آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

أهى كارثة حقا؟

اليمن اليوم-

أهى كارثة حقا

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

 مصير الرأسمالية هو موضوع أهم التعليقات التى وردت على الاجتهاد المنشور فى الثانى من ديسمبر الجارى تحت عنوان «ما بعد الرأسمالية». ومن أكثرها إثارة للتفكير التعليق الذى يرى كاتبه عادل عبد الرحمن أن العالم يشهد مفارقة تاريخية خطيرة لأنه يعود إلى ما قبل الرأسمالية من حيث العلاقات الاجتماعية-الطبقية، فى الوقت الذى يتقدم إلى ما بعد الرأسمالية من حيث تأثير ثورة الاتصالات والمعرفة على وسائل الإنتاج وعلاقاته.

ينطلق هذا التعليق من رؤية اجتماعية ماركسية لحالة عدم المساواة التى تزداد فى العالم كله0 ومؤداه أن تفاقم الانقسام الطبقى يُعيد العالم إلى مرحلة ما قبل الرأسمالية فى أعماق المجتمعات، فى الوقت الذى تبقى إيجابيات الثورة الاتصالية-المعرفية محصورة على السطح فى الأغلب الأعم.

ويتفق كثير من دارسى حالة اللامساواة الاجتماعية فى العالم، وليس فقط الماركسيون ومستخدمو العلم الاجتماعى الماركسي، على أنها تتفاقم بسرعة. توماس بيكيتى صاحب أهم كتاب حديث فى هذا المجال (رأس المال فى القرن العشرين) ليس ماركسياً، بل أستاذ اقتصاد رياضى درس مع فريق من الباحثين تطورات حالة عدم التفاوت الاجتماعى اعتماداً على منهج علمى لا يشوبه أى انحياز اجتماعي، ووصل إلى النتيجة نفسها.

ويرى كل من لديه اهتمام عام بأحوال المجتمعات واقع هذا التفاوت الرهيب بأم العين عندما يتجول فى مناطق معينة فى معظم العواصم الغربية، وليس فى عواصم بلدان مختلفة فقط. فى بعض هذه المناطق تفصل إشارة مرور بين عالمين منفصلين تماماً فى شارعين لا تزيد المسافة بينهما على أمتار.

حالة اللامساواة، إذن، واضحة. وقليلاً ما نجد خلافاً عليها. ولكن الخلاف يتركز على نتائج هذه الحالة بين من يرونها كارثة يمكن أن تُنتج عواقب وخيمة، ومن يجدونها ظاهرة طبيعية لا تثير القلق. ويذهب بعض من يرونها حالة طبيعية، وخاصة المتأثرين منهم بالمنهج الأكثر تطرفاً فى الاتجاهات (الليبرالية الجديدة) إلى أن الاهتمام بها ينتج آثارا سلبية لأن الانشغال بالفقراء والضعفاء يُعطَّل تقدم المجتمع، ويُبدَّد الموارد فيما لا طائل منه بدعوى أنهم مجبولون على الكسل والتخلف. وفى غياب حوار جاد على تشخيص حالة اللامساواة، وهل تُعد كارثة أم أمراً طبيعياً، وبالتالى توقع نتائجها، سيظل الأمر سجالاً إلى حين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهى كارثة حقا أهى كارثة حقا



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 08:36 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

سيخيب ظنّك أكثر من مرّة بسبب شخص قريب منك

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 00:43 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

القديوي ينوي إعادة الجيش إلى سكة الانتصارات

GMT 18:10 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رد جريء من المطربة الشعبية بوسي عن الميول الجنسية الشاذة

GMT 05:54 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

5 ملايين دولار مساعدات جديدة من السعودية لليمن

GMT 20:34 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد اليد المصري يختار هشام نصر متحدثًا رسميًا

GMT 04:42 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بشرى تكشف سبب مشاركتها في منتدى شباب العالم
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon