آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

المأزق التركى الأمريكى فى عفرين !

اليمن اليوم-

المأزق التركى الأمريكى فى عفرين

بقلم - مكرم محمد أحمد

 لا يقل مأزق القوات الأمريكية شمال سوريا فى منطقة منبج عن مأزق القوات التركية الغازية فى منطقة عفرين السورية، فعلى امتداد عشرة أيام لا تزال القوات التركية متعثرة فى هجومها رغم وعود الرئيس رجب طيب أردوغان بأن تنجز قواته أهدافها فى غضون أيام محدودة، لكن القوات التركية المسلحة بدبابات ليوبارد الألمانية والصواريخ الأمريكية المضادة للدروع لم تستطع أن تحرز تقدماً محسوساً بسبب ضراوة المقاتلين الأكراد فى عفرين، وتصميمهم على تكبيد الأتراك خسائر جسيمة دفاعاً عن كل شبر من أرض عفرين، وبرغم أن المقاتلين الأكراد لا يملكون قوات مدرعة كافية إلا أنهم يعرفون جيداً أنهم يتعرضون لنوع من حرب الإبادة تتطلب شجاعة الصمود . وتقول تقارير المراقبين العسكريين إن هناك صعوبات ضخمة تواجه القوات التركية لصعوبة الأرض والمناخ السكانى المُعادى لتركيا، فضلاً عن أن العملية التركية لم يتم التحضير لها جيداً، وأن الجيش التركى متورط ميدانياً، لا يملك ما يكفى من الوحدات لمواجهة المقاتلين الأكراد الذين يبلغ تعدادهم 15 ألفاً تصل إلى 30 ألفاً فى حالة التعبئة الشاملة، وتكاد العملية التركية أن تكون “محلك سر” تعتمد على القصف الجوى التركى لمواقع المقاتلين الأكراد من ارتفاعات عالية فى الأغلب عشوائية، ومن الصعوبة بمكان أن تكون المعركة حاسمة أو أن يحقق فيها أى من الطرفين انتصاراً ساحقاً رغم الخسائر الضخمة التى يمكن أن يتكبدها كلاهما، فضلاً عن أنها تسبب صراعاً مرهقاً للولايات المتحدة، لأن التدخل التركى فى عفرين يمكن أن يكون مقدمة لصراع أوسع لقوى إقليمية تدافع عن مصالح متناقضة مشروعة وغير مشروعة . ومشكلة أمريكا الرئيسية فى حرب عفرين أنها تحاول دعم أكراد سوريا الأكراد الأعداء الألداء للرئيس التركى رجب أردوغان الذى يرفض الاعتراف بحقهم فى تقرير المصير، أو الحصول على نوع من الحكم الذاتى فى تركيا الذين هزموا داعش فى سوريا وهم أيضاً حلفاء واشنطن الذين تعتبرهم الولايات المتحدة حليف أمريكا الأول فى سوريا الذى يمكن أن يساعدها على توسيع وجودها العسكرى المحدود فى سوريا الذى لا يتجاوز الآن ألفى جندى، وإنشاء قاعدة ضخمة فى منطقة القامشلى تنافس قاعدة حميم الجوية الروسية فى منطقة اللاذقية، ويحاول الأمريكيون ركوب الجوادين فى وقت واحد، أكراد سوريا المقاتلين الأشداء، وتركيا العضو القديم فى حلف الناتو التى يرأسها أردوغان بعناده وغروره وإصراره على أن يطارد الأكراد إلى حد الإبادة. طلب الأمريكيون من أردوغان أن يتوقف عن غزو عفرين وأن يساعدوه فى المقابل على إقامة منطقة عازلة على الحدود التركية السورية مساحتها 30 كيلو متراً، لكنه رفض وفاجأهم بعملية الغزو، وطلبوا منه أخيراً ألا يتجاوز منطقة عفرين، وأن تكون عملياته العسكرية قصيرة ومحددة مع تجنب سقوط ضحايا مدنيين قدر الإمكان، لكنه يقصف دون هوادة وعلى نحو عشوائى قرى عفرين ويعلن فى عناد شديد أن قواته سوف تواصل زحفها إلى منبج حيث توجد القوة الأمريكية المحدودة فى رحاب قوات سوريا الديمقراطية المُشّكلة أساساً من المقاتلين الأكراد حلفاء الولايات المتحدة فى الحرب على داعش، وأن هدفه الذى لن يتنازل عن مطاردة الأكراد من عفرين إلى منبج إلى الرقة إلى إدلب والحسكة، وعلى الأمريكيين أن يسحبوا قواتهم من منبج!

ويكمن مأزق الإستراتيجية الأمريكية الجديدة فى سوريا فى صعوبة الاحتفاظ بعلاقات تحالف مع خصمين لدودين هما تركيا والأكراد مع تصميم الرئيس التركى أردوغان على محاربة الأكراد حتى النهاية، كما تكمن فى غياب الثقة الشديد بين أردوغان وأمريكا حيث يتهم الرئيس التركى الولايات المتحدة بتدريب 30 ألف مقاتل كردى جديد كى يكونوا نواة قوة كردية تحمى حدود المنطقة الكردية فى سوريا باعتبارها منطقة حكم ذاتى، سواء من الجيش السورى أو من القوات التركية، مع بحث إمكانية إقامة منطقة عازلة بين الأكراد والأتراك على حدود عفرين لطمأنة تركيا. ويرقب الروس بكثير من الارتياح الخلاف المتصاعد بين الأتراك والأمريكيين وهل يصل إلى نقطة اللاعودة لتصبح تركيا أكثر انحيازاً للروس رغم عضويتها فى الناتو، كما يرقبون مدى قدرة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على تكسير عظام الأكراد أهم حليف للولايات المتحدة فى سوريا، بينما تقف قوات بشار الأسد على أهبة الاستعداد لدخول المعركة حلفاء لأكراد سوريا رغم إعلانهم الحكم الذاتى، وخلاصة القول أن الموقف فى عفرين مفتوح على كل الاحتمالات والمستفيد الأكبر هو الطرف الروسى والخاسر الكبير هو أردوغان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المأزق التركى الأمريكى فى عفرين المأزق التركى الأمريكى فى عفرين



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 11:41 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

آسر ياسين يكشف مهاراته بلعب كرة القدم في "كل يوم"

GMT 06:58 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

ماليزيا من أكثر الوجهات انتشارًا في العالم

GMT 05:57 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

" سي كي ون ريد اديشن" أثير عطري فخم للرجال

GMT 19:45 2016 السبت ,06 آب / أغسطس

برشلونة يخسر امام ليفربول 4 - صفر

GMT 13:06 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل 5 أشكال شبابيك حديد خارجية للمنازل

GMT 02:00 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

دار فيرساتشي الإيطالية تستعين بعارضات الجيل السابق

GMT 04:53 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جورج وسوف يؤكد أن حقيبته مفقودة في مطار قرطاج
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen