آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

الحل الصحيح.. رحيل أردوغان!

اليمن اليوم-

الحل الصحيح رحيل أردوغان

بقلم _ مكرم محمد أحمد

تجمع تقارير رجال الاقتصاد والبنوك والمُحللين السياسيين والاقتصاديين على أن الرئيس التركى أردوغان هو سبب كارثة بلاده، وأن خروج تركيا من أزمتها الراهنة رهن بمدى قدرتها على إنشاء نظام اقتصادى ومالى وسياسى جديد يكون فيه القرار متجردا من دوافع حاكم فرد يعتقد أن جميع مناحى الحياة فى تركيا لابد أن تمضى على النحو الذى يريده، لأنه الوحيد الذى يعرف الحل الصحيح، ورأيه بات ونهائى، لا يستطيع أحد أن يراجعه، وزاد من مشكلة أردوغان أنه اختصر كل السلطات فى قراره، أنهى منصب رئيس مجلس الوزراء وقلص سلطات البرلمان واستحوذ على سلطات المصرف المركزى الذى انتفى دوره ولم يعد قادرا على كبح جماح التضخم، لأن أردوغان عكس كل الخبراء والاقتصاديين يُصر على الإبقاء على سعر الفائدة منخفضا رغم إرتفاع معدلات التضخم، وزيادة الركود الاقتصادى وزيادة حجم وارتفاع الديون وعجز الموازنة. والواضح أن إصرار أردوغان على الإبقاء على سعر الفائدة منخفضا يعود إلى أن مصالحه ومصالح أسرته وأصهاره الذين يعملون جميعا فى قطاع التشييد والمقاولات وحققوا ثروات هائلة، تكمن فى الإبقاء على تكلفة الديون منخفضة لتزيد أرباحهم على حساب الصالح العام، وما زاد الطين بلة أن أردوغان فى فترة حكمه الأخيرة بعد أن أصبح الحاكم بأمره، سلطانا على البلاد، عين البيرق زوج ابنته الكبرى يسرا وزيرا للمالية والتجارة لينفذ سياساته التى زادت الوضع سوءا، وتتسم بالديماجوجية والشعبوية وإثارة النعرات الوطنية الضيقة، وخوض المعارك بالشعارات، كما فعل فى قضية القس الأمريكى أندرو برنسون الذى رفض الإفراج عنه رغم إلحاح الرئيس ترامب، وأبقى عليه رهن الاعتقال فى منزله بتهمة التواطؤ مع الانقلاب العسكرى الذى خرج عليه قبل أعوام قليلة، وخرج إلى العلن يصرخ على الرئيس الأمريكى: عار عليك أن تفقد حليفك الإستراتيجى لـ60 عاما من أجل قس أمريكى، دون أن يدرى أن مثل هذا الخطاب الديماجوجى قد ألهب مشاعر ناخبى ترامب فى الولايات المتحدة الذين أكبروا ترامب لأنه وقف فى وجه أردوغان الديكتاتور من أجل قس أمريكى بسيط، والواضح أيضا أن إدارة الرئيس التركى للأزمة زادت من تصعيد الموقف بعد أن دعا الأتراك إلى أن يبيعوا دولاراتهم ومصاغهم ويشتروا الليرة التركية التى خسرت 45% من قيمتها خلال عام، وزاد أردوغان على ذلك بأنه سوف يبحث عن حلفاء جدد!، والواضح أن شكوك الأمريكيين تذهب إلى أن أردوغان يمكن أن يغادر حلف الأطلنطى، ويقيم تحالفات جديدة مع روسيا والصين وإيران.

إن أردوغان يعرف أنه جزء من الأزمة وواحد من أسبابها، كما يعرف أنه لا يتمتع بأى تأييد عالمى أو إقليمى، وأن تركيا تكاد تكون بلا أنياب بل بلا أسنان، وأن الرأى العام فى الغرب وفى معظم أنحاء العالم لن يقف إلى جواره لكثرة ضحاياه من الأتراك الذين أدخلهم المعتقلات أو حرمهم من وظائفهم، وبينهم صحفيون وسياسيون وكُتاب، والرأى السائد فى معظم دول العالم أن تركيا لن تتمكن من الخروج من حفرة أردوغان إلا بمراجعة شاملة لكل سياسات أردوغان ورؤاه الاقتصادية وعودة سلطات البرلمان التركى، والسماح للبنك المركزى التركى بأن يمارس مهامه، ووجود نظام جديد للعدالة لا يفسده التدخل السياسى والإفراج عن جميع المعتقلين وخفض سعر الفائدة ورفع تكلفة الاقتراض لمجابهة التضخم. ويبدو أن الأمر يتطلب قيادة جديدة تدرك أن الاستحواذ على كل السلطات لن يحل مشكلة الليرة التركية، ولن يساعد البلاد على الخروج من مأزقها الراهن، خاصة أن أردوغان لم يقدم جديدا فى اجتماعه أمس الأول مع عدد من سفراء تركيا، لم يعط أى إشارة لعزمه الإفراج عن القس الأمريكى التى تخلص كل قضيته فى التعاطف، مجرد التعاطف مع كولين عدو أردوغان اللدود الذى رفضت الولايات المتحدة تسليمه لتركيا، ولم يطلب مساعدة صندوق النقد الدولى، مؤكدا أن الليرة التركية سوف تستعيد وضعها الطبيعى لأن أمريكا معها دولاراتها أما أردوغان فمعه الله! بينما يقول خبراء الاقتصاد ان الحل الصحيح للأزمة التركية يُكمن فى 3 خطوات أولاها رفع سعر الفائدة وثانيتها أن يستعيد البنك المركزى التركى كل سلطاته وثالثتها أن يتم الإفراج عن القس الأمريكى الذى تكاد تكون جريمته أنه تعاطف مجرد تعاطف مع كولين عدو أردوغان اللدود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحل الصحيح رحيل أردوغان الحل الصحيح رحيل أردوغان



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen