آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

مظاهرات لبنان

اليمن اليوم-

مظاهرات لبنان

عمرو الشوبكي
بقلم : عمرو الشوبكي

بدأت الاحتجاجات التى شهدتها لبنان مؤخرًا بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، وسرعان ما تحولت لتشمل رفض الطبقة السياسية الحاكمة كلها، ورفعت شعارات قاسية فى وجه النظام الطائفى وفساد أهل الحكم والسياسة.

وبعيدًا عن بعض التعليقات التافهة لقلة قليلة «ثقيلى الظل عديمى النخوة» من الشباب المصرى عن متظاهِرات لبنان «الحسناوات»، فإن مقارنة هذه الاحتجاجات بنظيرتها فى العالم العربى ستكون من زاوية تجذر النظام الطائفى مجتمعيًا فى لبنان، وفشل أى احتجاجات سابقة فى كسر حدة المُحاصَصة الطائفية بسبب عجز القوى التى ترفع شعار لبنان العلمانى عن أن تمتلك بديلًا قادرًا على أن يكسر هيمنة إمبراطوريات الطوائف، التى بَنَت شبكات مصالح ونفوذ مترسخة مجتمعيًا.

فى لبنان، المنظومة الطائفية ضاربة فى جذور المجتمع، وفشلت الحروب الأهلية والمظاهرات السلمية فى تغييرها على مدار عقود طويلة، وهو أمر ترسخ حديثًا فى العراق بعد الغزو الأمريكى، وصارت الاحتجاجات فى كلا البلدين «رغم التباين السياسى والمجتمعى» ضد منظومة طائفية سائدة وفاسدة.

الاحتجاج اللبنانى لا يواجه نظامًا أو دولة استبدادية، إنما يواجه منظومة طائفية تتحكم فى الطبقة السياسية اللبنانية، وتوزع على أساسها المغانم والحصص، التى يصل فتاتها إلى «شعب» كل طائفة، وهو بذلك عابر لهذه المنظومة، وفى مواجهتها أيضًا، مما يُصعِّب من فرص نجاحه فى التغيير الجذرى.

لقد خرج قطاع واسع من اللبنانيين فى هذه الاحتجاجات بصورة عابرة للطوائف، فقد أصر سُنّة بيروت وطرابلس الفيحاء على ذكر أسماء الجميع «الحريرى» و«عون» و«نصرالله» و«برى» للتعبير عن رفضهم أهل الحكم «كلن».

إن مجىء هذه القوى الاحتجاجية من المجتمع المدنى والمبادرات الأهلية المستقلة وكثير من الشباب متعدد الانتماءات الدينية والمذهبية جعلها بلا سقف، وخارج أى حسابات، وقامت بمهاجمة كل الطبقة السياسية فى البلاد، واتهمتهم جميعًا بالفساد، بمَن فيهم حسن نصرالله، الذى لم يتم استثناؤه، واعتبره الكثيرون على الأقل متحالفًا مع فاسدين، رغم محاولات فريقه اختراق المظاهرات وتحويلها إلى فرصة لتصفية الحسابات مع خصومه السياسيين. ومع ذلك، فإن الأدوات التى تمتلكها القوى الطائفية الحاكمة فى لبنان، وتحديدًا تحالف حزب الله والرئيس عون، مازالت أقوى من القوى الاحتجاجية، ومع ذلك تستطيع هذه القوى أن تُخلْخِلها وتُضْعِف من قدراتها على الهيمنة والاحتكار، وتفتح أفق يوم، قد يكون قريبًا، لتفكيك المنظومة الطائفية الحاكمة والمسيطرة على مُقدَّرات هذا البلد الصغير، شديد الثراء والتنوع.

رئيس الوزراء، سعد الحريرى، أقرب فى موقفه إلى تقديم الاستقالة، وهذا سيفتح الباب أمام متغيرات جديدة لبنانيًا وإقليميًا.. ولكل مقام مقال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مظاهرات لبنان مظاهرات لبنان



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 01:20 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة مي عز الدين تشبّه والدتها بالحياة والأكل والشرب

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 10:15 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

رامي جمال يحيي حفلًا غنائيًا في الفيوم 5 آذار

GMT 22:48 2016 الخميس ,05 أيار / مايو

طريقة عمل بلح بالبشاميل

GMT 20:39 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم محمد رمضان يظهر في شخصيتين خلال فيلمه الجديد "الكنز"

GMT 00:56 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

الفنان أحمد الفيشاوي يرفض الرد على الشائعات

GMT 00:57 2017 الخميس ,13 تموز / يوليو

هيفاء وهبي تنسحب من بطولة فيلم "ثانية واحدة"

GMT 05:36 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

علماء يكشفون السبب الرئيسي لبدانة الأطفال

GMT 12:11 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

طرد الأهلي يجعل من النني أسطورة في أرسنال

GMT 04:04 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

دراسة تكشف أن الملح غير مسؤول عن ضغط الدم

GMT 19:33 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

هواوي تطلق سلسلة هواتف Y Series 2018 فى الأسواق المصرية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen