال بـ "الربو"

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 06:42 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

عرض أضخم خريطة قديمة بعد أكثر من 400 عام

GMT 05:00 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل جديدة عن دور غادة عبد الرازق في "الكارما"
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen