آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

مصر والسعودية (1- 2)

اليمن اليوم-

مصر والسعودية 1 2

بقلم : عمرو الشوبكي

زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى القاهرة زيارة مهمة، شكل البعد الاقتصادى جانبها الأبرز، وشملت اتفاقات تجارية ومضاعفة الاستثمارات، بالإضافة لإعطاء القاهرة ما تحتاجه من المشتقات النفطية لمدة 5 سنوات قادمة، ودون أن يعنى ذلك غياب الأبعاد السياسية التى ظلت حاضرة فى مسار العلاقات المصرية- السعودية.

والحقيقة أن العلاقة المصرية- السعودية هى علاقة تاريخية قديمة عرفت اتفاقات واختلافات كثيرة، وربما تطوع الملك سلمان فى ريعان شبابه للقتال مع الشعب المصرى ضد العدوان الثلاثى يؤكد أن التوافق المصرى- السعودى كان كبيرا حتى أثناء وجود نظم سياسية متصارعة (نظام عبدالناصر الاشتراكى التحررى فى مواجهة النظام الملكى المحافظ فى السعودية).

أن يتطوع الملك سلمان، ومعه الملك فهد والأمير تركى فى مصر لمحاربة العدوان الثلاثى، يعنى أن قرار عبدالناصر بتأميم قناة السويس فى ذلك الوقت نال دعم النظم الملكية والقوى الثورية على السواء، لأن التحدى كان خارجياً والمواجهة كانت ضد الاستعمار، وعلينا أن نتصور معنى ودلالة أن يختار أمير مرفه سليل عائلة ملكية أن يقاتل فى بلد عربى آخر.

الدلالة الإيجابية لتطوع أبناء الملك عبدالعزيز بن سعود لمواجهة العدوان الثلاثى تكررت مرة أخرى مع الدعم السعودى لمصر بعد هزيمة 67، وأيضا وقف الملك فيصل ضخ البترول إلى أمريكا والدول الأوروبية مع انتصار 73.

ورغم هذه المشاهد شديدة الإيجابية فى تاريخ العلاقات بين البلدين، فإن هذا لم يمنع اختلافهما فى جوانب كثيرة نتيجة تصور كل نظام أن قوته فى نشر نموذجه على حساب الآخر، فاعتبر الخطاب الناصرى فى ذلك الوقت السعودية نموذجا للنظم الرجعية التى تقف ضد إرادة شعوبها، واعتبرت السعودية أن نظام عبدالناصر لم يكن نظاما عاقلا وورط مصر والعالم العربى فى حروب لا طائل لها.

والحقيقة أن المتغير الأكبر الذى حدث فى العلاقات المصرية والسعودية كان هو الاعتراف باختلاف الخبرات التاريخية بين كلا البلدين، وأن مصر لديها إرث جمهورى ونظام دستورى ومدنى يحاول أن يكون حديثا، وأن السعودية لديها نظام ملكى راسخ له تقاليد، ويحمل من داخله فرصاً للإصلاح والتقدم.

والمطلوب هو الاعتراف بخصوصية كل خبرة تاريخية واحترامها، ومواجهة أى محاولات لهدمها أو تفكيكها، ولذا ليس بالمستغرب أن تجد ملايين المصريين والسعوديين يحبون الراحل السعودى الكبير الملك فيصل والزعيم الراحل جمال عبدالناصر لمواقفهما القومية من ناحية، ولأن قضية الاختلاف فى شكل النظم السياسية لم تعد هى المتغير الرئيسى فى تحديد قوة العلاقات بين الدول من ناحية أخرى.

لماذا بقيت بريطانيا ملكية وفرنسا جمهورية؟.. هذه أسئلة يجيب عنها أساتذة التاريخ والاجتماع السياسى، ولكن كليهما ظل فى كيان واحد اسمه الاتحاد الأوروبى، والأمر نفسه ينسحب على مصر والسعودية، فالأولى ستظل جمهورية والثانية ستبقى ملكية، وليس فى مصلحة أحد أن يغير طبيعة النظام فى كل بلد كما تصور البعض فى الماضى.

مصر والسعودية خبرتان مختلفتان، ومع ذلك وقفتا فى خندق واحد حين كانت التهديدات الخارجية تحيط بالعالم العربى، سواء فى مواجهة العدوان الثلاثى أو العدوان الإسرائيلى، والآن هناك تحديات هائلة، فهل هناك ما يعوق هذه العلاقة الاستراتيجية، وكيف يمكن دفعها أكثر نحو الأمام على ضوء الزيارة الناجحة للملك سلمان بن عبدالعزيز؟.. هذا حديث الغد إن شاء الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر والسعودية 1 2 مصر والسعودية 1 2



GMT 21:28 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

اميركا ترامب ضد ايران ومع اسرائيل

GMT 04:25 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان لن يغيّر جلده

GMT 03:34 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

(محمد بن سلمان ومستقبل أفضل)

GMT 06:11 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

(حملات ترامب ترتد عليه)

GMT 06:08 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

«سلمان» فى روسيا و«أردوغان» فى إيران
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 03:17 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أبرز الأماكن السياحية التاريخية في مدينة بوردو

GMT 19:32 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

أكرم عفيف يحلم بالحصول على الألقاب مع السد القطري

GMT 04:19 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أجنة الرجال كبار السن تعاني من النمو البطيء

GMT 22:45 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen