آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

انعطافات تاريخية حادة

اليمن اليوم-

انعطافات تاريخية حادة

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

 ما أكثرها الثورات الشعبية التى شهدت انعطافات حادة ومثيرة خلال مسارها المتعرج الذى قد يفيد تأمله فى ترشيد الجدل العشوائى حول ثورة 25 يناير فى ذكراها السابعة. ومع ذلك يظل مسار الثورة الفرنسية، التى كانت فاتحة هذا النوع من الثورات، هو الأكثر إثارة حتى اليوم، بما شهده من انعطافات شديدة الحدة.

فقد استمر هذا المسار من 1789 إلى 1870، أى نحو ثمانية عقود كاملة. وكانت الخطوات الارتدادية فيه أكثر وأقوى مقارنة بالخطوات التقدمية، إلى أن بلغ اللحظة التى انعطف فيها إلى الأمام، ولم يرتد مرة أخرى، وباتت الطريق مفتوحة إلى فرنسا التى نعرفها اليوم منذ تأسيس جمهوريتها الثالثة عام 1870.

يعرف كثير منا، عبر كتب التاريخ المدرسية، أن الثورة الفرنسية أنهت الملكية، وأقامت أول جمهورية حديثة فى العالم القديم (أى بعد الولايات المتحدة). ولكن الجمهورية التى أقامتها هذه الثورة عام 1793 لم تكد تدخل عقدها الثانى حتى حوَّلها نابليون بونابرت إلى إمبراطورية عام 1804.

وعندما هُزم فى نهاية حروبه التى امتدت عقداً آخر، كان المجتمع الفرنسى قد أُنهك حتى الثمالة، وفقد الأمل فى التقدم، وصارت معظم فئاته مستعدة لقبول عودة الملكية مُجدَّداً عام 1815. فكان أن دخل لويس الثامن عشر القصر، وكأن شيئاً لم يحدث منذ إعدام جده عام 1793.

واستمرت الملكية العائدة أكثر من ثلاثة عقود تفاقمت المعاناة خلالها، إلى أن انفجر المجتمع مرة أخرى فى ثورة 1848 التى أدت إلى إعلان الجمهورية الثانية. ولا يعرف معظم من يدرسون الكتاب الكلاسيكى المشهور لدى دارسى العلوم السياسية والقانون «الديمقراطية فى أمريكا» أن مؤلفه ألكسى دى توكفيل تولى وزارة الخارجية فى حكومة الجمهورية الثانية التى سقطت بدورها عام 1851, إذ انفرد رئيسها لويس بونابرت بالسلطة ونصَّب نفسه إمبراطوراً كما فعل عمه مع الجمهورية الأولى، وأخذ فرنسا إلى سلسلة حروب أخرى انتهت بهزيمة أمام ألمانيا.

وكان إعلان الجمهورية الثالثة عام 1870، عقب تلك الهزيمة، بمثابة الانعطافة الأخيرة التى مضت فرنسا فى طريق التقدم. وعندما كُتب تاريخ ثورتها الأم بطريقة منهجية، سُجل ما نعرفه عنها اليوم، وهو أنها كانت بداية انتقال أوروبا كلها، وليست فرنسا فقط، إلى التقدم الذى نراه اليوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انعطافات تاريخية حادة انعطافات تاريخية حادة



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 19:36 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 13:46 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

طريقة التحضير كانلوني بالكُراث والسلمون

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen