آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

إعدام «انفصاليين»!

اليمن اليوم-

إعدام «انفصاليين»

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

 أحسنت الحكومة العراقية عندما أدارت أزمة الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان بطريقة هادئة فى الأغلب الأعم، رغم اعتمادها المفرط على إيران وتركيا فى محاصرة هذا الإقليم. حققت حكومة بغداد هدفها، وانتصرت على إقليم يتمتع بحكم ذاتى واسع، وكان كثير من أبنائه يطمحون إلى تأسيس دولة مستقلة. واعترف رئيس الإقليم السابق مسعود بارزانى، الذى قاد الدعوة إلى الانفصال، بالهزيمة واستقال. وأصبحت الطريق ممهدة لإنهاء الأزمة، وإعادة ترتيب الأوضاع بطريقة تؤدى إلى احتواء مطلب الانفصال، أو الاستقلال كما يسميه المطالبون به.

غير أن حكومة بغداد لم تغتنم الفرصة، بعد أن قبضت على زمام الموقف، وأصبحت متحكمة فيه وقادرة على احتواء الأكراد، وحل المشكلات التى أدت إلى توتر العلاقات مع إقليمهم، لكى يتمكن العراق من التقدم إلى الأمام بمختلف مكوناته.

مازالت حكومة بغداد تتصرف بطريقة منتصر يريد إذلال المهزوم0 ولكن منهج المنتصر والمهزوم، وأسلوب الإذلال، لا يُحقَّقان وحدة وطنية لم تكن موجودة فعلياً رغم أنها شعار دائم فى الخطاب السياسى العراقى.

تصر الحكومة العراقية, مثلاً, على محاكمة مسئولين أكراد بتهمة المشاركة فى الاستفتاء على الانفصال وفقاً للمادة 156 من قانون العقوبات العراقى رقم 111 لسنة 1969، والتى تنص على أن (يُعاقب بالإعدام من ارتكب عمداً فعلاً بقصد المساس باستقلال البلاد أو وحدتها أو سلامة أراضيها). وبغض النظر عن أن هذه المادة أوقف العمل بها فى إقليم كردستان منذ عام 2003، وأن الكثير من مواد قانون العقوبات تحتاج إلى مراجعة فى ضوء مستجدات ما بعد ذلك العام، لا يستقيم السعى إلى بناء عراق واحد لكل أبنائه مع هذه القسوة الرهيبة فى إدارة خلاف يعرف الجميع فى العراق أنه موضع جدل ونقاش منذ وقت طويل. ولا يصح إغفال أن صيغة المحاصصة الطائفية والعرقية التى يقوم عليها النظام الدستورى فى العراق تجعل مثل هذا الجدل أمراً طبيعياً. والأكراد ليسوا مسئولين وحدهم عن هذه الصيغة التى نبه كثيرون إلى أخطارها قبل إقرارها.

ولذا نأمل أن تتحلى حكومة بغداد بالحكمة، وتضع حداً للتصعيد، وتشرع فى حوار جاد مع «الانفصاليين» الذين راجعوا موقفهم لأن إعدام أى منهم لم يؤد إلا إلى تفاقم الأزمة وتعقيدها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعدام «انفصاليين» إعدام «انفصاليين»



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 12:53 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

«طلاء حيوي» يقاوم التآكل والبقع وأشعة الشمس

GMT 07:34 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الافصاح عن بناء أول مزرعة موجية لتوليد الطاقة في بريطانيا

GMT 13:30 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

أفكار جديدة وبيسطة لديكور ركن الصلاة في المنزل

GMT 17:42 2016 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بيكيه يستفز كريستيانو رونالدو ويؤكد أن "البرغوث" من كوكب آخر

GMT 01:00 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

اتحاد الجمباز في بيروت يعلن جوائز بطولة لبنان للذكور

GMT 08:23 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

المرأة تميل إلى السلوك الودي والاجتماعي عكس الرجال

GMT 03:17 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

حرب شعواء تُضرم بين "سي إن إن" و"فوكس نيوز"

GMT 05:58 2017 الإثنين ,20 شباط / فبراير

رشا شربتجي تفصح عن طرق التعذيب في سجون سورية

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen