آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

ميـراث هيكل

اليمن اليوم-

ميـراث هيكل

د. وحيد عبدالمجيد

قليلة هى الإضافات التى قدمها العرب إلى عالم المعرفة الحديثة فى العقود الأخيرة. وأقل منها تلك التى يمكن أن تُعد مدارس فى مجالها. وكان الأستاذ هيكل صاحب إحدى هذه المدارس فى الصحافة الحديثة والتوثيق التاريخى والتحليل السياسى، أيا كان الاختلاف على اتجاهات هذه المدرسة وانحيازاتها.

وينبغى أن تبقى هذه المدرسة مفتوحة لأجيال متوالية تنهل منها. ولذلك يصبح واجبا علينا أن ننتقل من الحزن لفقده إلى العمل لتأصيل ميراثه هذا من خلال دراسات متعمقة تُناقش فى سلسلة من الندوات والمؤتمرات، وتصدر فى مجموعة كتب بأسلوب مُيسر للأجيال الجديدة ومنهجية جاذبة لهم.

وهذه مهمة وطنية، بل عروبية عامة، لأن الكثير من العرب غير المصريين الذين اقتربوا من الأستاذ أو أحبوه يمكن أن يسهموا فيها. كما أن الكثير من أبناء الأجيال الجديدة فى حاجة إلى معرفة ما أضافته مدرسة هيكل إلى المعرفة فى الصحافة والتاريخ والسياسة.

ويشمل ذلك دوره فى تطوير الصحافة العربية، ونقلها إلى العصر الحديث، ومنهجه فى العمل الصحفى وفى إدارة هذا العمل، ورؤيته التى طرحها فى سنواته الأخيرة لمستقبل الصحافة فى عصر «الإعلام الجديد» الذى يتيح لكل إنسان أن يقوم بدور الصحفى.

كما يشمل ذلك إضاءات على كتبه التى وثَّق فيها أهم تطورات عصره، وأعاد كتابة التاريخ السابق على هذا العصر وفق رؤيته. والمهم فى هذا المجال هو منهجه فى التوثيق، وليس رأيه أو تحليله لأنه موضع خلاف بطبيعة الحال. ومثلما قدم تحليلات مضيئة، كان بعض ما اجتهد فيه بعيدا عن الصواب.

وهذا أمر طبيعى لأن أحدا لا يملك حكمة مطلقة. وقد اختلفتُ معه فى بعض مواقفه وتحليلاته دون أن يؤثر ذلك فى علاقة تعلمتُ منها الكثير. فهذا الخلاف فى الرأى جائز فى كل الأحوال، ولكن الاختلاف على أهمية مدرسة هيكل ليس ممكنا، سواء فى الكتابة الصحفية أو فى كتابة الكتاب. وهو صاحب تجربة نادرة فى كتابة الكتاب نفسه باللغتين العربية والإنجليزية، أى لقارئين مختلفين فى كل شىء وليس فقط فى اللغة التى يقرأ كل منهما بها. وكان هذا موضوع كتاب أصدرته عام 2003، وشرحتُ فيه فلسفته فى الكتابة بلغتين، مع ملاحظات نقدية استقبلها حينئذ بترحيب. وليس هذا إلا قليلا من كثير مما ينبغى تأصيله وإعادة تقديمه إلى الأجيال الجديدة. وكثير هم من يستطيعون المساهمة فى هذه المهمة الكبرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميـراث هيكل ميـراث هيكل



GMT 13:23 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

الساحل الشمالى

GMT 08:45 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

بلاد العرب للعرب... سابقاً

GMT 11:42 2020 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

التحليل السياسى وفتح المندل

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة من مجهول!

GMT 16:02 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الأدوات السياسية
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

تفاصيل وطرق تطور صناعة القش في البلدان العربية

GMT 18:21 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع خلّابة ومميزة زوريها في مالطا لشهر العسل

GMT 00:18 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

عبد المجيد الرافعي يعتبر ذاكرة مدينة طرابلس

GMT 01:29 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

هاني جهشان يبيّن أن القتل الجماعي للأسرة ظاهرة خطيرة

GMT 11:31 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

غريفيث يزور مسقط غدًا السبت لإنعاش المفاوضات
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen