آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

انفراج واسع فى الأزمة السورية

اليمن اليوم-

انفراج واسع فى الأزمة السورية

بقلم/ مكرم محمد أحمد

الواضح أن الأزمة السورية تزداد انفراجا منذ لقاء الرئيس بوتين وترامب فى هامبورج على هامش قمة العشرين، وأن الاتفاق الذى توصل إليه الاثنان بوقف إطلاق النار جنوب سوريا بموافقة الأردن وإسرائيل وسوريا يزداد رسوخا، وثمة مايشير إلى أنه يمكن أن تشمل مناطق سورية جديدة كما أنها تزداد إتساعا بدخول فرقاء جدد ترتيبا على هذا الاتفاق، فضلا عن التغيير الواضح الذى طرأ على موقف السعودية وجعلها أكثر اهتماما بتسوية المشكلة السورية وإنهاء عذابات الشعب السوري، بعد أن أدرك الجميع أن الحرب السورية تحولت إلى مفرخة لجماعات الإرهاب وكثر عدد اللاعبين على ساحتها وازدحم المجال الجوى السورى بطائرات الحلفاء والأعداء والمراقبين وكل من يتصور أن له دورا فى الشأن السورى إلى حد دفع الروس والأمريكيين إلى تنظيم عملياتهما الجوية فى اتفاق مكتوب، وكذلك فعل الإسرائيليون والروس تفاديا لوقوع صدام جوى يصعب حساب نتائجه!

لكن الحدث الأكثر وضوحا ودلالة يتمثل فى عودة أكثر من نصف مليون سورى إلى بلادهم خلال الأسابيع الأخيرة، كانوا قد نزحوا عن مدنهم وقراهم وتشردوا فى لبنان والأردن والعراق ومصر، وعبروا الحدود التركية وصولا الى أوروبا عبر البلقان وبحر إيجه إلى أن زادت اخطار الهجرة وتوافقت دول الاتحاد الأوروبى على إغلاق أبواب الهجرة فى وجه المهاجرين السوريين ووضعوا الرئيس التركى رجب الطيب أردوغان حارسا بالإيجار مهمته اغلاق الحدود فى وجه النازحين السوريين، والواضح أيضا أن عودة السوريين إلى بلادهم تزداد كثافة وعددا كلما ترسخ وقف إطلاق النار وزادت فرص الاستقرار وتوالت هزائم داعش وفقدت المزيد من الأراضى السورية التى كانت تسيطر عليها، ويتوج جميع ذلك أن الجيش السورى يتابع تقدمه فى استعادة المواقع والأراضى التى فقدها، سواء فى غوطة دمشق أو فى مناطق الوسط حمص وحماة أو شمالا فى مدينة حلب التى تستعيد نشاطها وحياتها، وتصلح ساعتها الأثرية القديمة وسط الميدان الرئيسى، بينما يتقدم الجيش السورى ليغلق حدود بلاده مع تركيا ويمنع تسلل المقاتلين الاجانب الى داخل سوريا. وفى مدينة الرقة التى كانت داعش اختارتها عاصمة لدولة الخلافة واخترقها أخيرا تحالف القوات الكردية والعربية بمساعدات مباشرة من الولايات المتحدة تدور معارك تحرير المدينة فى حرب شرسة تحاكى حرب الموصل يمكن أن تتواصل لأسابيع قادمة إلى أن تتحرر الرقة من ربقة داعش كما تحررت الموصل، بينما يواصل الجيش السورى عملياته فى ريف الرقة الجنوبي، يسيطر على بعض حقول البترول ويتقدم حثيثا تجاه محافظة دير الزور التى لايزال داعش يسيطر على أجزاء كبيرة منها، لكن الملاحظ أن الجيش السورى رغم تضاؤل أعداده واتساع مساحة الميدان لم يخسر أيا من المعارك التى دخلها منذ تحرير حلب. وفى غمرة هذه التطورات التى تنبئ بقرب انفراج الأزمة السورية يأتى قرار الرئيس الأمريكى ترامب الأخير بإنهاء برنامج المخابرات المركزية الذى بدأ عام 2013 فى عهد الرئيس السابق أوباما بتدريب وتسليح مجموعات متناثرة من المتمردين من الفرقة 13 وجيش اليرموك بهدف الضغط على نظام حكم بشار الأسد وإلزامه قبول مرحلة انتقالية جديدة فى حكم سوريا، تنتقل خلالها سلطة الحكم إلى تحالف جديد يجمع بين الحكومة والمعارضة لا مكان فيه لأسرة الأسد التى حكمت سوريا لأربعين عاما.

ويعنى إنهاء الرئيس ترامب دعم الولايات المتحدة للمتمردين السوريين الذين يشكلون جزءا مهما من المعارضة السورية إنهاء دور المعارضة المسلحة، كما يعنى توافق الأمريكيين والروس على أن الأولوية ينبغى أن تكون لمحاربة داعش..، وبقدر ما أثار قرار ترامب استياء المتمردين زاد من طمأنة السوريين بأن الحرب الأهلية السورية تبلغ نهايتها، وأكد لجميع فصائل المعارضة أن الحسم العسكرى الذى يمكنهم من كامل السلطة غير وارد ولا بديل عن استمرار التفاوض مع الحكومة السورية على حلول وسط لا يمانع الروس أن تشمل استبعاد بشار الأسد إذا رغب الشعب فى ذلك، لكن الحقيقة الأهم هى اعتراف الأمريكيين بنفوذهم المحدود فوق الأرض السورية قياسا على الدور الروسى الذى يزداد قوة إلى حد أن البعض يرى فى قرار ترامب الأخير وقف البرنامج السرى للمخابرات المركزية إعلانا بفوز الروس.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفراج واسع فى الأزمة السورية انفراج واسع فى الأزمة السورية



GMT 05:56 2017 الإثنين ,28 آب / أغسطس

تقاسم وليس تقسيما

GMT 06:00 2017 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

'تجانس' بين الاحتلالات في سوريا

GMT 05:57 2017 الإثنين ,14 آب / أغسطس

تقسيم أم بداية حل؟

GMT 06:04 2017 الأحد ,09 إبريل / نيسان

الضربة الأمريكية

GMT 05:20 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

بين الرحيل والتدمير
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 12:53 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

«طلاء حيوي» يقاوم التآكل والبقع وأشعة الشمس

GMT 07:34 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الافصاح عن بناء أول مزرعة موجية لتوليد الطاقة في بريطانيا

GMT 13:30 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

أفكار جديدة وبيسطة لديكور ركن الصلاة في المنزل

GMT 17:42 2016 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بيكيه يستفز كريستيانو رونالدو ويؤكد أن "البرغوث" من كوكب آخر

GMT 01:00 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

اتحاد الجمباز في بيروت يعلن جوائز بطولة لبنان للذكور

GMT 08:23 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

المرأة تميل إلى السلوك الودي والاجتماعي عكس الرجال

GMT 03:17 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

حرب شعواء تُضرم بين "سي إن إن" و"فوكس نيوز"

GMT 05:58 2017 الإثنين ,20 شباط / فبراير

رشا شربتجي تفصح عن طرق التعذيب في سجون سورية

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen