آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

بين عالمين

اليمن اليوم-

بين عالمين

بقلم : عمرو الشوبكي

خلفت حادثة معهد الأورام الإرهابية 20 شهيدًا وتركت صورًا مأساوية وقصصا ومآسى إنسانية تابعها الناس بألم، كما خلف حفل المطربة الأمريكية جنيفر لوبيز التى جرت بعد الحادث بأيام قليلة صورًا مبهجة ومنعشة تداولها كثير من الناس بغضب وسخط، ودلت فى النهاية على أننا أمام عالمين مختلفين يعيشان على أرض مصر.يقينًا الاختلاف ليس كله ضارا، وكل من يتصور أنه يريد أن يضع الجميع فى نمط معيشة واحد يختفى منه رواد حفل العلمين وإخوتها مخطئ خطأ جسيما، وهناك من هو مشكلته ترجع فقط إلى إنه لا يستطيع شراء تذكرة الحفل وإذا استطاع وربنا فتح عليه بالمال والجاه فإنه سيمارس استعلاء طبقيًا على الغلابة أكثر مائة مرة من أهل العلمين، كما أن هناك من هاجم بقسوة الحفل لأن لديه عقدة من حضور النساء فى المجال العام سواء كانوا وزيرات أم غفيرات، وانتشرت صورة الوزيرات اللاتى حضرن الحفل بشكل لافت حتى تصور الكثيرون ومنهم كاتب السطور أنهن فقط من حضروا الحفل من أعضاء الحكومة وفى الحقيقة كان هناك وزراء رجال حضروا أيضًا الحفل.ومع ذلك ظل هناك تيار واسع آخر لا تراه الدولة رفض إلغاء الحفل المحدد موعده قبل الحادثة الإجرامية بفترة، ويقبل التنوع المجتمعى والثقافى ويتفهم أن فى أى مجتمع هناك فروقات طبقية ترجع للكفاءة والتعليم والقدرة على الإنجاز والإبداع، وليس بسبب الفهلوة والنصب وشغل الثلاث ورقات، وهؤلاء (ونحن معهم) رفضوا حضور 6 وزراء من الحكومة حفلًا غنائيًا راقصًا، وكأن ضحايا الإرهاب قبل عده أيام كانوا فى بلد آخر وليس فى محيط معهد الأورام فى قلب العاصمة المصرية. أعرف أن هناك تيارًا يرى أنه يجب أن ترسل الدولة رسائل للإرهابيين تقول إنهم لن يوقفوا حياتنا، ولن نخضع لابتزازهم ونتركهم ينكدون على الجميع، وإن الرئيس استمر فى المشاركة فى حفل مع أسر الشهداء فى عيد الفطر الماضى لتأكيد نفس الرسالة، رغم عملية العريش الإرهابية فجر نفس اليوم، وأن رسالة الوزراء كانت فى نفس هذا الاتجاه.نعم الحياة يجب أن تسير ولا يجب أن يوقف الإرهابيون حياتنا بكل تنوعاتها، إلا أن الإحساس بكل ضحايا العنف والإرهاب بالتضامن معهم بصور مختلفة فرض عين على الجميع حكاما ومحكومين، وأن علينا أن نعى أن هناك أزمة حقيقية أراها عميقة (ولا تراها الدولة كذلك) فى التواصل مع الشعب فى «الحلوة والمرة»، وإن تراجع صور التضامن مع الناس فى مصائبهم فى ظل قيود مفروضة على مبادرات المجتمع الأهلى، يجعل الدولة مطالبة بالقيام بكل المهام وأبرزها التضامن مع الناس فى محنتهم لا أن يبدو الأمر وكأن الحكومة تحتفل فى العلمين.حضور الوزراء حفل العلمين كان خطأ كبيرًا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين عالمين بين عالمين



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 11:28 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى النكبة

GMT 20:55 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب أوراوا الياباني يكشف صعوبة هزيمة الهلال

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:27 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

ممارسة الرياضة تمنع التقدم في العمر

GMT 11:38 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ديل تسوق لحاسبها الشخصي من فئة الكل في واحد

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen