آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

«الإخوان» والأقباط

اليمن اليوم-

«الإخوان» والأقباط

بقلم - محمد صلاح

سريعاً ردت السلطات الأمنية المصرية على حادث الهجوم على حافلة الأقباط في محافظة المنيا، وقتلت 19 إرهابياً يعتقد أن بينهم منفذي الهجوم الإرهابي، لكن المؤكد أن المعركة ضد الإرهاب تحتاج وقتاً طويلاً، وأن المناخ الذي يسمح لعمليات كتلك لن ينتهي طالما بقيت جماعة «الإخوان» تسعى إلى الثأر من الشعب المصري. ويبقى السؤال قائماً: لماذا يستهدف «الإخوان» الأقباط ويحرضون ضدهم؟ وتبدو الإجابة بسيطة للغاية: لأن غالبية الأقباط أيدت الثورة ضد حكم الجماعة فأراد التنظيم الانتقام منهم، ولأن ذلك الفصيل المصري الوطني ظل على مدار عقود يكتم آلامه ويضمد جراحه ويجهض محاولات التحريض، ولا يستجيب أبداً دعوات انفصال أو انقسام، ولأن حشود الأقباط تكون دائماً في طليعة كل فاعلية لا يؤيدها «الإخوان»، كالانتخابات البرلمانية أو الرئاسية أو للترحيب بالسيسي أثناء زياراته دولاً غربية، ولأن ذلك التنظيم الدولي الذي ظل يحلم بالتمكين ويسعى إلى حكم مصر والانطلاق منها إلى بقية الدول العربية، لم يتوقف، منذ نزع المقعد الرئاسي عن محمد مرسي، عن محاولات هدم الدولة المصرية على من فيها، فوجد الأقباط دائماً في طليعة الحريصين على بقاء الدولة. وأخيراً لأن «الإخوان» لا فرق لديهم أصلاً بين مسلم أو مسيحي في مصر، وكل التنظيمات الإرهابية التي ظلت على مدى عقود تسعى إلى الحكم استهدفت كل الفئات والأطياف والطبقات والكيانات لتدمير البنية التحتية المجتمعية للدولة لتسود الفوضى والأجواء التي تمكّن هؤلاء الإرهابيين من القفز إلى السلطة في غياب أي قوى أخرى.

ما تفعله جماعة «الإخوان» ضد الأقباط هو السلوك نفسه ضد كل دولة أو جهة أو شخص تنبه إلى خطورة «الإخوان» ونياتهم الشريرة، وما موقفهم ومؤامراتهم ضد السعودية والإمارات والبحرين إلا نماذج.

لم يكن حادث دير الأنبا صموئيل يوم الجمعة الماضي الأول ولن يكون الأخير، والجماعات الإرهابية المصرية، وبينها «الإخوان»، أدركت بأس الشعب المصري وقوة الجيش وتماسك المجتمع، فلم تتوقف على مدى عقود عن محاولة ضرب الوحدة الوطنية وتحريض الغرب ضد الحكم وقتل الأقباط والادعاء بعجز الأمن عن حمايتهم، وإسالة دماء المصريين والزعم بالبكاء على الأمن الغائب.

هل ارتكب المصلون الأقباط في الكنيسة الغربية فعلاً استهدف «الإخوان»؟ أو كان مستقلو الحافلة متجهين إلى مقر مكتب الإرشاد لتفجيره مثلاً؟ وبالطبع لا. «الإخوان» وبقية التنظيمات الإرهابية يدركون أن الظهير الشعبي صار حائلاً دون عودتهم إلى واجهة الأحداث، وبالتالي الحكم. وتتألم الجماعة بشدة من كل مظاهر الوحدة الوطنية وتلاحم النسيج الوطني المصري، خصوصاً مع الفشل المتكرر في دعوة المصريين إلى الثورة ونشر الفوضى، أو تحريض المواطنين ضد الحكم واستغلال مصاعب الحياة في مصر وغلاء المعيشة في تحريك الناس.

لا يدرك الإرهابيون أن الشعب المصري لا يفرق الآن بين «داعش» أو «القاعدة» أو «الإخوان».

وبالتالي لا فرق أن يعلن «داعش» مسؤوليته عن الجريمة الأخيرة أو أي تنظيم آخر، فكلها مجرد مسميات لتنظيمات إرهابية خرجت من رحم «الإخوان» ووجدت أثناء السنة التي حكمت الجماعة فيها مصر المناخ مهيئاً كي يقفز الإرهابيون إلى واجهة الساحة السياسية ويحتلوا مواقعهم في الاستديوات ويطلوا على الناس عبر الشاشات ويدخلوا القصر الرئاسي والبرلمان ويتصدروا كل المنتديات. نعم لدى مصر ميراث من المعضلات ذات العلاقة بالقوانين والأعراف والسلوكيات التي يغلفها التطرف أو الجهل أو الغباء كلها تؤثر فيى أوضاع الأقباط وأمنهم، لكن المؤكد أن الحكم الحالي في مصر غيّر كثيراً منها في اتجاهات إيجابية، لكن المؤكد أن المعركة ليست هينة، والحرب على الإرهاب لن تنتهي في غضون شهور، ومواجهة أفكار «الإخوان» بعد سقوط تنظيمهم داخل مصر تحتاج إلى تغيير الأنماط الثقافية والتعليمية والمجتمعية التي ظلت على ركودها لعقود. عموماً، فإن استعادة الأمن في سيناء وضياع أمل «الإخوان» في تحويلها إلى إمارة إخوانية أو كيان إرهابي سيفرز نتوءات سلبية في مناطق أخرى. وكل متابع لعمليات الإرهاب وجرائمه يتوقع من الإرهابيين البحث عن أهداف أكثر سهولة وأماكن أكثر بعداً عن الملاحقات الأمنية، لكن مصر نجت من أعاصير الربيع العربي ومؤامرات «الإخوان» وسرطان الفوضى وصارت أكثر قدرة على التعامل مع بقايا الإرهاب وفلول «الإخوان».

نقلا عن الحياة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الإخوان» والأقباط «الإخوان» والأقباط



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 20:26 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إتيكيت كتابة الإيميل و طريقه تعاملك مع الاشخاص

GMT 09:26 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

الدباسي يعلن انضمام ناقلة نفط إلى أسطول "البحري"
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen