آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

لماذا يطلب ترامب التفاوض مع إيران؟!

اليمن اليوم-

لماذا يطلب ترامب التفاوض مع إيران

بقلم : مكرم محمد أحمد

رفض الإيرانيون عرضاً أمريكياً قدمه الرئيس ترامب بالتفاوض المباشر دون شروط مُسبقة فى الوقت الذى يرغبون، وقال الرئيس الأمريكى إنه على استعداد للجلوس مع الرئيس الإيرانى حسن روحانى، لأنه يؤمن بأهمية اللقاءات، وإذا كان الإيرانيون يرغبون فى التفاوض فهو جاهز فى أى وقت لأن التفاوض جيد للإيرانيين وجيد للأمريكيين وجيد للعالم أجمع، وأنا لا أطلب أى شروط مُسبقة لهذا التفاوض، وقد جاءت هذه التصريحات قبل أسبوع من فرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران وعقب تهديده إيران بعمل عسكرى، مؤكداً أن الإيرانيين يعانون مصاعب شديدة وهو يقدم اقتراحه بالتفاوض دون شروط مُسبقة لا من موقع ضعف أو قوة، ولكن لأن المفترض أن نفعل ذلك إن كانت هناك رغبة فى أن ننجز شيئاً غير قصاصة الورق التى تحمل اتفاقاً سابقاً مع إيران، وعاد الرئيس الأمريكى ليؤكد أن لقاءه مع الرئيس الروسى بوتين فى قمة هلسنكى كان ناجحاً جداً رغم سوء التغطية للمؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده مع الرئيس الروسى بوتين، كما امتدح الرئيس ترامب لقاءه مع الرئيس الكورى الشمالى كيم جونج أون كخطوة مهمة جعلت العالم أكثر أمناً. 

ورداً على اقتراح الرئيس ترامب، رفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمى التفاوض المباشر مع الأمريكيين لأنه عمل يقرب من المستحيل الآن نظراً للتهديدات التى أطلقها الرئيس ترامب ضد الإيرانيين، والتى تجعل من الصعب الحوار مع واشنطن أو الدخول معها فى صفقة، لأن الولايات المتحدة مستمرة فى سياساتها العدائية ضد إيران، وتُصر على تطبيق العقوبات ضد إيران وتُرسل مبعوثيها إلى دول العالم تحضهم على مقاطعة شراء البترول الإيرانى بما لا يوفر أى فرصة لنجاح الحوار. 

وقال مُعلقون أمريكيون إن حوار ترامب مع الرئيس حسن روحانى لن يُحقق شيئاً، لأن سلطات الرئيس الإيرانى جد محدودة، ولأن سلطة القرار فى يد المرشد الأعلى خامنئى الذى يسيطر على مؤسسات الأمن والجيش والمخابرات والعدل والحرس الثورى الإيرانى، وهو يكره الأمريكيين ولم يغادر إيران إلى أى بلد خارجى، فضلاً عن أنه نادراً ما يلتقى بضيوف أجانب، وقد يسبب الحوار مع إيران مشكلات كبيرة للرئيس ترامب مع الحزب الجمهورى ومع إسرائيل وربما مع السعودية ودول الخليج، وما يثير الدهشة فى تصريحات ترامب أنه قبل أيام محدودة وجه للرئيس الإيرانى تحذيرات شديدة اللهجة مفادها، إياك أن تهدد الولايات المتحدة مرة ثانية وكن حذراً لأن قلاقل فقط هم الذين عانوا مصاعب خطيرة لم يجرها غيرهم تجرأوا على تهديد الولايات المتحدة، وكان حسن روحانى قد حذر أمريكا من حرب مع إيران، لأن حرباً مع إيران سوف تكون «أم الحروب» وبرغم أن روحانى أعاد استخدام لغة الرئيس العراقى السابق صدام حسين، فإنه قال فى التصريحات نفسها إن السلام مع إيران هو السلام الحقيقى بما يؤكد رغبة إيران فى السلام مع الأمريكيين.

 ولا يعرف بعد الأسباب الحقيقية التى جعلت الرئيس الأمريكى ينتقل من التهديد العسكرى المباشر لإيران وإرسال البعثات الأمريكية إلى كل بلاد العالم بما فى ذلك الهند والصين للتحريض على منع شراء البترول والغاز الإيرانى بهدف منع تصدير البترول الإيرانى، وحرمان طهران من عائدات بترولها، وزيادة مصاعب إيران الاقتصادية، وتضييق نطاق تعاملها مع العالم الخارجى إلى حالة طلب الحوار مع طهران دون شروط مسبقة، وهل يحمل طلب الرئيس ترامب طابعاً تكتيكياً، أم أنه يستهدف التفاوض الجاد مع إيران، وأخيراً ما هو وقع طلب التفاوض المباشر مع إيران على إسرائيل وحلفاء واشنطن العرب، خاصة أن للولايات المتحدة أولويات واضحة ومحددة، تنطوى على تقليص قدرة إيران الصاروخية إلى الحد الأدنى الذى يمنعها من تشكيل تهديد لإسرائيل والمصالح والأرض الأمريكية، والامتناع الكامل عن مساندة جماعات الإرهاب، وسحب القوات الإيرانية بالكامل من سوريا، وتقليم أظافرها فى لبنان والعراق واليمن، بل كان هناك ثمة إشارات أمريكية بأنه يدخل ضمن أهداف واشنطن ولا يزال إستثمار حالة الغضب الشعبى الإيرانى الواسع ضد حكم آيات الله الذى يعانى، فضلا عن الأزمات الاقتصادية الصعبة، فقدان ثقة شرائح واسعة من المجتمع الإيرانى تبدى تذمرها الواضح من نظام الملالى، بما يجعل تغيير نظام الحكم فى إيران هدفاً ممكنا أو متاحا، وأيا كان الوضع، فالأمر المؤكد أن رفض إيران التفاوض مع الأمريكيين هو خطوة تكتيكية، لأن هدف إيران الحقيقى الآن هو الوصول إلى حالة سلام مع الولايات المتحدة خوفا من عقابها.

المصدر :جريدة الأهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يطلب ترامب التفاوض مع إيران لماذا يطلب ترامب التفاوض مع إيران



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen