بقلم - مكرم محمد أحمد
كما كانت مدينة السادات التى أصبحت فى غضون فترة زمنية محدودة واحدة من قلاع مصر الصناعية وسط الدلتا، المكان الذى إختاره الرئيس عبد الفتاح السيسى ليقدم منه كشف حساب عن الجهود التى بذلها المصريون فى الدلتا على امتداد 4 سنوات هى فترة حكمه الأولى، يتوجها مصنع عملاق للصلب ومشروع إنسانى ضخم للقضاء على فيروس سى الذى كان ينهش أكباد المصريين بنسبة وصلت إلى 15 فى المائة فى قرى المنوفية، اختار الرئيس عبد الفتاح السيسى مدينة بنى سويف كى يقدم منها كشف حسابه عن مشروعات تطوير صعيد مصر فى الفترة الأولى من حكمه التى تحفل بإنجازات ضخمة غيرت وجه الصعيد الذى كان يعانى التهميش والإهمال ليصبح عنواناً على أوجه متعددة من الأنشطة الانتاجية تتمثل فى 50 منطقة صناعية تضم 2973 مصنعاً كبيراً ومتوسطاً وصغيراً باستثمارات تزيد على 75 مليار جنيه، ابتداء من أحدث مصانع الإلكترونيات فى العالم يصدر أكثر من نصف إنتاجه إلى أوروبا من مدينة بنى سويف، إلى مصنع الخلايا الشمسية فى قنا، إلى المنطقة الصناعية فى سوهاج التى يؤسسها واحد من كبار رجالات مصر العصاميين الحاج محمود العربى التى يتم فيها تصنيع كل أنواع الموتورات لجميع الأجهزة المنزلية، فضلاً عن 19 محطة لتحلية مياه البحر تنتج 176 ألف متر مكعب، و 8 محطات ثلاثية الأبعاد تحيل مياه المصارف الصناعية والزراعية والثلاثية إلى مياه نقية مائة فى المائة يعاد استخدامها فى الزراعة أهمها وأكبرها فى بحر البقر والمحكمة.
وتشمل إنجازات الإسكان فى الصعيد خلال السنوات الأربع إقامة 119 ألف وحدة إسكان اجتماعى تشكل الآن مدناً جديدة فى صعيد مصر جد مختلفة، تسر القلب وتحيطها الحدائق وتحفل بالمدارس والأندية والمستشفيات والمكتبات تحقق السعادة للأسرة المصرية، وتزيد كلفة مشروعات الإسكان والمرافق والمياه فى صعيد مصر خلال السنوات الأربع الأخيرة على 124 مليار جنيه، كما يأتى على رأس الإنجازات التى تم افتتاحها توسيع وتطوير وإنشاء 11 مستشفى و 40 وحدة صحية تضم جميع التخصصات وأحدث أجهزة التشخيص الطبى بما فى ذلك أجهزة القسطرة والأشعة المقطعية بتكلفة تصل إلى 2٫4 مليار جنيه فى مدن الأقصر وأرمنت وبنى سويف والفيوم وشلاتين، فضلاً عن شبكة من الطرق الحديثة يصل طولها إلى 666 كيلو وتجديد شامل للسكك الحديدية تكلف 7 مليارات جنيه.. وما يميز كل هذه الإنجازات السرعة والاتقان واختصار مدد التنفيذ إلى أقصى حد ممكن، فما يتم تنفيذه فى 7 سنوات يجرى اختصاره إلى أربع، هذا دأب الرئيس السيسى فى جميع مشروعاته وكأنه فى سباق دائم مع الزمن، فضلاً عن أن أغلب المشروعات تشرف على إقامتها الإدارة الهندسية للقوات المسلحة وإن كان التنفيذ موكولا لشركات القطاع الخاص أو العام وفقا لشروط المناقصات، ويتابع تنفيذ المشروعات الرقابة الإدارية التى طورت مهامها من مجرد الرقابة الأمنية للمشروع إلى المساهمة فى إنجاحه وتذليل العقبات التى تواجهه، والمساعدة فى تقليل كلفة وتجميع مشتريات أجهزته بما يضمن الحصول على أحسن العروض، وعلى سبيل المثال فإن تجميع مشتريات أجهزة التشخيص الطبى ومختلف الأجهزة المتماثلة التى تخدم المشروعات المختلفة وفر على الدولة المصرية 4٫7 مليار جنيه فروقاً فى أسعار الشراء، وما يميز إنجازات السيسى أيضاً الحرص الكامل على أن تستوفى كل شروط الحداثة وضمان أن تكون من آخر طراز تستوعب كل جديد، فضلاً عن حرصه الشديد على ضرورة ضمان توافر أرصدة السلع-- الأساسية والاستراتيجية يسأل عنها بانتظام وزير التموين فإحتياجات القمح الذى نستهلك منه 11 مليون طن ننتج منه 3 ملايين طن لا ينبغى أن تقل عن 3 أشهر وكذلك السكر الذى نستورد منه مليون طن، والزيت الذى نستورد منه 97% من احتياجاتنا.
وميزة الرئيس السيسى الأخرى معرفته الدقيقة بتفاصيل كل قضية ومشكلة مهمة فى مصر، يعرف كل الملفات على وجه دقيق كما يملك رؤية شاملة للمستقبل، تغوص عمقا فى معرفة طبائع المصريين الذين يجب أن يخاطبهم كمصريين اعتزازاً بمصريته، وأشد ما يكرهه هو الفساد الذى جعل من الحرب عليه أولوية قصوى تماثل أولوية الحرب على الإرهاب، ومن المؤكد أن السيسى يحب كل عصامى شريف صنع نفسه بنفسه، وكم كان جميلاً أن يسأل أمس عن صحة الحاج محمود العربى الذى بدأ مجرد صبى فى دكان صغير فى حى الموسكى ليصبح واحداً من أهم أساطين الصناعة المصرية.
أرسل تعليقك