آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

جماعة الإخوان وقرار القدس !

اليمن اليوم-

جماعة الإخوان وقرار القدس

بقلم - مكرم محمد أحمد

 تتصور جماعة الإخوان أن القرار الأمريكى، الأحادى الجانب الذى رفضه العالم أجمع، بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس يمكن أن يشكل لها مخرجاً مهماً من أزمتها الراهنة، يساعدها على خداع الرأى العام العربى والإسلامى، ويعطيها شهادة ميلاد جديدة بأن تجول وتصول مرة أخرى باسم القضية الفلسطينية، تدعو إلى ضرب المصالح الأمريكية وإحراق السفارات الأمريكية والإسرائيلية فى المنطقة، وتنشر الفوضى من جديد فى العواصم العربية، لعلها تتمكن فى غمار هذه الفوضى من أن تسيطر على الشارعين العربى والإسلامى، أو النفاذ إلى الحكم فى أى بلد عربى. عينها الدائمة على مصر رغم أن المصريين جربوا حكم الجماعة لمدة عام، واكتشفوا أبعاد وجهها القبيح، عندما تسيطر على مفاصل الدولة وتعمل على إقصاء الجميع بقسوة بالغة كى تنفرد بالسلطة، وتشن الحرب على القضاء، ابتداء من المحاكم الابتدائية، التى تم إغلاقها بالجنازير، إلى المحكمة الدستورية العليا، التى تم حصارها، وتحرق جميع أقسام الشرطة وتنهب محتوياتها كى يسيطر الهلع على الناس ويغيب الأمن وتشن حربها على القوات المسلحة، تستعين على ذلك بجماعات الإرهاب القاعدة أو داعش لا فرق . والواضح للجميع أن جماعة الإخوان لم تتعلم شيئاً من أزمتها الراهنة عندما دعت بالفعل، عقب قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، إلى إشعال الحرائق فى كل مكان، وتدمير المصالح المصرية والأجنبية وتمزيق القوات المسلحة، واعتبارها العدو الأول الذى يتحتم تشويهه والتشهير به وكيل الاتهامات الجزافية له، رغم الإنجازات الضخمة التى يحققها الجيش لمصلحة شعبه فى مجالات التنمية المختلفة، فضلاً عن معركته الكبرى ضد جماعات الإرهاب وأولها جماعة الإخوان، هدفها من ذلك إضعاف الدولة المصرية وإضعاف الروح المعنوية لقواتها المسلحة، وتفكيك الجبهة الداخلية وإحباط المصريين فى فترة يحتاج فيها المصريون إلى تعزيز وحدتهم وتحقيق المزيد من التضامن العربى، وشد أزر القوات المسلحة كى تنهض بمهامها . ولأن العالم بكامله يتضامن مع العرب فى رفضهم القرار الأمريكى الذى يعارض الشرعية والقانون الدولى ومقررات مجلس الأمن والجمعية العامة، فإن المعركة فى الأغلب سياسية تتطلب حشد كل الجهود الدولية لمنع أي دولة من إصدار قرار يماثل القرار الأمريكى وإدانة القرار الأمريكى، أمام مجلس الأمن ودمغه بالعدوان على حقوق الشعب الفلسطينى واستباق التفاوض المباشر بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى باعتبار القدس من قضايا الحل النهائى، التى لا يجوز فيها إصدار قرار أحادى الجانب يفرض واقعاً جديداً على الأرض، ولأن العالم بكامله يدين قرار الرئيس ترامب ويرفضه تصبح المهمة الأولى لمصر والعرب الحفاظ على هذا التأييد العالمى، الشامل، وهزيمة القرار الأمريكى داخل مجلس الأمن، وإثبات أنه قرار منعدم، لا ينتج أثرا،ً وليس كما تطالب جماعة الإخوان بنشر العنف وإعادة الروح إلى جماعات الإرهاب، بعد أن كادت تلفظ أنفاسها، ومن ثم فإن كل الدعاوى تهدف إلى إحياء العنف والإرهاب تحت شعارات المقاومة، وهى دعاوى خبيثة تهدف إلى خفض هذا التأييد الواسع الذى يحظى به العرب فى قضية القدس، الذى يكاد يشمل العالم أجمع . ثم ما الذى تريده جماعة الإخوان من نشر دعاوى الفتنة والعنف وإحراق المصالح العربية والأجنبية أكثر من تخريب البلاد وتجريدها من كل صديق، وتجريف مواقفها من كل عناصر القوة، وأظن أن أقصر الطرق لتحقيق هذه الأهداف هو الدعوة للعنف والكراهية بدلاً من اللجوء إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتقويض أى شرعية للقرار الأمريكى وحصاره بحيث يظل معزولاً فى إسرائيل والولايات المتحدة إلى أن يتم إلغاؤه أو تعديله .

ولا أعرف إن كانت جماعة الإخوان، التى اتخذت قضية فلسطين والقدس منذ بداية تاريخها السياسى وعبر 80 عاماً من العمل السرى، ذريعة للحكم والوصول إلى السلطة، تدعو للقتل والعنف والاغتيالات دون أن تحرر بوصة واحدة من أرض فلسطين التى جعلتها ذريعة وساحة لتدريب عناصرها .

مع الأسف تتصور جماعة الإخوان أنها يمكن أن تعاود أسطوانتها الفاشلة مرة أخرى، بعد أن عرفها المصريون، وتأكدوا من أن هدفها الوحيد هو الوصول إلى السلطة، وأن فلسطين لم تكن بالنسبة لها أكثر من ساحة تدريب على أعمال القتال أو العنف، وبرغم أن الجماعة عاودت التجربة نفسها فى أفغانستان فلم ينجح الأفغان العرب فى الوصول إلى السلطة وأخفقت الجماعة الإسلامية، التى هى فى الأصل أحد أجنحة جماعة الإخوان فى تحقيق أى من أهدافها، تتصور جماعة الإخوان أن الفرصة ربما تكون سانحة للمرة الثالثة بعد قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشرقية، لكنه عشم إبليس فى الجنة، لأن المصريين أدركوا أبعاد اللعبة، وكشفوا تاريخ تآمر جماعة الإخوان مع إدارة أوباما فى أحداث ثورة يناير، وظهر للعالم أجمع حجم المؤامرة فإن الهدف الوحيد لجماعة الإخوان هو الوصول إلى السلطة .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جماعة الإخوان وقرار القدس جماعة الإخوان وقرار القدس



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 12:53 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

«طلاء حيوي» يقاوم التآكل والبقع وأشعة الشمس

GMT 07:34 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الافصاح عن بناء أول مزرعة موجية لتوليد الطاقة في بريطانيا

GMT 13:30 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

أفكار جديدة وبيسطة لديكور ركن الصلاة في المنزل

GMT 17:42 2016 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بيكيه يستفز كريستيانو رونالدو ويؤكد أن "البرغوث" من كوكب آخر

GMT 01:00 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

اتحاد الجمباز في بيروت يعلن جوائز بطولة لبنان للذكور

GMT 08:23 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

المرأة تميل إلى السلوك الودي والاجتماعي عكس الرجال

GMT 03:17 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

حرب شعواء تُضرم بين "سي إن إن" و"فوكس نيوز"

GMT 05:58 2017 الإثنين ,20 شباط / فبراير

رشا شربتجي تفصح عن طرق التعذيب في سجون سورية

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen